شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: الخطيب في مؤتمر الذكرى المئوية لحوزة قم: لأهمية دعم لبنان والوقوف إلى جانب شعبه في مواجهة العدوان - تليجراف الخليج ليوم الخميس 8 مايو 2025 09:35 صباحاً
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في كلمة خلال مؤتمر الذكرى المئوية لتأسيس الحوزة العلمية في مدينة قم، على دور الحوزات العلمية في حفظ ونشر الإسلام، مشيرًا إلى الدور التاريخي لمدينة قم في حفظ تراث أهل البيت عليهم السلام، واستعرض أبرز المحطات في تطور الحوزة، واختتم كلمته بعدد من المقترحات لتطوير عملها.
واستشهد الخطيب في كلمته بأحاديث عن أئمة أهل البيت تؤكد الدور الريادي لمدينة قم في نشر العلم والفضل، مشددًا على أن هذا الإرث يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق أهل العلم والفضل في إيصال الدين بأساليب عصرية تراعي خصوصيات الشعوب والثقافات المختلفة.
ورأى أن ايران تشكل اليوم انطلاقة راسخة لمشروع العالمية الإسلامية، مستندًا في ذلك إلى حديث منسوب للإمام الكاظم عليه السلام حول دور رجل من أهل قم يدعو إلى الحق، مؤكدا أن إشراقة مدينة قم العلمية ستستمر حتى الظهور المبارك لصاحب العصر والزمان.
وفي محور "عظمة التاريخ"، استعرض الخطيب مراحل تطور الحوزة منذ القرن الثاني الهجري، وذكر أسماء عدد من أعلام المحدثين القميين، مشيرًا إلى أهمية قدوم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) إلى المدينة، والدور العلمي الذي برز منذ ذلك الوقت، وتطور مع مرور القرون، ولا سيما بعد تأسيس الحوزة على يد الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي سنة 1340هـ.
وأشار إلى أن هذه الحوزة شكلت سداً منيعاً في وجه التيارات العلمانية والإلحادية، ولا يمكن فصل تطور الفكر الإسلامي في القرن العشرين عن دورها، مؤكدًا أن ما جرى بعد انتصار الثورة الإسلامية شكل تتويجًا لجهود علماء الدين، وأن الحوزة لا تزال نبعًا للتحول الثوري في العالم الإسلامي.
وفي محور "الفرصة والتحديات"، لفت الشيخ الخطيب إلى أن التحديات لا تزال قائمة، وأن الحوزة تواجه مسؤوليات بحجم الأمة، داعيًا إلى مواصلة البحث والاجتهاد والانفتاح ضمن أسس المدرسة الفقهية المعروفة، واستثمار الحرية التي وفرتها الثورة الإسلامية لمواجهة تحديات الدولة العادلة ومهامها.
وقدم الخطيب عددًا من المقترحات، من أبرزها: تطوير أساليب التبليغ لمواجهة المحتوى الهابط في الفضاء الرقمي، إنشاء منصات بديلة، اعتماد أساليب البحث الإحصائي لدراسة التحولات الاجتماعية، كتابة الفقه بلغة قانونية مبسطة، تعزيز البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي، والاستفادة من تنوع الجنسيات في الحوزة للتفاعل مع العقول العالمية.
كما شدد على أهمية دعم لبنان والوقوف إلى جانب شعبه في مواجهة العدوان، مجددًا العهد بين المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والحوزة العلمية في قم، وداعيًا إلى استمرار التعاون، ولا سيما في ظل التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة، وقال: "نطمئنكم رغم كل الجراحات أننا مع الثنائي الوطني في لبنان، حزب الله وحركة أمل، لا نزال جبهة متماسكة متراصة مؤمنة بحتمية النصر ولو بعد حين".