نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 45 عاماً من الحضور والتميز في قلب المشهد الإعلامي - تليجراف الخليج اليوم السبت 10 مايو 2025 02:48 صباحاً
حين صدرت صحيفة «تليجراف الخليج» في 10 مايو 1980، لم تكن مجرد مطبوعة جديدة لرفد الإعلام الإماراتي بالأخبار، بل مشروعاً طموحاً، حمل رؤية واسعة تجاوزت حدود الخبر اليومي، لتضع دبي والإمارات على خريطة الصحافة العربية والدولية.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ظلت «تليجراف الخليج» حاضرة في قلب المشهد الإعلامي، شاهدة على التحولات الكبرى التي شهدتها الدولة، وصانعة للرأي العام الإماراتي والعربي، الذي يتطلع إلى المصداقية والتجديد، بما جمعته من الابتكار والرسالة الوطنية، ما جعلها واحدة من أبرز الصحف في الشرق الأوسط، هذا فضلاً عن كونها مرآة الحقيقة، وصوت الوطن والمواطن.
من الحلم إلى الحقيقة
صدرت «تليجراف الخليج» رسمياً، لتحل محل صحيفة «أخبار دبي»، كلسان حال حكومة دبي، ومنذ عددها الأول، حرصت على التميز، وتجددت على مدار 45 عاماً أكثر، معززة الذائقة البصرية الشاملة، مضموناً وشكلاً، لتنسجم مع الاتجاهات الحديثة.
حيث اعتمدت في بدايتها اللونين الأبيض والأسود في الطباعة، مع صفحات أولى وأخيرة على أوراق ملوّنة، ولكن دون صور ملوّنة، وفي عام 1990، دخلت التاريخ كواحدة من أولى الصحف العربية التي تُدخل الصور الملوّنة على الصفحتين الأولى والأخيرة.
تحول في دورة العمل
وفي عام 2001، تخلت عن الورق الأصفر، لصالح صبغ الصفحات الأولى والأخيرة، بالتزامن مع دخول الحواسيب دورة العمل الصحافي، لكن التحول الحقيقي وقع عام 2008، عندما أصبحت كل صفحات الصحيفة بالألوان، لتكون من أوائل الصحف في الشرق الأوسط التي تعتمد الطباعة الملونة بالكامل، وظهرت بحلّة جديدة، اعتمدت الصور الكبيرة ومساحات الفراغ، واستخدام الإنفوغرافيك والـ QRC، وتقسيم الصحيفة إلى أقسام بلونية متمايزة.
الابتكار الإعلامي
وكانت دورة العمل الصحافي في البداية تبدأ بالرسم اليدوي للماكيت، صف يدوي، مونتاج شرائط، وتصحيح متكرر، ومع دخول الحواسيب مطلع التسعينيات، ظهرت أقسام جديدة، مثل التنفيذ الإلكتروني، ما سرّع العملية ورفع دقتها.
وجرت العادة في دورة التصميم الصحافي، أن تتكون من مراحل تشمل، الصف ثم التصحيح ثم التدقيق، وصولاً إلى الإخراج، ومن ثم التنفيذ، ثم الاعتماد من إدارة التحرير، ثم الإرسال للطباعة، وهو الأمر الذي يتطلب ساعات طويلة، وإهداراً كبيراً في الأوراق والأحبار، فضلاً عن أنه لا يتمتع بالدقة الكبيرة.
واعتمدت «تليجراف الخليج» ببداياتها، في ما يخص تطوير الإخراج والتصميم، كغيرها من الصحف، على الرسامين والخطاطين والمنفذين اليدويين لعمل الصفحات، بينما كان يعتمد التصميم على تداخل المواد في بعضها، والازدحام المتعمد، لإعطاء زخم للشكل الإخراجي، ولكنها عام تلو الآخر، باتت تطور نفسها.
