نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تاريخية تخطو نحو مستقبل واعد - تليجراف الخليج اليوم الخميس 15 مايو 2025 09:17 صباحاً
تمثل زيارة فخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة الإمارات، محطة بارزة في مسار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، والعمل على تعزيزها في المجالات المختلفة، بما يحقق مصالحهما المشتركة في التنمية والازدهار.
وتجسد الزيارة عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن بين البلدين، والتي حافظت على متانتها وتطورها المستمر، إذ تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لوزارة الاقتصاد.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الزيارة بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، فيما يرى مراقبون أن اختيار ترامب الخليج مرة أخرى كأول محطة له يأتي تأكيداً على أهمية دور المنطقة في المجالات المختلفة.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين، بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.
وتشمل أوجه التنسيق الإماراتي الأمريكي جوانب عدة أبرزها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، فقد بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الولايات المتحدة الامريكية خلال العام 2024 ما قيمته 32.8 مليار دولار، فيما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الـ6 عالمياً للإمارات خلال 2024 والأول عالمياً خارج قارة آسيا؛ إذ استأثرت بنسبة 4% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024.
وتعتبر الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تقدر قيمة الاستثمارات بـ1 تريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي
وشهد التعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، في ملف الذكاء الاصطناعي، تطوراً ملحوظاً، خلال الفترة الماضية، مدفوعا برؤية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتوسيع إطار البنى التحتية الرقمية، وذلك بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية.
ووقع البلدان في العام 2024 العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار إستراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية إستراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وفي سبتمبر 2024، تم الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد شهر مارس الماضي الإعلان عن العديد من الاتفاقيات، فقد أعلنت كل من "بلاك روك" و"جلوبال إنفراستركتشربارتنرز"، التابعة لـ"بلاك روك" و"مايكروسوفت"، و"إم جي إكس" الشركة الإماراتية الرائدة في دعم وتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن انضمام "إنفيديا" و"إكس إيه آي" إلى "الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي"، والتي أُعيدت تسميتها لتصبح "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي".
وتهدف الشراكة بصورة أولية إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال عبر المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات، ما قد يسهم في توفير مخصصات تصل إلى 100 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات المحتملة، عند احتساب التمويل بالديون.
وأعلنت كل من "القابضة" الإماراتية" التي تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وشبكات التوريد، و"إنرجي كابيتال بارتنرز" أكبر شركة خاصة تعمل في قطاع توليد الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن إبرام شراكة بالمناصفة لتأسيس مشروع مشترك مقره الولايات المتحدة، لاستثمار 25 مليار دولار في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة.
قطاع الفضاء
وأدى إطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
وفي السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
العمل المناخي
ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة، إضافة إلى ذلك استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.