نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اشتباكات الهند وباكستان تضع كراتشي ولاهور هدفاً للمسيرات .. و"إسلام أباد" تتوعد بـ"ثمن فادح" - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 01:12 مساءً
تليجراف الخليج - قالت باكستان، الخميس، إن جيشها أسقط 12 طائرة هندية بدون طيار انتهكت مجالها الجوي، فيما ذكرت الهند أنها قصفت 9 مواقع باكستانية وأن التصعيد العسكري أدى لإغلاق نحو 25 مطاراً هندياً ووقف الرحلات الجوية به حتى السبت على الأقل، مما أدى إلى إثارة المخاوف من نشوب صراع عسكري أكبر بين الجارتين المسلحتين نووياً.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف تشودري إن الهند أرسلت مسيرات إسرائيلية من طراز Harop إلى مواقع متعددة، بما في ذلك أكبر مدينتين، كراتشي ولاهور، ويتم جمع حطامها.
وأضاف: "يستمر إرسال الطائرات الهندية بدون طيار إلى المجال الجوي الباكستاني.. وستستمر (الهند) في دفع ثمن باهظ لهذا العدوان السافر".
قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار إن مستشاري الأمن القومي في باكستان والهند أجريا اتصالاً هاتفياًَ، في أعقاب التصعيد العسكري بين البلدين.
وكانت شبكة "جيو" التلفزيونية وشاهد من "رويترز" قالا إن دوي انفجار سمع في مدينة لاهور بشرق باكستان، صباح الخميس.
ولم ترد وزارة الدفاع الهندية بعد على طلب للحصول على تعليق لكن مسؤولاً عسكرياً، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن الهند لا تنفذ أي عمليات حالياً في لاهور.
وذكر مسؤولون هنود أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود في كشمير خفت حدته قليلاً خلال الليل.
وقال علي أفتاب، وهو من سكان لاهور التي تقع على بعد نحو 25 كيلومتراً من الحدود مع الهند، إنه سمع "صوت أزيز" تلاه انفجار في نحو الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0200 بتوقيت جرينتش).
وتابع قائلاً: "هرعت إلى السطح ورأيت دخاناً يتصاعد.. وطوقت قوات الأمن المنطقة بعد الواقعة بقليل".
الضربات الهندية
في المقابل، قال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، الخميس، إن الغارات الهندية قتلت ما لا يقل عن 100 ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء PTI.
ونقلت صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا" عن وزير الداخلية الهندي أميت شاه قوله إن الغارات الهندية دمرت 9 معسكرات في باكستان والجزء الذي تسيطر في كشمير، مستهدفة معسكرات تدريب ومخازن أسلحة ومخابئ تابعة لمنظمات مثل "عسكر طيبة" و"جيش محمد" و"حزب المجاهدين" وجماعات أخرى وصفها بـ"الإرهابية".
وضربت الهند مواقع في باكستان، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وصفتها بأنها "بنية تحتية إرهابية"، بعد أسبوعين من اتهامها لباكستان بالتورط في هجوم بالقسم الهندي من كشمير، أسفر عن سقوط 26 شخصاً، معظمهم من السياح الهندوس.
ونفت إسلام أباد هذا الاتهام وتعهدت بالرد على الضربات الصاروخية، وقالت أيضاً إنها أسقطت 5 طائرات هندية، بينما وصفت السفارة الهندية في بكين التقارير عن إسقاط طائرات مقاتلة بأنها "معلومات مضللة".
وتقول باكستان إن 31 مدنياً على الأقل سقطوا وأصيب نحو 50 آخرين في الغارات الهندية والقصف عبر الحدود بعد ذلك، فيما تقول الهند إن القصف الباكستاني قتل 13 مدنياً هندياً وأصاب 59 آخرين.
مخاوف من الرد
وذكرت صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا"، الخميس، أن التصعيد العسكري تسبب بإغلاق نحو 25 مطاراً في الهند حتى السبت على الأقل، مع إلغاء أكثر من 400 رحلة جوية.
وأجريت تدريبات على التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي في المناطق الحدودية الهندية، مساء الأربعاء، بما في ذلك مدينة أمريتسار الحدودية في شمال البلاد التي تضم المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض السكان يهرعون لشراء وتخرين السلع الضرورية في بعض مدن ولاية البنجاب الواقعة على الحدود مع باكستان بسبب الفزع من رد إسلام أباد على الضربات الهندية.
أما في باكستان، فعادت الحياة إلى طبيعتها في معظم المدن واستأنف الطلاب الدراسة، فيما ظلت المستشفيات في حالة تأهب قصوى، وأجرت سلطات الدفاع المدني تدريبات للتعامل مع حالات الطوارئ.
ألقى الهجوم على إقليم كشمير بين الهند وباكستان بظلاله على النزاع الحدودي المتواصل بين البلدين منذ 1947، وهو ما قد يُنذر بتزايد احتمالات المواجهة العسكرية.
وعلقت هيئة الطيران الباكستانية "مؤقتاً" الرحلات الجوية في مطارات لاهور ومدينة كراتشي الساحلية الجنوبية ومدينة سيالكوت في الشمال الشرقي حتى الظهيرة بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش) دون أن تذكر سبباً لذلك.
ورغم تعهد الحكومة الاتحادية الباكستانية بالرد على الضربات الهندية، قال وزير الدفاع خواجة محمد آصف لصحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، إن بلاده مستعدة لخفض التصعيد.
ومع تبادل الدولتين التهديدات بالرد، دعت قوى عالمية لتهدئة التوتر. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه يأمل في أن "تحل" الدولتان خلافاتهما وإنه "سيكون حاضراً" إذا كان بمقدوره المساعدة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو ناقش جهود التهدئة بين الهند وباكستان مع نظيره السعودي في اتصال هاتفي، الأربعاء.
وتشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، وخاض البلدان 3 حروب، اثنتان منها بسبب كشمير.
ويأتي التصعيد الحالي في وقت محفوف بالمخاطر بالنسبة لاقتصاد باكستان البالغ قيمته 350 مليار دولار، والذي لا يزال يتعافى من أزمة اقتصادية أوصلته إلى حافة التخلف عن سداد التزامات الديون الخارجية في عام 2023 قبل أن يحصل على تمويل من صندوق النقد الدولي (IMF).
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.