إيران تنتقل من العداء إلى التوسل بالاستثمارات - تليجراف الخليج

وصف الكاتب والباحث السياسي وضاح بن عطية، نائب رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية الوطنية الجنوبية، اليوم الخميس الموافق 16 مايو 2025، في تغريدة له عبر منصة "إكس"، النظام الإيراني بأنه انتقل من مرحلة رفع الشعارات الجهادية والمعادية للغرب إلى مراحل التوسل والتفاوض من أجل المكاسب الاقتصادية.

وقال بن عطية: "إيران من شعارات العداء إلى التوسل للاستثمار"، مشيرًا إلى أن طهران التي أطلقت خلال أكثر من 40 عامًا شعارات مثل "الموت لأمريكا" و"تحرير القدس"، كانت في الواقع تزرع الفوضى داخل الدول العربية عبر ميليشياتها الطائفية المنتشرة في مختلف المناطق.

وأكد بن عطية أن هذه السياسة الإيرانية أدت إلى كوارث إنسانية وتدميرية في عدة دول عربية، مشيراً إلى اليمن حيث دعمت إيران مليشيا الحوثي بأسلحة ومعدات، ما حول العاصمة صنعاء إلى رهينة بيد الجماعة، ونتج عن ذلك مقتل أكثر من 377 ألف يمني منذ بداية الحرب.

وفي سوريا، قال إن الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد ساهم بشكل مباشر في استمرار الصراع الذي خلّف أكثر من 500 ألف قتيل، وشرد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.

كما لم يغفل بن عطية الدور الإيراني في العراق، حيث أشار إلى أن النظام الإيراني غذى الانقسامات الطائفية والفاسد، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة تجاوزت مئات الآلاف من الضحايا. وفي لبنان، أكد أن إيران دعمت تنظيم "حزب الله" الذي دخل بالبلاد في انهيار اقتصادي عميق بلغت خسائره أكثر من 100 مليار دولار أمريكي.

ولفت الباحث السياسي إلى المفارقة التي يعيشها النظام الإيراني حاليًا، حيث أعلن عن عرض استثماري ضخم بقيمة 4 تريليونات دولار يقدمه للولايات المتحدة الأمريكية مقابل رفع العقوبات عنه، في خطوة تُظهر تحوله من الخطاب الثوري إلى خطاب الاقتصاد والمصالح.

واختتم بن عطية تصريحاته بالقول: "الرسالة واضحة، إيران لم تكن يومًا مشروع تحرير، بل مشروع تدمير ممنهج، والحوثي ليس إلا أحد أدواتها الأقذر في هذا المشروع".

ويُذكر أن تصريحات بن عطية تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة، وهو ما ترفضه العديد من القوى السياسية والمجتمعية التي ترى أن سياسات إيران تهدد الأمن القومي العربي.