غزة.. شعب كامل تحت التنفس الاصطناعي - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. شعب كامل تحت التنفس الاصطناعي - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 04:52 صباحاً

يحذر خبراء الأمن الغذائي والعديد من منظمات العمل الإنساني الأممية، من أن قطاع غزة معرّض لخطر مجاعة حقيقي، إذا لم ترفع إسرائيل حصارها، وتنهي حملتها عنه، فيما حياة 2.3 مليون فلسطيني في القطاع على المحك، بعد 19 شهراً من الحرب، وأكثر من شهرين من القطع التام لشريان المساعدات، بحيث بات القطاع بأكمله «تحت التنفس الاصطناعي».

ودعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، لإنهاء الحصار المتواصل على غزة منذ تسعة أسابيع. وأكد المكتب الأممي عبر موقعه الرسمي، أن مخزوناته قاربت على النفاد مع دخول الحصار الإسرائيلي الشامل على غزة شهره الثالث.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن أكثر من تسعة أسابيع مرت على حصار غزة الذي تمنع إسرائيل فيه دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية.

وأظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة لتحليل صور الأقمار الاصطناعية أن ما يقرب من 81% من الأراضي الصالحة للزراعة في غزة شهدت انخفاضاً كبيراً في المحاصيل الزراعية. وقال التقرير إن تدمير الأراضي الزراعية نتج عن عمليات القصف والتجريف منذ 7 أكتوبر 2023.

مستوى حرج

وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي نُشر أمس، من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم نحو 2,3 مليون شخص، سيكونون بحلول سبتمبر في وضع الأزمة أو حتى «ما هو أسوأ» من حيث انعدام الأمن الغذائي وأن 470 ألفاً منهم، أي 22 %، سيواجهون وضعاً «كارثيا»، بحسب التقرير الذي أعده خبراء في منظمات غير حكومية ومؤسسات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أنه «بعد 19 شهراً من الحرب، لا يزال القطاع يواجه خطر المجاعة الحرج.... نفدت السلع الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة، أو من المتوقع نفادها في الأسابيع المقبلة. ويواجه جميع السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن نصف مليون شخص معرضون لخطر المجاعة».

وبحسب التقرير الذي يصنف انعدام الأمن الغذائي وفقاً لخمسة مستويات، فإنه في الفترة من 1 أبريل إلى 10 مايو 2025، ثمة 244 ألف شخص في مرحلة الكارثة (المستوى الخامس) و925 ألفاً في مرحلة الطوارئ (المستوى الرابع).

وأوضح التقرير أن «هذا يمثل تدهوراً كبيراً مقارنة بتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق» الذي نُشر في أكتوبر.

انهيار وشيك

وفي هذا السياق، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أمس، «إلى السماح الفوري بإدخال مواد الإغاثة ورفع الحصار عن القطاع» وذلك «مع اقتراب خطر المجاعة والانهيار الوشيك والكامل للزراعة، واحتمال تفشي الأوبئة القاتلة في القطاع».

واعتبرت أن المساعدات الإنسانية ضرورية كذلك من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من إنتاج الغذاء، وخاصة الثروة الحيوانية (المستلزمات البيطرية وأعلاف الحيوانات)، المصدر الأخير المتبقي للحصول على الحليب والبيض واللحوم بالنسبة للعديد من العائلات.

وقالت بيث بيكدول نائبة مدير المنظمة، إن التقرير «يظهر بوضوح أن الوضع في غزة تدهور بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية». وأوضحت: «يمكننا بالتأكيد افتراض أن الأعداد التي نراها في هذا التقرير ستستمر في التصاعد». وأشارت إلى أن التقرير أظهر أن هناك «عدداً كبيراً جداً من الناس يواجهون المجاعة الآن».

سوء تغذية

وأشارت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إلى أن «عائلات بأكملها في غزة تعاني من الجوع بينما ينتظر الطعام على الحدود». وأضافت «إنْ انتظرنا حتى تتأكد المجاعة، فسيكون الأوان قد فات».

وتوقع التقرير حدوث ما يقرب من 71 ألف حالة من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 14 ألف حالة شديدة، بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى 59 شهراً، في الفترة ما بين أبريل 2025 ومارس 2026.

وقالت منظمة أوكسفام الدولية، إن أزمة الجوع المتفاقمة في القطاع تمثل نتيجة مباشرة لسياسات ممنهجة تهدف إلى استخدام الغذاء كسلاح في الصراع المستمر، مطالبة المجتمع الدولي بوقف ما وصفته بـ«التواطؤ بالصمت».

ووصفت المنظمة، في بيان، الوضع في القطاع بأنه «الأصعب عالمياً من حيث عدد السكان المهددين بالمجاعة»، لافتة إلى أن موظفيها على الأرض باتوا يشاهدون مشاهد مؤلمة لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد لدرجة أن بعضهم «أصبح ضعيفاً إلى حد العجز عن البكاء».