خسائر الأسهم العالمية تتزايد بسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية - تليجراف الخليج

تزايدت خسائر الأسهم الأمريكية في تعاملات الثلاثاء ببورصة وول ستريت مع تراجع حالة الهوس بأسهم شركات الذكاء الاصطناعي، وتراجع الكثير من الشركات عن توقعاتها لنتائج العام الحالي بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية التي قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على الواردات الأمريكية.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6% بعد تراجعه بنسبة 0.4% خلال التعاملات، ليتجه نحو تسجيل انخفاض ثانٍ على التوالي بعد أن كسر سلسلة مكاسب استمرت تسعة أيام، وهي أطول فترة مكاسب متصلة منذ أكثر من 20 عاماً.

كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 310 نقاط، أي بنسبة 0.8 % بعد تراجعه بمقدار 134 نقطة، أو 0.3 %، وزادت خسائر مؤشر ناسداك المجمع من 0.6% إلى 0.8% في تعاملات الظهيرة

وكانت شركة بالانتير تكنولوجيز من بين الشركات الأثقل وزناً في السوق بعد انخفاض سهمها بنسبة 13.3 %، على الرغم من إعلانها عن تحقيق ربح في الربع الأخير يتوافق مع توقعات المحللين، ورفع توقعاتها لإيرادات العام الحالي كله.

وقد واجهت الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي صعوبة متزايدة مؤخراً في إقناع المستثمرين بدعم أسهمها بعد أن حققت ارتفاعاً كبيراً بالفعل. ولا يزال سعر سهم بالانتير قريباً من 110 دولارات، بينما كان في حدود 20 دولاراً قبل أقل من عام.

كان السهم الوحيد الآخر الذي أثقل كاهل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هو سهم شركة إنفيديا لصناعة الرقائق الذي انخفض بنسبة 0.8 %.

وقالت ليندا ريندل، الرئيسة التنفيذية لشركة كلوركس، إن شركتها شهدت تغييرات في سلوك التسوق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، على سبيل المثال، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات. وأعلنت الشركة عن إيرادات وأرباح خلال الربع الأول أقل مما توقعه المحللون. وتتوقع كلوركس استمرار التباطؤ في الربع الحالي، وقد انخفض سهمها صباح اليوم بنسبة 2.4%.

في الوقت نفسه تأرجح سهم شركة ماتيل لصناعة الألعاب بين الخسائر والمكاسب بعد أن أعلنت أنها «ستوقف» نشر توقعاتها المالية لعام 2025، لأن «مشهد التعريفات الجمركية الأمريكية المتغير» يجعل من الصعب التنبؤ بما سينفقه المتسوقون الأمريكيون خلال موسم العطلات وبقية هذا العام.

وفي أوروبا قلصت الأسهم الألمانية خسائر تكبدتها في وقت سابق من الجلسة الثلاثاء، وذلك بعد انتخاب الزعيم المحافظ فريدريش ميرتس مستشاراً لألمانيا في جولة ثانية من التصويت بالبرلمان بعد خسارة غير متوقعة في الجولة الأولى.

وأغلق المؤشر داكس الألماني منخفضاً 0.41 % بعد أن تراجع 2% في وقت سابق عندما مُني ائتلاف يضم تحالف ميرتس والحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى يسار الوسط بخسارة مفاجئة في الجولة الأولى.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي على انخفاض 0.2 % لينهي سلسلة مكاسب استمرت عشرة أيام.

وأثرت الضبابية بشأن الرسوم الجمركية سلباً في السوق، إذ يحاول المستثمرون مواكبة السياسات التجارية غير المتوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ترامب، أمس الاثنين، إنه يعتزم الإعلان عن رسوم جمركية على الأدوية خلال الأسبوعين المقبلين. وجاء ذلك بعد يوم من إعلانه فرض رسوم جمركية تبلغ 100 % على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة.

وانخفض المؤشر الفرعي لشركات الرعاية الصحية واحداً بالمئة مع تراجع سهم شركة الأدوية العملاقة نوفو نورديسك أربعة بالمئة.

ومع ذلك ظل هناك قدر ضئيل من التفاؤل إزاء احتمال تراجع التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة بعد أن أعلنت بكين قبل أيام أنها تقيّم عرضاً من واشنطن لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية.

وفي غضون ذلك أظهر مسح استمرار نمو اقتصاد منطقة اليورو في أبريل، لكن بوتيرة أبطأ، وذلك مع ضعف الطلب ودخول قطاع الخدمات في حالة ركود تقريباً، ما يشير إلى أن تعافي المنطقة لا يزال هشاً.

ومن المقرر أن يصدر بنك إنجلترا قراره بشأن أسعار الفائدة خلال الأسبوع الجاري.

ومن المتوقع أن تسجل الشركات الأوروبية نمواً يصل إلى 0.4 % في نتائج أعمال الربع الأول، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن، وهو تحسن مقارنة بانخفاض قدره 1.7 % توقعه المحللون قبل أسبوع.

وارتفع سهم فيستاس 8.9 % بعد أن أعلنت شركة تصنيع توربينات الرياح تحقيق أرباح تشغيلية غير متوقعة في الربع الأول.

وتراجع سهم فيليبس 2.7 % بعد أن خفضت شركة تكنولوجيا الرعاية الصحية الهولندية توقعاتها لهامش الربح في 2025.