نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هل كيكل عميل استخبارات؟ خفايا شهادة مريبة تهز... - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 16 مايو 2025 07:15 صباحاً
أثار ظهور اللواء أبو عاقلة كيكل، القائد السابق في مليشيا الدعم السريع، في مؤتمر صحفي ببورتسودان ضجة واسعة. جلوسه محاطًا بنخبة مختارة من الإعلاميين، وتصريحاته المفاجئة التي امتدح فيها قائد التمرّد محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أثار غضبًا شعبيًا عارمًا، وطرح تساؤلات عن الهدف الحقيقي وراء هذا الظهور المسرحي.
شهادة مشبوهة في توقيت مريب
الغرابة لم تكمن في مجرد عقد اللقاء، بل في المضمون العاطفي الذي حملته تصريحات كيكل، الذي وصف حميدتي بأنه "رقيق القلب" و"كثير الصيام"، وزعم أنه كان "يبكي حين يسمع بجرائم قواته". هذا التناقض الفج بين صورة حميدتي في الشارع السوداني، كشخصية متورطة في جرائم حرب، وبين هذه الصورة الرومانسية التي رسمها كيكل، اعتُبر محاولة فجّة للتلاعب بالعقول.
غضب الشارع ورفض النخبة
لم تمر تصريحات كيكل مرور الكرام. إذ قوبلت بموجة من الرفض الشعبي والنخبوي، إذ رأى كثيرون فيها إهانة لذاكرة شعب ما زال ينزف من ويلات الحرب. فالسودانيون شاهدوا بأنفسهم الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، واعتبروا ما قاله كيكل محاولة لتجميل صورة مجرم حرب.
تلميحات لتسوية سياسية خفية
تصريحات كيكل لم تكن مجرد ارتجال، بل جاءت في سياق توقيت حساس يتزامن مع تزايد الحديث عن تسوية سياسية محتملة تشمل قوات الدعم السريع. فهل ما قاله كان تمهيدًا لتغيير سردية حميدتي وتقديمه لاحقًا كشريك محتمل في مفاوضات الحل؟
هل كيكل أداة استخباراتية؟
يُطرح الآن بقوة سيناريو أن يكون كيكل أداة استخباراتية للجيش، تم زرعه داخل مليشيا الدعم السريع بهدف جمع المعلومات أو تنفيذ عملية اختراق مدروسة. ويستند هذا الطرح إلى موقعه الحساس داخل قيادة المليشيا، وثقة حميدتي الواضحة فيه، مما يعني أنه لم يكن مجرد عنصر عادي.
ليس جديدًا في تاريخ الصراعات
تاريخ الحروب مليء بنماذج لضباط تم زرعهم في معسكرات العدو بهدف الرصد والتأثير. في السودان نفسه، سبق أن تم استخدام هذه الأساليب في مراحل مختلفة من تاريخه الأمني والسياسي. فهل كيكل هو أحدث تلك النماذج؟
تصريحات محسوبة وموجهة
حتى لو افترضنا عفوية لهجة كيكل، فإن السياق الإعلامي الذي خرجت فيه تصريحاته، وانتقاؤه لكلمات معينة، يوحي بأنها كانت جزءًا من سيناريو أوسع. فحديثه لم يكن مجرد "اعتراف وجداني"، بل بدا مدروسًا وموجهًا لإعادة بناء صورة مهشّمة.
هل يجهّز الجيش لرواية جديدة؟
طرح آخر يشير إلى أن الجيش السوداني ربما يسعى، بالتنسيق مع أطراف إقليمية أو دولية، إلى تقديم حميدتي في صورة جديدة أكثر "إنسانية"، تمهيدًا لإشراكه في تسوية سياسية. وهذا يعني أن ما قاله كيكل هو جزء من حملة أوسع لـ"تليين" الرأي العام السوداني.
3 سيناريوهات محتملة خلف المشهد
أولًا، قد يكون كيكل تصرف بشكل فردي محاولًا حماية نفسه مستقبلًا إن تمت تسوية شاملة. ثانيًا، قد يكون كلامه بتنسيق مع الجيش بهدف تمهيد الشارع لقبول حميدتي. ثالثًا، قد يكون مجرد "بالون اختبار" لمعرفة رد الفعل الشعبي على أي حديث عن إشراك حميدتي في السياسة من جديد.
كيف يقنع البرهان الشارع بالتسوية؟
الكرة الآن في ملعب الجنرال عبد الفتاح البرهان. فإن كان يعتزم فعلاً إشراك الدعم السريع في تسوية، فكيف سيقنع شعبًا منكوبًا ومؤسسات عسكرية ما زالت تقاتل، بالجلوس مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء؟ الأمر يتطلب خطابًا أخلاقيًا واضحًا، لا لبس فيه، يضع مصلحة المدنيين فوق الاعتبارات السياسية.
بين التسريبات والمصير السياسي
تصريحات كيكل، سواء كانت اعترافات شخصية أو تسريبات محسوبة، تفتح الباب واسعًا للتكهنات حول المسار السياسي المقبل في السودان. فهل نحن أمام إعادة إنتاج ناعمة لشخصية حميدتي؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة من مسلسل الحرب النفسية في بلد مزقته الانقسامات؟