الرئيس التنفيذي لـ «مدى ميديا» لـ «البيان»: دبي بيئة مثالية لازدهار الإعلانات الخارجية وتنوعها - تليجراف الخليج

أكدت شركة «مدى ميديا» المسؤولة عن تطوير وتنظيم قطاع الإعلانات الخارجية في دبي، أن التنوع الفريد الذي تتمتع به الإمارة، سواء على صعيد التركيبة السكانية أو الأنشطة الاقتصادية، يجعلها بيئة مثالية لازدهار الإعلانات الخارجية وتنوعها.

وقال محمد علي الحمادي الرئيس التنفيذي لـ «مدى ميديا»، في حوار خاص مع «تليجراف الخليج»، إن المدن الحيوية والنشطة اقتصادياً وتجارياً، مثل دبي، تلعب دوراً محورياً وأساسياً في دفع عجلة نمو قطاع الإعلانات، مشيراً إلى حجم سوق الإعلانات الخارجية في الإمارات، يصل اليوم إلى 1.2 مليار درهم، مع توقعات مستقبلية إيجابية، بوصوله إلى 1.8 مليار درهم في 2030.

وأضاف أن «دبي، بما تملكه من بنية تحتية متطورة، ومعالم جذب سياحية واستثمارية متميزة، تخلق فرصاً واعدة وجذابة للمعلنين من مختلف القطاعات، حيث يصدر سنوياً أكثر من 80 ألف تصريح للإعلانات الخارجية، ونعمل اليوم على تسهيل عملية إصدار هذه التصاريح، وتحفيز ودعم الشركات الإعلانية التي يتجاوز عددها الـ 80 شركة في دبي، لتبنّي أفضل الممارسات والتقنيات الخاصة في مجال الإعلانات».

وأكد أن الشركة تستهدف رفع حجم الأصول الرقمية في الإعلانات الخارجية بدبي من 10 % إلى 30 %، خلال 3 سنوات، بهدف مواكبة التطورات المتسارعة في طرق استهلاك الجمهور للمحتوى والتفاعل معه.

وتالياً نص الحوار:

حدثنا عن قطاع الإعلانات الخارجية في دبي؟

تتألق دبي بمشهد إعلاني خارجي نابض بالحياة، حيث تنتشر اللوحات الإعلانية بأنواعها المختلفة في كل مكان، منها التقليدي الثابت، ومنها الرقمي التفاعلي، الذي يعكس أحدث التقنيات، هذه اللوحات لا تقتصر على جوانب الطرق ومنصفات الشوارع فحسب، بل تمتد لتزين حتى وسائل النقل المختلفة، لتتحول المدينة بكاملها إلى معرض فني مفتوح، يعرض رسائل إبداعية مبتكرة، باختصار، يمكن القول إن كل طرق دبي الحيوية ووسائل المواصلات، تحمل رسالة بصرية مؤثرة، تسعى للتواصل مع الجمهور.

في قلب هذا الحراك الديناميكي، قامت دبي بإنشاء «شركة مدى ميديا» في سبتمبر 2024، وهي كيان متخصص، تم تكليفه بمهمة الإشراف على المواقع الإعلانية، وتهيئتها لتنفيذ أعمال الإعلانات من قبل المؤسسات والشركات التي يتم التصريح لها بالإعلان في المواقع الإعلانية، وتطبيق التشريعات المُنظِّمة لها، وغيرها من الإجراءات القانونية التي حددها النظام الأساسي للشركة.

كم يبلغ حجم سوق الإعلانات الخارجية في الإمارات؟

شهد سوق الإعلانات الخارجية في الإمارات نمواً ملحوظاً، حيث وصل حجمه إلى ما يقارب 345 مليون دولار (1.26 مليار درهم)، في عام 2024، وذلك وفقاً لدراسات وتحليلات متخصصة صادرة عن شركات مثل «هورايزون»، وتشير التوقعات المستقبلية إلى استمرار هذا النمو التصاعدي، حيث من المتوقع أن يصل حجم السوق إلى حوالي 498 مليون دولار (1.8 مليار درهم)، بحلول عام 2030.

وتلعب المدن الحيوية والنشطة اقتصادياً وتجارياً، مثل دبي، دوراً محورياً وأساسياً في دفع عجلة نمو هذا السوق، فدبي، بما تملكه من بنية تحتية متطورة، ومعالم جذب سياحية واستثمارية متميزة، تخلق فرصاً واعدة وجذابة للمعلنين من مختلف القطاعات، للتواصل الفعال والمبتكر مع جمهورهم المستهدف، عبر مختلف قنوات الإعلانات الخارجية، إن التنوع الفريد الذي تتمتع به الإمارة، سواء على صعيد التركيبة السكانية أو الأنشطة الاقتصادية، يجعلها بيئة مثالية لازدهار الإعلانات الخارجية وتنوعها.

ما الدور المنوط بـ «مدى ميديا» لتنظيم وإدارة قطاع الإعلانات بدبي؟

محور تركيز الشركة ينصب بشكل أساسي على تنظيم وتسهيل عملية إدارة الإعلانات الخارجية في إمارة دبي، وذلك من خلال إصدار التصاريح اللازمة، وتوفير بيئة عمل واضحة وشفافة لجميع الأطراف المعنية، ونشدد على أن الشركة ليست طرفاً منافساً للشركات العاملة في القطاع الخاص للإعلانات.

