توجّه متزايد من العلامات التجارية للمنزل الذكي نحو الإمارات: من السياسات المحفزة إلى تحديثات شاملة في تجربة المستخدم - تليجراف الخليج

شهدت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة نموًا قويًا في اعتماد تقنيات المنازل الذكية. ومع استمرار الحكومة في دعم مشاريع المدن الذكية ودمج الذكاء الاصطناعي، ارتفعت أيضًا رغبة السكان في أساليب الحياة التكنولوجية. ونتيجة لذلك، باتت الأجهزة المنزلية الذكية مكوّنًا أساسيًا في المنازل الحديثة، تسهم في تحسين الراحة وكفاءة الطاقة والاستدامة

تُعد خطة «تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي» في دبي من المبادرات البارزة، إذ تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل النقل والطاقة والتعليم والمنازل، بهدف تطوير نموذج عالمي للمدن الذكية. و تندرج هذه الخطة ضمن أهداف «أجندة دبي الاقتصادية D33»، عبر إضافة 100 مليار درهم إلى الاقتصاد من خلال التحول الرقمي، وزيادة الإنتاجية بنسبة 50%.

في هذا السياق، تبرز أهمية المنازل الذكية بشكل أوضح، إذ لا تقتصر فوائدها على توفير الراحة فحسب، بل تسهم أيضًا في تحسين الكفاءة، وتقليل الهدر، وتعزيز السلامة داخل المنزل. كما تلعب دورًا في دعم الاستدامة البيئية من خلال أنظمة المراقبة والتحكم الذكي.

 قطاع المكانس الروبوتية يواجه لحظة تحول

رغم تطور التكنولوجيا، لا تزال تجربة استخدام بعض منتجات المنازل الذكية مثل المكانس الروبوتية تواجه تحديات. ففي الإمارات، يؤدي تنوع الأرضيات بين السيراميك والسجاد إلى مشكلات متكررة مثل تعثر الجهاز أو ترك مناطق غير نظيفة، مما يخالف توقعات المستخدمين بشأن التنظيف التلقائي الكامل.

هذه التحديات دفعت الشركات إلى إعادة النظر في التصميمات، مع التركيز على قابلية التكيّف مع البيئة الفعلية في المنازل بدلاً من مجرد رفع المواصفات. وأصبح الهدف اليوم يتمثل في تقديم تجربة نظيفة ومستقرة، بعيدًا عن الأعطال والتدخلات اليدوية.

 تنظيف ذكي موجه

برزت شركة دريمي تكنولوجي كواحدة من أبرز المشاركين في هذا التحول. ففي أبريل 2025، افتتحت أول متجر رئيسي لها في دبي هيلز مول بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأطلقت جهاز X50 Ultra Complete، المخصص للتنقل في الأماكن المختلفة داخل المنزل.

يتميز جهاز X50 Ultra Complete بهيكل قابل للرفع والانخفاض تلقائيًا، مما يتيح له تجاوز العوائق مثل عتبات الأبواب والدخول أسفل الأثاث. كما يجمع بين قوة شفط تصل إلى 20,000 باسكال وخوارزميات تخطيط المسار المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتقديم تجربة تنظيف شاملة وذكية بدون تدخل بشري.

وقال يوهانس مولر، المدير الإقليمي لشركة دريمي في الشرق الأوسط وأفريقيا:”يبحث المستهلكون في الإمارات عن أجهزة تجمع بين الذكاء والوظائف والتصميم العصري. منتجات دريمي مصممة لتتكيف بسلاسة مع أنماط الحياة المحلية، تماشيًا مع بيئة تعتمد بشكل متزايد على الابتكار والتكنولوجيا“.

الاقتصاد الرقمي يدفع نحو انفتاح السوق

مع تسارع تطوير البنية التحتية الرقمية في دبي، من الهوية الرقمية إلى أنظمة إدارة الطاقة والمباني الذكية، أصبح السوق مهيّأً لنمو المنظومة الذكية المنزلية.

ولمواكبة هذا الطلب، تواصل دريمي تنفيذ خطة التوسع “Star Light”، حيث قال يوهانس مولر، المدير الإقليمي لشركة دريمي في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الشركة ستطلق 150 نقطة بيع في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال 18 شهرًا، مع التركيز على الإمارات كسوق استراتيجي. وأضاف ”هذه الخطوة تؤكد التزامنا العميق وطويل الأمد تجاه هذه المنطقة“.

وأضاف:”نتعاون حاليًا مع منصات رئيسية مثل أمازون و نون و جامبو إلكترونيكس توفير منتجاتنا عبر فئات متعددة، من الطرازات المتقدمة إلى الخيارات الاقتصادية، بهدف تسهيل الوصول إلى تجربة تنظيف ذكية وعالية الكفاءة للجميع.“

تمتلك دريمي أكثر من 3,155 براءة اختراع تشمل مجالات مثل الملاحة بالذكاء الاصطناعي، المحركات الرقمية عالية السرعة، ونظم الشحن متعددة الوظائف، مما يعزز من قدرتها على تقديم حلول ذكية ومتطورة بشكل مستمر.

 احتياجات المستخدم

مع تقدم التحول الرقمي في الإمارات، تتزايد توقعات السكان نحو بيئة معيشية أكثر كفاءة وراحة. لم تعد الأجهزة الذكية مجرد أدوات، بل أصبحت جزءًا من البنية التحتية المنزلية، تربط بين التكنولوجيا والاحتياجات اليومية.

تسعى شركات مثل دريمي إلى تلبية هذه المتطلبات من خلال تصميمات مرنة وتكيّف محلي، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا في بناء مستقبل الحياة الذكية في الإمارات وخارجها. فالذكاء الحقيقي لا يكمن فقط في التعقيد التكنولوجي، بل في مدى قدرة المنتج على فهم وتلبية تفاصيل الحياة اليومية لكل أسرة.