نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: “ليلة من الجحيم”.. ناجون يروون تفاصيل المذبحة الإسرائيلية شمال غزة (شهادات) - تليجراف الخليج اليوم السبت 17 مايو 2025 11:18 صباحاً
غزة – يشهد شمال غزة، منذ فجر الجمعة، واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بدء الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بالقطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ خلفت غارات إسرائيلية عنيفة، أكثر من 100 فلسطيني بين قتيل ومفقود، معظمهم من النساء والأطفال.
في ليلة وصفت بأنه كانت “أشبه بالجحيم” حيث احترق كل شيء فوق الرؤوس، عاش سكان شمال غزة لحظات لا تنسى من الإبادة الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة ضد سكان القطاع الفلسطيني.
فيما وثق تليجراف الخليج “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، في بيان نشره امس الجمعة، مقتل أكثر من 115 فلسطينيا في محافظة شمال غزة وحدها خلال أقل من 12 ساعة.
وقال إن تل أبيب دمرتم منذ فجر الجمعة، ما لا يقل عن 10 منازل في تل الزعتر بجباليا، وحي السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فوق رؤوس قاطنيها.
وبدورها، أفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني لمراسل الأناضول بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت أكثر من 11 منزلا في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وأوضحوا أن الغارات استهدفت المدنيين أثناء نومهم، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى معظم الضحايا بسبب كثافة القصف واستمرار الاستهداف.
– جحيم على الأرض
“انهار البيت فوق رؤوسنا”، “النيران كانت تلتهم كل شيء”، “فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة”، هكذا وصف ناجون من شمال قطاع غزة مشاهد الدمار التي عاشوها.
وقال أحمد قشقش، أحد الناجين، واصفا المشهد للأناضول: “كانت ليلة مرعبة، قطعة من جهنم على الأرض، ألسنة اللهب ترتفع من كل مكان، والانفجارات تتوالى، حتى طال القصف المنزل الذي كنا نحتمي فيه”.
وأضاف متسائلا: “لا أعلم ماذا حل بأطفالي الأربعة وزوجتي” في إشارة لفقدانهم تحت ركام المنزل.
ومن جهته، أوضح الشاب محمود الكيلاني للأناضول: “استيقظنا على صوت انفجار هائل، انهار البيت فوق رؤوسنا، خرجت أبحث عن عائلتي فلم أجد أحدا”.
وبين أن النيران “كانت تلتهم كل شيء، والصواريخ تتساقط كالمطر”.
أما السيدة أم حسن مسعود ورغم أنها نجت من قصف طال منطقتها، إلا أنه فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها.
وقالت: “كنت أظن أنني أعيش كابوسا، لكن الواقع كان أفظع”.
وتابعت للأناضول: “فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة”، قبل أن تنهار باكية داخل مستشفى العودة في تل الزعتر بجباليا، حيث تتكدس جثث الضحايا.
-“شعرت أنها آخر لحظات حياتي”
وبدوره، وثق الصحفي يوسف فارس على صفحته على منصة “فيس بوك” تفاصيل نجاته مع عائلته من موت محقق إثر الإبادة الإسرائيلية على شمال غزة.
وقال في حديث للأناضول: “قصفوا منزل جيراننا فاستشهدوا جميعا، ثم أطلقت المدفعية قذائفها تجاه منزلنا بينما كنا محاصرين أسفل السلالم”.
وأضاف: “في محاولتي الأولى للخروج، أطلقت طائرة مسيرة النار علينا، فعدنا إلى الداخل، كل الطرق كانت مقطوعة بالركام والنيران، وقذائف المدفعية كانت تنهال من كل اتجاه”.
وتابع: “شعرت أنها اللحظات الأخيرة من حياتي، لكننا تمكنا من سلوك طريق فرعي غير مألوف، ونجونا”.
– “مذبحة حقيقية”
وأفاد مدير مستشفى العودة في تل الزعتر، محمد صالحة، بأن المستشفى استقبل عشرات الجرحى والشهداء، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وأكد أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تحاول انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط دمار هائل.
وقال صالحة: “ما شهدناه في شمال غزة الليلة الماضية، كان مذبحة حقيقية، البيوت قصفت على رؤوس ساكنيها، وهناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الركام”.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، ضاعفت إسرائيل وتيرة الإبادة الجماعية بغزة، بالتزامن مع جولة يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه المجازر عقب تصريح ترامب بأن الشعب الفلسطيني في غزة “يستحق مستقبلا أفضل”.
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينيا، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وجاءت هذه القفزة الدموية عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” على توسيع عمليات الإبادة في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، تتضمن حشد مزيد من قوات الاحتياط.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأناضول