نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل أسقطت باكستان خمس مقاتلات هندية؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 02:02 مساءً
بقلم :
تليجراف الخليج - بعد نحو أسبوعين على هجوم مسلح استهدف سياحاً في الشطر الذي تديره الهند بإقليم كشمير، أطلقت نيودلهي عملية عسكرية باسم "سيندور"، مستهدفة ما اعتبرته "بنى تحتية إرهابية" بإقليم جامو وكشمير في باكستان، لترد الأخيرة بقصف مدفعي باتجاه مناطق تخضع لسيطرة جارتها، فيما ذكرت تقارير أن إسلام آباد أسقطت 5 مقاتلات هندية، دون تأكيد أو نفي من الجانب الآخر.
وقالت الهند إنها مقاتلاتها أطلقت صواريخ أصابت تسعة أهداف عبر الحدود مع باكستان. وكان الموقع الأول الذي استهدفته الصواريخ الهندية هو معسكر عباس في مدينة كوتلي، الواقعة على بعد نحو 13 كيلومتراً عبر خط السيطرة في كشمير، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وقالت قائدة جناح في سلاح الجو الهندي فيومايكا سينج، إن المعسكر كان يُستخدم من قِبَل من وصفتهم بـ"انتحاريين تابعين لجماعة لشكر طيبة"، التي تتهمها نيودلهي بالتورط في مقتل 26 سائحاً في كشمير الهندية الشهر الماضي.
وفي مقطع فيديو ضبابي من زاوية علوية نُشر على الإنترنت من قِبَل الجناح الإعلامي للجيش الهندي، تظهر سحب صغيرة من الدخان الأسود تتصاعد من تلة شجرية كثيفة بينما تنفجر الصواريخ عند الاصطدام.
واستهدفت بعض العمليات الأخرى مواقع أعمق داخل باكستان، بما في ذلك مجمع مسجد "سبحان الله" في مدينة بهاولبور الباكستانية، ومعسكر تدريب لـ"لشكر طيبة" في مدينة مريركه، التي تبعد مسافة قصيرة شمال لاهور.
وأضافت فيومايكا سينج أن المواقع تم استهدافها "استناداً إلى معلومات استخباراتية موثوقة، وتم اختيار المواقع بعناية لتجنب الأضرار بالبنية التحتية المدنية وفقدان أرواح المدنيين".
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف تشودري، إن الهجوم الهندي أسفر عن سقوط 31 ضحية، وإصابة 57 آخرين.
وتم استخدام صواريخ "سكالب" (SCALP) بعيدة المدى، وهي التسمية الفرنسية لصواريخ "ستورم شادو" (Storm Shadow) التي تم إنتاجها بشكل مشترك مع بريطانيا، في الهجوم، إلى جانب قنابل "هامر" (Hummer) الموجهة بدقة وذخائر متقدمة تطير لفترات طويلة.
وأظهرت مقطاع فيديو مأخوذة من الأرض في مدينة مريركه حريقاً يشتعل بالقرب من جدار خرساني، داخل ما قيل إنه معسكر تدريب ديفيد هيدلي، العقل المدبر لجماعة "لشكر طيبة" والهجوم المسلح في مومباي عام 2008، الذي قتل 166 شخصاً، وفق "التليجراف".
وأكدت نيودلهي أن الضربات كانت "رداً غير تصعيدي" على ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي" في كشمير.
وتشير عملية "سيندور" إلى اللون القرمزي الذي تضعه النساء الهندوس المتزوجات، واللواتي فقدن أزواجهن في الهجوم.
أطلقت نيودلهي على الهجوم، الذي شنته على مواقع في باكستان اسم "العملية سيندور"، ويعني باللغة الهندية اللون القرمزي الذي تضعه الهندوسيات على جباههن بعد الزواج.
وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري، في بيان الأربعاء: "أشارت استخباراتنا إلى أن هجمات أخرى ضد الهند وشيكة"، مضيفاً: "كانت إجراءاتنا مدروسة وغير تصعيدية، متناسبة ومسؤولة".
من جهته، أشاد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بالعملية باعتبارها "لحظة فخر" خلال اجتماع لمجلس الوزراء، وفقاً لصحيفة "ذا تايمز أوف إنديا".
لكن في ذلك الوقت، بدأت تُثار أسئلة جدية بشأن ما إذا كان الهجوم قد كلَّف الجيش الهندي ثمناً أكبر بكثير مما تشير إليه الإحاطات الإعلامية المصممة بطريقة محكمة وباستخدام مقاطع الفيديو، حسبما ذكرت "التليجراف".
"لا تأكيد رسمياً"
وبحسب وزارة الدفاع الباكستانية، تم إسقاط 5 مقاتلات هندية خلال الليل، بما في ذلك 3 طائرات "رافال" وطائرة "سو-30" روسية وأخرى "ميج-29". ولم ترد الهند رسمياً على هذه الادعاءات.
فيما قالت السفارة الهندية في الصين إن القصة عبارة عن "معلومات مضللة"، وذلك رداً على منشور على منصات التواصل الاجتماعي من قِبَل صحيفة "جلوبال تايمز" المملوكة للدولة.