فبموجب الإطار القانوني الذي تم تأسيس الشركة بناءً عليه، فإن «مدى ميديا» تدير أعمالها ضمن عقد الامتياز لتنظيم وتشغيل وإدارة المواقع الإعلانية التي كانت تحت نطاق عمل هيئة الطرق والمواصلات وبلدية دبي.

كما أن الاتفاقيات المبرمة مع هاتين الجهتين الحكوميتين الرئيستين، تنص على أن «مدى ميديا» ستتولى مسؤولية إدارة الإعلانات الخارجية نيابة عنهما، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، ستعتمد الشركة على التعاون والشراكة الفعالة مع الشركات المتخصصة في قطاع الإعلانات الخارجية.

ويوجد حالياً ما يقارب 80 شركة في هذا القطاع بدبي، ودور «مدى ميديا» سيكون من خلال إنشاء شراكات استراتيجية جديدة مع القطاع الخاص، لإدارة مواقع أخرى مستقبلاً، هذا النهج يهدف إلى خلق بيئة تكاملية، تعزز من كفاءة وفعالية قطاع الإعلانات الخارجية بشكل عام.

هل إصدار التصاريح جزء من عمل الشركة؟

جوهر الشركة يتمثل في تسهيل عملية إصدار جميع أنواع التصاريح -والتي يبلغ عددها ما يقارب 80 ألفاً سنوياً- للمواقع الإعلانية الخارجية، وتحفيز ودعم الشركات الإعلانية لتبنّي أفضل الممارسات والتقنيات الخاصة في مجال الإعلانات، مثل رقمنة الأصول الإعلامية في حرم الطريق، واستغلال الشاشات الإعلانية الرقمية الموجودة في وسائل المواصلات العامة.

هذا الدور التنظيمي، يهدف إلى ضمان الالتزام بالمعايير الجمالية، والسلامة المرورية، في جميع الإعلانات الخارجية المنتشرة في الإمارة.

هل الإشراف على المحتوى مسؤولية مشتركة مع الجهات الحكومية؟

في ما يتعلق بمحتوى الإعلانات الذي سيتم عرضه على هذه المواقع الخارجية، فنوضح بشكل قاطع أن «مدى ميديا» قد تم تأسيسها بهدف حوكمة المنظومة الإعلانية، ليبقى دور إصدار المخالفات للمواقع الإعلانية التي لا تطابق الدليل الإعلاني، تحت إشراف هيئة الطرق والمواصلات، بينما تعنى بلدية دبي بإصدار التصاريح الخاصة بالمحتوى الإعلاني.

ويساعد هذا التعاون بين شركة «مدى ميديا» والجهات الرسمية، على خلق منظومة متكاملة لإدارة هذا القطاع المحوري، حيث أطلقت شركة «مدى ميديا» رسمياً في أبريل الماضي، منصة إلكترونية موحدة، لتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الشركة لتوحيد وتنظيم مشهد الإعلانات الخارجية في دبي، والمساهمة في تسهيل رحلة المستثمر، وتوحيد عملية تطبيق الدليل الإعلاني، والذي سينعكس إيجاباً على جمالية المدينة.

وعلى عكس ما قد يتبادر إلى الذهن، بأن دور «مدى ميديا» يبدأ بعد الموافقة على محتوى الإعلان، بل إن العملية تسير في اتجاه معاكس تماماً، فالخطوة الأولى والأساسية في رحلة أي معلن يرغب في استخدام وسيلة إعلانية خارجية، هي الحصول على تصريح للموقع الذي يجب أن يدرس مطابقته لاشتراطات الدليل الإعلاني، وأهمها الحفاظ على السلامة المرورية، وجمالية المدينة، وتجنب التكدسات الإعلانية، والتي تخلق تلوثاً بصرياً في المدينة.
وبمجرد الحصول على الموافقة على الموقع، يمكن للمعلنين حينها البدء في عملية تصميم وتجهيز الأصول والمواد الإعلانية المناسبة لذلك الموقع، وفي المرحلة النهائية، يتعين على المعلنين التقدم بطلب للحصول على تصريح المحتوى الإعلاني من بلدية دبي.

ما حصة الأصول الرقمية في قطاع الإعلانات الخارجية بدبي؟

تلعب وسائل الإعلام الخارجية كقطاع ضمن المنظومة الإعلامية، دوراً حيوياً في دعم وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل في إمارة دبي، وتهدف الشركة إلى تحقيق تكامل فعال بين وسائل الإعلانات الخارجية، وبين قوة وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها.

وفي هذا السياق، تشكل الأصول الرقمية حالياً حوالي 10 % من إجمالي مواقع الإعلانات الخارجية في دبي، وأن أحد الأهداف الاستراتيجية لـ «مدى ميديا»، هو زيادة هذه النسبة بشكل كبير لتصل إلى 30 % خلال السنوات الثلاث القادمة، وذلك لمواكبة التطورات المتسارعة في طرق استهلاك الجمهور للمحتوى والتفاعل معه.

هل هذه التطورات ستؤدي إلى زيادة تكلفة الإعلانات الخارجية؟

الشركة تتبنى نهجاً مدروساً في تقييم المواقع الإعلانية، لضمان استدامة ونمو سوق الإعلانات، وتطوير بيئة جذابة للمستثمرين والمعلنين.