نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل تكون المحادثات الأمريكية الصينية بارقة أمل للاقتصاد العالمي؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 10 مايو 2025 11:07 مساءً
وسط توتر اقتصادي عالمي وتنامي المخاوف من ركود تجاري، انطلقت في جنيف محادثات حساسة بين الولايات المتحدة والصين، قد تفتح نافذة انفراج طال انتظارها في واحدة من أكبر المواجهات التجارية بين قوتين اقتصاديتين. وتُمثل هذه المفاوضات بارقة أمل للأسواق العالمية التي أنهكتها الرسوم الجمركية المتبادلة وتهديدات التصعيد.
ترأس الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير، فيما مثّل الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفينغ.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، جرت اللقاءات في أجواء مغلقة بعيدة عن الإعلام، داخل مقر السفير السويسري لدى الأمم المتحدة. ورغم أن فرص اختراق جوهري تبدو ضئيلة، إلا أن الاجتماع بحد ذاته يعتبر مؤشرًا إيجابيًا لخفض التصعيد.
وتأتي هذه المحادثات في وقت تصاعدت فيه الحرب التجارية إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، وردّت بكين برفع رسومها إلى 125% على المنتجات الأمريكية. هذه المعدلات الضخمة حولت ما يفوق 660 مليار دولار من التبادل التجاري السنوي إلى رهينة لصراع سياسي واقتصادي متفاقم.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، لمح ترامب إلى إمكانية تخفيف الرسوم مستقبلًا، وكتب : "ربما تكون تعريفة 80% كافية! القرار بيد سكوت".
خبراء الاقتصاد يرون أن خفضًا متبادلاً حتى وإن كان محدودًا، قد يحمل إشارة طمأنة قوية للأسواق.
وقالت صن يون، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون، إن "السيناريو الأفضل هو تهدئة مشتركة، وإلا فسنظل ندور في دوامة الشعارات دون تغيير حقيقي".
من جهة أخرى، أثار ترامب ملفات جديدة في مفاوضاته مع الصين، منها أزمة الفنتانيل وتحديات الأمن التكنولوجي، ما زاد من تعقيد المشهد. وفي سياق متصل، تشمل محادثات جنيف ملفًا آخر ساخنًا مع سويسرا، حيث اجتمع بيسنت وجرير بالرئيسة السويسرية كارين كيلر سوتر، بعد أن خفّض ترامب مؤقتًا رسومًا جمركية جديدة على صادرات سويسرا، لكن دون ضمانات طويلة الأمد.
الحكومة السويسرية حذّرت من أن التصعيد الأميركي في التعريفات قد يؤثر على قطاعات حساسة مثل الساعات والشوكولاتة، وأكدت أنها لا تخطط لاتخاذ إجراءات انتقامية، رغم أن الصادرات السويسرية ستخضع لرسوم إضافية في الأيام المقبلة، وفقا لوكالة اسوشيتد برس.
في عالم يتعافى ببطء من أزمات متتالية، بدءًا من الجائحة ووصولًا إلى التوترات الجيوسياسية، تشكل هذه المحادثات فرصة ثمينة لكسر الجمود. فهل تتحول بارقة الأمل إلى انفراجة حقيقية؟