وفي الساعات الأولى بعد الهجوم، تم تداول صور لحوادث سابقة لمقاتلات هندية على منصات التواصل الاجتماعي الباكستانية كـ"دليل" على نجاح الضربة المضادة. وكانت واحدة من الصور لحادث تحطم طائرة "ميج-29" في عام 2021، أظهرت ذيل الطائرة الذي يتصاعد منه الدخان.
لكن تقارير تحطم الطائرات تم تأكيدها سريعاً من قِبَل المصادر المحلية. وقالت مصادر حكومية محلية لـ"رويترز" إن 3 طائرات تحطمت بالفعل داخل الشطر الهندي من كشمير.
وكانت التقارير مشابهة لقصة نشرتها صحيفة "ذا هندو"، لكن الصحيفة قامت بحذفها بسرعة تحت ضغط من الحكومة الهندية، وفق "التليجراف".
وذكرت الصحيفة أنه "لا يوجد تأكيد رسمي موثق من الهند" فيما يتعلق بالحادثة، واعتذرت عن ما وصفته بالخطأ. وأضافت: "نأسف لأن ذلك تسبب في إحداث لبس بين قرائنا".
"شهود عيان"
في وقت مبكر من صباح الأربعاء، هرع دار ياسين، المصور الصحفي لدى "أسوشيتد برس"، إلى ضواحي سريناجار، المدينة الرئيسية في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية.
وتمكَّن ياسين من التسلل عبر السلطات الهندية والتقط صوراً لما بدا أنه خزان وقود خارجي قابل للإسقاط من طائرة مقاتلة هندية. وتم منعه من التقاط صور أقرب إلى موقع الحطام الآخر.
وقال ياسين لوكالة "أسوشيتد برس" من الموقع: "أخبرني السكان المحليون أنهم شاهدوا كرة نارية ضخمة تخرج من موقع الحادث وكان الحطام يحترق لساعات". كما شارك العديد من السكان المحليين مقاطع فيديو للحطام على منصات التواصل الاجتماعي قبل أن يتم إخراجهم من الموقع.
وتظهر صور لمحرك طائرة محترق أنه من نوع M88 المستخدم عادة في طائرات "رافال"، وفقاً لأندرياس روبرتشت، الخبير في الطيران العسكري الصيني.
وفي وقت لاحق الأربعاء، قال مصدر استخباراتي فرنسي لشبكة CNN الأميركية إن طائرة "رافال" قد تم إسقاطها بالفعل في تبادل إطلاق النار خلال الليل.
وعلى بعد نحو 370 ميلاً إلى الجنوب، استيقظ سكان قرية "أخالي كورد" في إقليم البنجاب في الصباح الباكر على صوت انفجار مدوٍ. وعندما هرعوا من أسرَّتهم، وجدوا أيضاً حطام طائرة، حسبما أفادت صحيفة "ذا إنديان إكسبريس".
" تأكيد رسمي باكستاني"
وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار: "أسقطنا الطائرات"، مشيراً إلى أن جيش بلاده وصل بسرعة إلى المنطقة وفرض طوقاً أمنياً لجمع الحطام، فيما ذكرت الصحيفة أن أحد القرويين لقي حتفه نتيجة انفجار ثانوي أثناء محاولته تصوير الحطام.
وأضاف الوزير الباكستاني في إحاطة بالصباح الباكر: "أسقطنا الطائرات في أخور وأمبالة وبارنالا وفي جامو". وتقع أخالي كورد على بُعد نحو 50 ميلاً من بارنالا.
وتابع ترار بالقول: "أسقطنا أيضاً طائرات مسيّرة من نوع كوادكوبتر وطائرة مسيّرة كبيرة".
وقال محللون إن من المرجح أن يكون الحطام في أخالي كورد تابعاً للهند وليس لباكستان. بينما أكد البلدان عدم عبور أي من طائراتهم الحدود صباح الأربعاء.
وقال كريستوفر كلاري، الزميل غير المقيم في مركز ستيمسون للدراسات: "حتى تظهر الأدلة المعاكسة، أعتقد أنه من المعقول افتراض أن هذه طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية لأن السلطات الهندية كان لديها نحو خمس ساعات لتقول عكس ذلك".
وأردف قائلاً: "لا أعتقد أنهم سيكونون صامتين إلى هذا الحد إذا كانت طائرة تابعة للقوات الجوية الباكستانية على الأرض هنا".
ونقلت صحيفة "التليجراف" عن مصادر هندية القول إن جميع الطيارين الذين شاركوا في المهمة كانوا بأمان، ولكن لم يتم تحديد ما إذا كان أي منهم قد اضطر للقفز بالمظلة.
وفي، قالت اللجنة الوطنية للأمن في باكستان إن إسلام آباد تحتفظ بحقها في الرد في الوقت والمكان الذي تختاره، انتقاماً لما وصفته بفقدان 26 من المدنيين.
لكن وسائل الإعلام المحلية ركزت بشكل عام على عدد الطائرات الهندية التي تم إسقاطها بالفعل.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.