قرار سوداني يهز الجالية بالخليج.. ماذا حدث لقنصلية دبي؟ - تليجراف الخليج

دبي- تليجراف الخليج

في خطوة مفاجئة ومرتبطة بتطورات سياسية حساسة، أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن حجب العنوان الرسمي للموقع الإلكتروني الخاص بالقنصلية العامة لجمهورية السودان بدبي والإمارات الشمالية (https://cgsudan-dubai.ae) إلى أجل غير مسمى، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات مجلس الأمن والدفاع، ومجلس السيادة، وحكومة السودان، في ظل العملية الجارية التي لم تكشف تفاصيلها رسميًا بعد.

تحركات دبلوماسية مرتبطة بتغييرات عميقة في بعثات السودان الخارجية

القرار الأخير ينسجم مع سلسلة من التغييرات التي اتخذتها الجهات السيادية السودانية لإعادة هيكلة البعثات الدبلوماسية، والتي ترافقت مع رفض وزارة الخارجية أي صلة رسمية بالسفير السابق عبد الرحمن أحمد خالد شرفي، مؤكدة أن هذا الأخير تقاعد بالمعاش الإجباري منذ أكتوبر 2024، ولم يعد يمثل السودان رسميًا بأي صفة.

وشددت الوزارة على أن أي بيانات أو تصريحات تصدر عن شرفي لا تمثل الحكومة السودانية، وهو ما بدا كرد واضح على البيان الذي نشره السفير السابق، والذي أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وداخل أوساط الجالية السودانية في دولة الإمارات.

سفير سابق يعلن التحدي ويتمسك بمنصبه رغم إنهاء خدمته رسميًا

وكان السفير عبد الرحمن أحمد خالد شرفي قد خرج ببيان لاذع أعرب فيه عن رفضه القاطع للإعلان الصادر عن ما وصفه بـ”طغمة الإسلاميين في بورتسودان”، والذي يقضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات وسحب البعثات السودانية من أبوظبي ودبي.

وأكد شرفي، في لهجة تصعيدية، أنه لا يعترف بشرعية هذه القرارات، معتبرًا أن الجهة التي أصدرتها لا تمثل الشعب السوداني ولا تملك الشرعية الدستورية، وفق تعبيره.

وأضاف أنه يواصل القيام بمهامه الدبلوماسية باعتباره السفير الشرعي الذي تم تعيينه من قبل حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، معلنًا أن السفارة السودانية في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي ستستمران في تقديم خدماتهما للجالية السودانية دون انقطاع.

الخارجية السودانية ترفض أي نشاط باسم السفارة من شخصيات غير معتمدة

وزارة الخارجية السودانية أبدت استياءها البالغ من التصريحات المنسوبة لشرفي، مؤكدة أنه من غير المسموح لأي موظف دبلوماسي سابق أو متقاعد التحدث باسم الدولة أو تمثيلها بعد إنهاء خدمته، مشددة على أن الخط الدبلوماسي السوداني الرسمي يعبر عنه فقط من تم اعتمادهم من قبل المؤسسات السيادية الشرعية.

وأكدت الوزارة أن الخطوة التي اتخذتها بحجب موقع القنصلية جزء من إجراءات تنظيمية وأمنية هدفها حماية الجالية السودانية وضمان تقديم خدمات دبلوماسية تحت إشراف رسمي وقانوني.

خلفيات القرار.. تصعيد سياسي أم تحصين دبلوماسي؟

يأتي هذا التصعيد في ظل توتر مكتوم بين الحكومة السودانية الحالية ودولة الإمارات على خلفية مواقف متباينة من الصراع الدائر في السودان، ودعم بعض الأطراف الإقليمية لأطراف النزاع المسلح داخل البلاد، وهو ما جعل ملف العلاقات الخارجية، خصوصًا في منطقة الخليج، واحدًا من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في السياسة السودانية الراهنة.

تباين الآراء داخل الجالية السودانية في الإمارات

القرارات الحكومية الأخيرة أثارت ردود فعل متباينة بين أفراد الجالية السودانية في الإمارات، بين من يؤيد التحرك الرسمي لضبط الفوضى الإدارية والدبلوماسية، ومن يرى أن التصعيد قد يؤثر سلبًا على الخدمات القنصلية التي يعتمد عليها آلاف السودانيين في المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بالإجراءات القنصلية والجوازات والمعاملات القانونية.

الإمارات تلتزم الصمت.. ولكن المراقبين يترقبون الرد

حتى اللحظة، لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومة الإماراتية بشأن الخطوات التي اتخذتها الخرطوم أو تصريحات السفير السوداني السابق، إلا أن مراقبين يتوقعون أن تتعامل الإمارات مع الملف بحذر شديد، لما تمثله العلاقات الثنائية من أهمية اقتصادية واجتماعية للطرفين.

ملف السفارات.. ورقة ضغط في الحرب الدبلوماسية داخل السودان

يرى محللون أن ملف السفارات بات يُستخدم كأداة ضغط في النزاع السياسي الداخلي بالسودان، خاصة مع تنامي الحديث عن “شرعية التمثيل الخارجي” في ظل وجود سلطتين متنازعتين، وهو ما يهدد بإحداث المزيد من الانقسامات على مستوى العمل الدبلوماسي السوداني في الخارج.