«بيتكوين» تنتعش متجاوزة تحديات «التوترات التجارية» - تليجراف الخليج

دخلت الأسواق العالمية في حالة من الاضطراب مطلع أبريل الماضي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الواردات، في خطوة وصفها بـ«يوم التحرير»، واعتبرها إعلاناً لـ«الاستقلال الاقتصادي» للولايات المتحدة.

أدى هذا الإعلان إلى تراجع حاد في الأسواق المالية، حيث انخفضت مؤشرات الأسهم بشكل كبير، وارتفعت عوائد السندات، ما أثار مخاوف واسعة من دخول الاقتصاد العالمي في ركود، وهي المخاوف التي تناغمت معها سوق الكريبتو طيلة الشهر، مسجلة أداءً متقلباً.

استجابة للضغوط المتزايدة من الأسواق والمستثمرين، أعلن ترامب في 9 أبريل تعليق مؤقت لمدة 90 يوماً لمعظم هذه الرسوم الجمركية، باستثناء الصين. ورغم هذا التراجع، استمرت حالة عدم اليقين في الأسواق، انتظاراً للتوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة، في حين ظلت المخاوف من تصعيد الحرب التجارية قائمة.

الأصول الرقمية

في هذا السياق المتقلب، اتجه العديد من المستثمرين نحو الأصول الرقمية بوصفها ملاذاً، ما أسهم في ارتفاع أسعار بعض العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، بينما تأثرت أخرى سلباً.

يعكس أداء العملات المشفرة في أبريل، التي بلغت قيمتها السوقية العالمية 3.02 تريليونات دولار، تفاعلها مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

ففي حين أظهرت بيتكوين وسولانا قدرة على الصعود وسط الأزمات، تأثرت إيثر بالضغوط التنظيمية، وحافظت دوجكوين وXRP على استقرار نسبي، في حين تظل الأسواق الرقمية مرآة للتقلبات العالمية.

ارتفعت بيتكوين بنسبة نحو 13.5 % خلال أبريل، لتصل إلى مستويات 94 ألف دولار بنهاية الشهر، مدفوعة بإقبال المستثمرين الباحثين عن ملاذات وسط تصاعد التوترات التجارية.

على النقيض، تراجعت إيثر بنسبة 2 %، مسجلة 1,784 دولاراً بحلول نهاية أبريل، في حين حققت سولانا مكاسب بنسبة نحو 16 %، لتصل إلى 145 دولاراً بنهاية الشهر، بينما استقرت كل من دوجكوين وXRP وسط العواصف التجارية.

حيث تأثرت أسواق العملات المشفرة بشكل كبير بالإجراءات الاقتصادية والسياسية العالمية. وفي أول 100 يوم من ولايته الثانية، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الخطوات التي أعادت تشكيل علاقة الحكومة الأمريكية بعالم العملات المشفرة، ما أثار اهتماماً واسعاً في الأسواق الرقمية.

الاحتياطي الاستراتيجي

ففي مارس 2025، وقع الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً يقضي بإنشاء «الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين»، و«مخزون الأصول الرقمية الأمريكي»، الذي يهدف إلى تحويل الأصول الرقمية المصادرة من قضايا جنائية إلى احتياطي وطني دائم. بالإضافة إلى ذلك، أبدى ترامب دعماً قوياً لتنظيم العملات المستقرة.

وتُظهر هذه الخطوات التزاماً من الإدارة الأمريكية الحالية بدعم وتطوير قطاع العملات المشفرة، ما قد يعزز من مكانة الولايات المتحدة مركزاً عالمياً رائداً في هذا المجال.