أفاد رائد الأعمال المواطن المدير التنفيذي لشركة «أروما دي لامور»، لصناعة وتجارة العطور، عامر المريد، بأن مصادفة غيرت اتجاه حياته أثناء سفره في رحلة رياضية لتشجيع فريقه المفضل لكرة القدم (نادي شباب الأهلي) أثناء مباراة للفريق في إحدى المدن الصينية منذ أعوام، إذ التقى أحد أصدقائه على متن الطائرة ليحدّثه عن مجال تجارة وصناعة العطور، ويحاول إقناعه بالدخول إلى هذا المجال.
وأفاد في حوار مع «الإمارات اليوم»، بأنه اقتنع بكلام صديقه خلال الرحلة، وبدأ في معرفة جوانب صناعة وتجارة العطور بشكل تدريجي والدخول إلى المجال معه في البداية، قبل أن يتجه بعد ذلك إلى تأسيس شركته خلال عام 2019 قبيل جائحة كورونا بوقت قصير.
وأوضح أنه لم يكن يفكر في دخول هذا المجال لولا تشجيع صديقه في البداية، لكنه قرر لاحقاً التركيز في معرفة جميع جوانب المجال، واكتشاف شغفه بمجال العطور الذي ظهر من خلال عمله على نمو وتطور الشركة.
وأضاف المريد أنه على الرغم من أن «الجائحة كانت تحدياً كبيراً في الأسواق، فإنها اشتملت على العديد من الفرص التي أسهمت في دعم عمله بالشركة في بدايات تأسيسها، وأنه في الوقت الذي كان البعض يقلص عمله بسبب الجائحة، قرر العمل أملاً في تنمية مجال عمله خلال تلك الفترة».
وأوضح أنه «من ضمن الفرص التي اشتملت عليها فترة الجائحة لرواد الأعمال، إتاحة الدخول للعمل عبر منافذ مختلفة في المراكز التجارية التي كانت ترحب وقتها برواد الأعمال، مع تخوف الشركات الكبيرة من التوسع في منافذها والاتجاه إلى تقليص عملها، وهو ما جعله يتوسع تدريجياً في العمل بمنافذ وفروع للبيع عبر أكشاك في مراكز تجارية مختلفة».
وأشار إلى أنه «بدأ العمل بمنفذين خلال فترات تأسيس الشركة منذ عام 2019، ونمت تلك المنافذ بشكل تدريجي حتى وصلت حالياً إلى 21 منفذاً للبيع، إضافة إلى مستودعات ومصنع يشمل خطوطاً لإنتاج العطور بمختلف أنواعها».
وقال المريد إنه عمل على معرفة جميع جوانب مجال تجارة وصناعة العطور بشكل تدريجي منذ البداية، ووضع دراسة جدوى وخططاً للنمو التدريجي، وبدأ بتصنيع عدد من العطور وصلت في المراحل الأولية إلى نحو ثمانية، وارتفعت لاحقاً لتصل إلى 16 نوعاً من العطور لعلامات تجارية خاصة بالشركة.
وأضاف أنه اختار مفهوماً لنوعية العطور التي تعمل الشركة على إنتاجها، لتكون على أسماء مدن عالمية، لتعبر عن روائح ترتبط بذكرى لدى مستخدميها، كما أن للمدن العالمية ذكرى تظل لدى المسافرين إليها، وترتبط بالذاكرة لفترات طويلة.
وأشار إلى أن «صناعة العطور تعدّ علماً وفناً يحتاج إلى دراسة وخبرات لسنوات طويلة، ومن يعملون في تصنيع مركّزات العطور التي تعدّ أساساً للعطور المبيعة لاحقاً، يدرسون في جامعات عالمية لكي يتمكنوا من وضع مكونات الزيوت العطرية المركّزة التي يتم الاعتماد عليها في عمليات التصنيع».
وأوضح المريد أن شركته مرت بمراحل متعددة للتوسع منذ كان لديه موظفان اثنان فقط في البداية، حتى وصل العدد حالياً إلى ما يتجاوز 100 موظف، لافتاً إلى أن الشركة تتجه وفق سياسات محددة للتوسع، إذ إنه من المستهدف رفع عدد منافذ البيع ليصل إلى 25 منفذاً بحلول عام 2027.
وأضاف أن الشركة توسعت أيضاً في عمليات البيع في الأسواق المحلية ليتم التوريد للأسواق الخليجية والعربية، مثل العراق وليبيا وتونس وموريتانيا، إضافة إلى بيع بعض المنتجات في الأسواق الأميركية.
وأوضح أن خطط التوسع المقبلة تشمل افتتاح منافذ بيع في أسواق خارجية مثل قطر خلال العام المقبل، على أن تتم دراسة خطوات التوسع في أسواق خليجية أخرى لاحقاً.
وأشار إلى أن الشركة تحولت من البيع في المنافذ إلى البيع عبر منصات الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن «الشركة تعمل عبر إنتاج وتعبئة العطور الخاصة بها، مع عمليات التعهيد بالتصنيع للغير عبر خطوط الإنتاج الخاصة بالمصنع».
وقال المريد إن «صناعة العطور المحلية تشهد نمواً مستمراً، بدعم زخم نمو الطلب في الأسواق المحلية، ودخول عدد من الكوادر المواطنة للقطاع، سواء عبر عمليات التجارة أو التوريد والتصنيع».
وأضاف أنه «من الضروري للكوادر المواطنة من رواد الأعمال الذين يرغبون في الدخول لمجال صناعة العطور أو غيرها من المشروعات، أن يدركوا أهمية الإلمام بجميع جوانب مجال وتخصص المشروع، وزيادة التثقيف والتأهيل في ذلك المجال، وإعداد دراسة الجدوى المناسبة، ووضع سياسات العمل والتوسع كي لا يتعرضوا للتعثر في بدايات عملهم عبر الدخول لمجالات ليست لديهم دراية بها».
تحديات أمام رواد الأعمال
قال رائد الأعمال المواطن والمدير التنفيذي لشركة «أروما دي لامور»، لصناعة وتجارة العطور، عامر المريد، إن «أبرز التحديات التي تواجه العديد من رواد الأعمال المواطنين في الدخول إلى مجالات عمل مختلفة، هي التخوف الشديد من بدء المشروع، وعدم القدرة على المواءمة بين متطلبات الوظيفة والمشروع، وهو ما يتطلب جهداً إضافياً، وزيادة التركيز»، داعياً إلى ضرورة التوسع في إتاحة مفاهيم الدوام المرن، وسياسات العمل بنصف راتب ودوام، لرواد الأعمال المواطنين الذين يفضلون إقامة مشروعات خاصة، دون التعرّض لخسارة وظائفهم.
عامر المريد:
. صناعة العطور المحلية تشهد نمواً مستمراً، بدعم زخم نمو الطلب في الأسواق المحلية.
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المريد: رحلة رياضية قادتني لاحتراف صناعة العطور - تليجراف الخليج اليوم الأحد 18 مايو 2025 03:25 صباحاً