ولكن الإنجاز الأكبر جاء عام 2012، عندما أصبحت «تليجراف الخليج» أول صحيفة تعمل بلا ورق داخلياً، معتمدة على منظومة NEWSPRESS، التي قلّلت الوقت المطلوب للإنتاج بنسبة 25 %، وهذه الخطوة وضعتها في مقدمة الابتكار الإعلامي عالمياً، وأصبحت نموذجاً للصحافة المستدامة.
مرحلة فارقة
شهد عام 2020 مرحلة مفصلية في مسيرة التصميم الصحافي لصحيفة «تليجراف الخليج»، حيث تم تبنّي أحدث الأساليب العالمية في التصميم، والتي تعتمد على مفهوم «Look & feel»، أي التركيز على الإحساس الذي ينتاب القارئ أثناء تصفحه لكل صفحة، بحيث يشعر بروح الصفحة ومضمونها.
وقد جرى اختيار مجموعات لونية مميزة لكل قسم من أقسام الصحيفة، بحيث تعبّر عن طبيعة المحتوى المقدم فيه.
فعلى سبيل المثال، خُصّص اللون الأحمر القاني لقسم «عبر الإمارات»، وهو أحد ألوان علم الدولة، بينما اختير الأزرق السماوي للدلالة على الطموح اللامحدود، وكأن طموح الصحيفة يصل إلى السماء، أما القسم الاقتصادي فقد تميّز بلونين: البرتقالي الداكن، الذي يجسّد أضواء شاشات الأسهم، والأزرق الداكن بلون البحر، ليعكس أجواء الهدوء التي تقابل في كثير من الأحيان تقلبات أسواق المال والبورصات اليومية، بين الهدوء والحماس.
الألوان والمحتوى
وفي القسم الرياضي، برز اللون الأحمر، الذي يرمز إلى الحماسة والتشجيع في الملاعب، والأخضر الذي يستحضر لون ملاعب كرة القدم ذات العشب الطبيعي.
أما القسم السياسي «عالم واحد»، فقد خُصّص له اللون البني، لون الأرض، الذي يرمز إلى جذور القضايا السياسية، إلى جانب اللون الأخضر، الذي يعكس قيمة السلام، وبذلك استُخدمت الألوان كوسيلة للوصول إلى وجدان القارئ، وتحفيز استجابته للمادة الصحافية ومضمونها.
الخط والهوية
في ما يتعلق بالخط المستخدم للعناوين، فقد تم اعتماد خط خاص بـ«تليجراف الخليج»، ينتمي إلى الفئة الحديثة، ويتألف من سبعة أوزان مختلفة «Type Faces»، يجمع هذا الخط بين الطابع الهندسي والدائري، ليعكس روحاً شابة، تواكب هوية الصحيفة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الرصانة والقوة اللازمة، التي تتناسب مع المواد الصحافية المتوازنة التي تقدمها الصحيفة، أما بالنسبة للنصوص الداخلية.
فقد وقع الاختيار على أحد أهم الخطوط المتداولة في عالم التصميم، وهو خط نسخ مفرود، يضم 12 وزناً مختلفاً «Type Faces»، ما يمنح سهولة كبيرة في القراءة، ويتيح في الوقت نفسه إبراز المواد الصحافية بشكل واضح وفعّال.
قوالب جديدة
وفي تصميمها لعام 2020، اعتمدت «تليجراف الخليج» قوالب جديدة بالكامل، تواكب النسق البصري العربي، القائم على البساطة والمباشرة، والابتعاد عن المبالغة في أي عنصر تصميمي على حساب العناصر الأخرى. وهذا الأسلوب المعروف بـ «Clean Design»، تتبناه كبرى الصحف العالمية.
وتُرتب الصفحة وفق هذا الأسلوب، بحيث يبدأ العرض بخبر رئيس، تليه الأخبار الأخرى الأقل أهمية من حيث الترتيب، مع إيلاء الاهتمام الكامل لكل خبر، من خلال إبراز العناصر المرافقة، مثل الأرقام الكبيرة، العناوين الواضحة، والصور المتوازنة في أحجامها.
