نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما مآلات الحرب الأمريكية الصينية التجارية؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 06:25 مساءً
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربا تجارية مع الصين لا تعرف مآلاتها، غير أنه ما زال بحاجة إلى وضع استراتيجية أوسع تجاه العملاق الآسيوي، في تقدير الخبراء.
وخلال فترة ولايته الثانية تباهى الرئيس الأمريكي بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، بل وصل إلى حد دعوته لحضور حفل تنصيبه في يناير الفائت. لكن وبعد 100 يوم من عودته إلى السلطة، فضّل ترامب طريق المواجهة التجارية.
وشرع في مهاجمة الصين في محاولة للحد من نفوذها، بدء من قناة بنما ووصولا إلى غرينلاند، التي هدد بضمها ولم يحدد إستراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لما تبقى.
يتبع ترامب نهجا صارما إزاء الصين، غير أن وزير خارجيته ماركو روبيو يبدو متململا.
وفي حديثه عن جهود السلام في الحرب في أوكرانيا التي لم تؤت ثمارها، اعتبر أن بلاده ربما لديها اهتمامات أخرى، معتبرا أن "ما يحدث مع الصين أكثر أهمية على المدى الطويل لمستقبل العالم".
يتهم ماركو روبيو هذا الخصم الاستراتيجي بأنه كان سبب "زوال(قطاع) التصنيع" في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة.
لكنه وفي المقابل لم يتحدث بعد مع نظيره الصيني وانغ يي ولم يقم بزيارة إلى آسيا، رغم اعتبار إدارة ترامب ذلك أولوية.
فرض دونالد ترامب رسوما جمركية بنسبة 145% على غالبية المنتجات الصينية التي تدخل الولايات المتحدة.
وردت بكين بالمثل من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية المستوردة.
كما أن الرئيس الأمريكي يرسل إشارات متناقضة، حيث يشير إلى أن الرسوم الجمركية ضد الصين قد تُخفض، بينما تُدرك هاتان القوتان الاقتصاديتان أن الحرب التجارية ليست قابلة للاستمرار على المدى الطويل.
ومن المقرر أن يلتقي كل من وزير المالية الأمريكي ونائب رئيس الوزراء الصيني في الأيام المقبلة في سويسرا.
وفي مقابلة نشرتها مجلة "تايم" الجمعة الفائت، قال دونالد ترامب إنه تحدث هاتفيا مع الزعيم الصيني، لكن بكين نفت حدوث أي محادثة بين الرئيسين.
وتعتبر نائبة رئيس "معهد سياسة آسيا" ويندي كاتلر، أن "البيت الأبيض كان يعتقد أن علاقاته مع الصين ستكون مختلفة عمّا هي عليه اليوم".
لكن "التصعيد عبر الرسوم الجمركية كان سريعا للغاية بحيث أصبح تهدئة الأمور صعبا الآن".
وفي تقديرها، فإن "الصين ليست في عجلة من أمرها وتعتقد أن الوقت يعمل لصالحها".
ويشير العديد من المراقبين إلى أن ترامب، الذي كان رجل أعمال سابقا، يرى السياسة الخارجية كمعاملة تجارية ويعتقد أن بإمكانه حلّ المشاكل طالما أنه يتفاوض مباشرة مع قادة الدول.
تحالفات
ومع ذلك وبالنسبة لآلي وين من "مجموعة الأزمات الدولية"، فإنه "من غير المؤكد أن ترامب لديه استراتيجية صينية مدروسة جيّدا".
ويشير أيضا إلى أنه من خلال إضعاف التحالفات والشراكات الأمريكية في أوروبا وآسيا، فإن دونالد ترامب قلّل بالفعل "من النفوذ الذي يمكن للولايات المتحدة ممارسته على الصين".
ويضيف أن السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي تسمح للصين بـ"أن تقدم نفسها كقوة جيوسياسية أكثر استقرارا من القوة العظمى الأولى في العالم".
كانت إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن السابقة قد استأنفت الحوار مع بكين على أعلى المستويات، داعية إلى إدارة "مسؤولة" للعلاقات الأمريكية الصينية، كما عززت التحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصين.