نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عبد الاله بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار - تليجراف الخليج اليوم الخميس 8 مايو 2025 02:10 مساءً
العلاقة بين الهستيريا والسعار تتمثل في كون كل منهما مرض؛ فالهستيريا مرض نفسي عصابي، والمصاب به يعاني من اضطرابات انفعالية تجعل سلوكه شبيه بسلوك الحمقى والمجانين؛ بينما السعار أو الْكَلَب هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق العض أو الخدش من قِبل حيوان أو إنسان مصاب به.
ويبدو أن عبد الاله بنكيران مصاب بالمرضين معا؛ فالمرض النفسي جعله يخرج عن طوره ويكشف عن أخلاقه الحقيقية التي جعلته ينخرط في موجة من السب والشتم والقذف في حق مواطنين مغاربة كل ذنبهم أنهم يغارون على وطنهم ويرفعون شعار المغرب أولا؛ وكل مغربي هذا شعاره، لم يسلم من عضة بنكيران الذي أصيب بداء الْكَلَب بعد أن عضه حمار أجرب، فراح يُهَرْنِطُ وينهق ويوزع عضاته ذات اليمين وذات الشمال.
وليس هذا فقط؛ فالرجل أصيب بعدوى الغباء الجزائري وتشرب عقلية نظام ذلك البلد فكرا وسلوكا وعمل على نقلها إلى بعض أتباع الحزب الذي يرأسه. وبما أننا نتحدث عن رئيس حكومة سابق، فالمقارنة مع عبد المجيد تبون، رئيس حظيرة الكبار، تبدو ضرورية. فهما يلتقيان في أسلوب الخطاب القائم على التهريج والكذب والنفاق. لن أتحدث عن هذه النقطة لأنني تناولتها في عدة مقالات سابقة. ثم إنهما يلتقيان في المتاجرة بالقضية الفلسطينية وفي الولاء لإيران الشيعية التي عقيدتها السياسية نشر الفوضى وزرع عدم الاستقرار في البلدان التي تخترقها وتنشئ فيها أذرعا لها.
وتتخذ المتاجرة بالقضية الفلسطينية أوجها متعددة وأبرزها الركوب على ما يسمى بالتطبيع. ويتطابق في هذه النقطة موقف النظام الجزائري وموقف حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان واليسار الراديكالي، حيث يميزون بين التطبيع الحلال والتطبيع الحرام. فتطبيع تركيا وقطر، مثلا، يعتبر تطبيعا حلالا؛ لذلك، فهم لا يتحدثون عنه ولا ينتقدونه لا عندنا ولا في الجزائر؛ بينما استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل على مستوى مكاتب الاتصال، جعل هذه الجهات الثلاث تنشئ مراصد وتنسيقيات للتهجم على المغرب وكأنه البلد الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي له علاقات مع إسرائيل.
وهذه المتاجرة بالقضية تظهر النوايا الخبيثة لهذه الجهات بكونها، من جهة، تجمع، في مراصدها وتنسيقياتها، كل من هب ودب ممن يحقدون على الدولة أو لهم حسابات معها أو لا يعجبهم الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا، ولا ينظرون بعين الرضى إلى ما تتميز به هذه البلاد في علاقاتها الدولية وما تحققه من نجاحات ديبلوماسية؛ خصوصا فيما يتعلق بقضيتنا الأولى، قضية الوحدة الترابية؛ ومن جهة أخرى، يستغلون العطف الذي تحظا به القضية الفلسطينية لدى الشعب المغربي، فيلجؤون ليس لمخاطبة عقول الناس، بل يخاطبون عواطفهم ومشاعرهم بأسلوب تضليلي يقوم على الإشاعة من أجل تجييشهم وجعلهم تحت تصرف الغوغاء وتجار القضية من أمثال بنكيران والهناوي وويحمان وغالي وغيرهم من الذين يدينون بالولاء للخارج وليس للوطن.
وكل هؤلاء يخدمون مصالح النظام الجزائري، عن وعي أو بدونه. لذلك، لا نستغرب أن يتم الاحتفاء في الجزائر التي تعادي وحدة بلادنا منذ خمسة عقود، بخطاب بنكيران الذي وصف فيه المغاربة بالخونة والحمير والميكروبات... فيا ترى من هو الحمار الحقيقي؟ هل المغربي الوطني المتشبث بالوحدة الترابية ويعتز بـ"تمغرابيت" التي توحد المغاربة؟ أم بنكيران الذي يدين بالولاء للخارج وليس للوطن؟ من هو الخائن؟ هل المتاجر بالقضايا (الدين الإسلامي، القضية الفلسطينية...) أم الثابت على الوفاء للوطن؟ وينعت بنكيران المغاربة بالمكروبات؛ ألا ينطبق عليه هذا الوصف حقا وحقيقة وليس مجازا لكون عدواه الفيروسية أصابت العديد من القطاعات الاجتماعية؟ ألم يلعب دور الفيروس الذي لا تنفع معه المضادات الحيوة، لما كتب على بلادنا أن يرأس حكومتها؟ ولولا مصل الانتخابات، لبقي نفس الفيروس ينخر المؤسسات التمثيلية لهذه البلاد، وإن كانت الانتخابات قد أتت بفيروس آخر اسمه "التغول".
وحديث بنكيران عن التطبيع وادعاء محاربته، فيه كثير من "تَحِمَرِيت"؛ ذلك أن الذي وقَّع على الاتفاق الثلاثي، هو الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية. ونتذكر أن بنكيران قد خرج آنذاك ليبرر موقف العثماني. ويبدو أن اقتراب موعد الانتخابات، هو ما دفع المهرج بنكيران إلى الخروج في ذلك الخطاب البليد الذي تهجم فيه على المغاربة، واصفا إياهم بأقذع النعوت التي تدل، من جهة، عن انحطاط أخلاقه؛ ومن جهة أخرى، تؤكد حقيقته هو وليس حقيقة المغاربة الذين تهجم عليهم.
لقد اعتقد بنكيران لبلادته (أليس الحمار بليدا؟) أن الركوب على القضية الفلسطينية قد يسعفه في ترميم بكارته السياسية التي تم هتكها في انتخابات 2021. فهل يعتقد بنكيران أن المغاربة سيصدقونه، وهو الذي أعدم صندوق المقاصة وحرر أسعار المحروقات وأدخل في سلك التعليم بدعة ما أنزل الله بها من سلطان؛ ألا وهي قضية التعاقد التي تسببت في السنة الماضية في ضياع شهور من الدراسة والتحصيل على أبناء وبنات المغاربة؟ وليس هذا فقط؛ فكثير من الكوارث الاجتماعية تسبب فيها كبير الحمير بمساعدة الميكروبات التي ينتجها جسمه ويتحكم فيها عقله الباطني المصاب بداء الكلب.
في الأخير، أود أن أعتذر للقارئ عن النزول إلى مستوى بنكيران حتى أرد له بضاعته. أما شعار "المغرب أولا" الذي أزعج بنكيران وكل المتاجرين بالقضية الفلسطينية، ليس وليد اليوم أو رد فعل على عُبَّاد الكوفية والموالين للخارج وليس للوطن؛ بل هو موقف مغربي وطني خالص. فالمؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، انعقد في شهر يناير 2022، تحت شعار "المغرب أولا"؛ ذلك أن الوطنية ليست شعارا، بل إيمان بالوطن ممارسة وسلوكا وانتماء.