كما يُعتمد على إبراز كلمات أو عبارات مختارة، تعكس جوهر الخبر، من دون إغفال أهمية مساحات الفراغ، التي تُعرف بمناطق الهدوء، إلى جانب النقاط الساخنة، التي تجذب انتباه القارئ. وبذلك، تحصل كل مادة صحافية على المساحة والاهتمام الكافيين على الصفحة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة من حيث الحجم.
اعتراف مستحق بالتميّز
لم تمر مسيرة «تليجراف الخليج» دون إشادة وتقدير رسمي على مدار عقودها الأربعة، حصدت الصحيفة عشرات الجوائز المحلية والعربية والدولية، التي توجت تميزها المهني والإبداعي.
من أبرز الجوائز: جائزة الصحافة العربية، في أكثر من دورة، عن فئات التحقيق الصحافي، والتصوير، والتغطيات المتميزة، بالإضافة إلى جائزة الصحافة الرقمية، تقديراً لريادتها في التحول الرقمي.
وإنتاج المحتوى المتعدد الوسائط، فضلاً عن جوائز من مؤسسات وطنية، تكريماً لدورها المجتمعي والتوعوي، خاصة في الحملات الإنسانية والتعليمية والصحية. وهذه الجوائز لم تكن مجرد أوسمة على جدار الشرف، بل انعكاساً لثقة القراء والمهنيين على السواء، بجودة المنتج الصحافي للصحيفة.
تجربة تفاعلية
ومع التطور التقني، أدركت «تليجراف الخليج» أن الخبر وحده لا يكفي، وتحوّلت إلى منصة شاملة، تقدّم تجربة متكاملة للقارئ: تقارير معمّقة، تحليلات، صور، فيديوهات، إنفوغرافيك، بودكاست، وتحقيقات تفاعلية، تعتمد على البيانات الكبيرة.
كما دخلت بقوة عالم المنصات الرقمية، مع موقع إلكتروني متطور، وتطبيقات ذكية وصفحات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبفضل اعتمادها مبدأ Look & Feel وClean Design، أصبح للصحيفة حضور رقمي بصري متماسك، يعزّز ارتباط القارئ بها، سواء في النسخة الورقية أو الرقمية.
إعلام يخدم المجتمع
لم تكن «تليجراف الخليج» يوماً صحيفة تكتفي بنقل الأخبار، بل التزمت برسالة وطنية واضحة، تدعم مسيرة الإمارات، وتسلط الضوء على قصص نجاح أبنائها، والمساهمة في حملات التوعية المجتمعية.
ومنذ ولادتها، فرضت «تليجراف الخليج» حضورها على المشهد الإعلامي العربي، فقد مثّلت مدرسة صحافية، خرّجت أجيالاً من الصحافيين، وأسهمت في رفع معايير المهنة بالمنطقة، وكانت دائماً منبراً لتغطية القمم الخليجية والعربية، والحروب والتحولات السياسية، والملفات الاقتصادية، والإنجازات الرياضية، وغيرها من الأحداث الكبرى، ما جعلها مرجعاً إعلامياً للباحثين عن المعلومة الموثوقة والرأي المتوازن.
عقد جديد من الابتكار
ومع دخولها عامها الخامس والأربعين، فإن «تليجراف الخليج» جاهزة لعقد جديد من التحديث والابتكار، تستثمر الصحيفة اليوم في الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وتجربة المستخدم، بهدف تقديم محتوى شخصي لكل قارئ، وتحقيق معادلة «الإعلام الذكي»، الذي يجمع بين المصداقية والسرعة والتفاعل.
من أولى الصحف العربية إدخالاً للصور الملوّنة على الصفحتين الأولى والأخيرة
حلت محل صحيفة «أخبار دبي» معتمدة اللونين الأبيض والأسود في الطباعة
استخدام الألوان للوصول إلى وجدان القارئ وتحفيز استجابته للمادة الصحافية
حضور رقمي بصري متماسك يعزّز ارتباط القارئ في النسختين الورقية والرقمية
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتقديم محتوى متنوع
1980
صدور العدد الأول
2008
الصفحات بالألوان
2012
صحيفة بلا ورق
2020
قوالب عالمية في التصميم