نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «عربات جدعون» تضع غزة تحت المقصلة - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 05:31 صباحاً
في تصعيد جديد يهدد بانزلاق الأوضاع نحو ما بقي من احتمالات الأخطر، وسّعت إسرائيل هجومها على قطاع غزة ضمن عمليتها المسماة «عربات جدعون»، التي تحوّلت إلى مقصلة.
وأوصلت الأمور إلى مستويات كارثية دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحديث عن ضرورة إنهاء الحرب في أسرع وقت، في حين لقي 150 فلسطينياً حتفهم وسقط مئات الجرحى في غضون 24 ساعة فقط.
بينما تتكثف حركة النزوح وتتفاقم الكارثة الإنسانية، بالتوازي مع تعثر المساعي الدبلوماسية، ومع إعلان صريح من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن هدفه إعادة احتلال غزة بالكامل.
وتوالت الغارات الإسرائيلية على كافة أنحاء القطاع خلال الساعات الماضية. ففي الشمال، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على مخيمات اللاجئين، واستهدف مستودع أدوية تابع لمستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى تدمير الإمدادات الطبية الحيوية، وفقاً لمدير المستشفى يوسف أبو كويك. كما استهدف محيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة.
حيث انقطعت الاتصالات مع الطواقم الطبية. وبالتزامن مع هجوم واسع النطاق على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أصدر الجيش إنذارات إخلاء فوري للسكان في المدينة وبلدات بني سهيلا وعبسان، مطالباً إياهم إلى التوجه نحو منطقة المواصي غرباً، تمهيداً لهجوم بري.
تزامن ذلك مع تنفيذ وحدة إسرائيلية خاصة عملية اغتيال في قلب خان يونس، استهدفت القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» أحمد سرحان، حيث تسللت قوة خاصة بملابس نسائية واغتالته، واعتقلت زوجته وطفله.
وفي ظل الوضع الإنساني الخطير في غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يسعى لإنهاء الحرب في غزة «بأقصى سرعة ممكنة»، وقال في تصريحات نقلها البيت الأبيض: «الكثير من الناس يتضورون جوعاً في غزة، هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث، وسنعمل على حل المسألة».
ضغوط دولية
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصدر مطلع بأن أعضاء في إدارة ترامب أخبروا إسرائيل بأن واشنطن ستتخلى عن إسرائيل إن لم تنه الحرب في غزة. وقال المصدر إن نتانياهو يستطيع إنها الحرب في غزة ومعه الأغلبية إن أراد ذلك، لكنه يفتقر لإرادة السياسية.
وأضاف إن «نتانياهو روّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد على أنها مجرد مسألة شكلية»، مؤكداً أنها مؤقتة.
وفي برلين، طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، إسرائيل بـ «السماح مجدداً بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري» إلى غزة. وكتبت وزارات خارجية الدول الـ 22 أن سكان غزة «يواجهون المجاعة.
. ولا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية على الإطلاق، ويجب ألا يتم تقليص مساحة القطاع أو إخضاعه لأي تغيير ديموغرافي». وهددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ «إجراءات ملموسة» ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات عليها، بسبب أفعالها في غزة والضفة الغربية.
ووجه بيان مشترك انتقادات حادة لقرار إسرائيل إدخال كمية محدودة أساسية من المساعدات إلى غزة، وقالت إن ذلك «غير كاف على الإطلاق». كما دعا تليجراف الخليج إسرائيل إلى وقف أعمالها العسكرية الجديدة، المروعة، في غزة.
احتلال غزة
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قالها صريحة، أمس، إن حربه هدفها إعادة الاحتلال الكامل للقطاع. ورغم إقراره بخطورة الوضع الإنساني، إلا أنه ربط وقف الحرب بتحقيق أهدافها «كاملة».
وقال إن إسرائيل ستسيطر على غزة بأكملها، مضيفاً: إنها ستسمح بدخول المساعدات، «لأننا اقتربنا من الخط الأحمر»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي نقلت عنه قوله في مقطع فيديو:
«من أجل تحقيق النصر الكامل وهزيمة حماس وتحرير رهائننا، يجب ألا نصل إلى حالة مجاعة - عملياً وسياسياً». وأشار إلى أن قرار السماح بدخول المساعدات إلى غزة اتخذ لأننا «نقترب بسرعة من الخط الأحمر، وهو وضع قد نفقد فيه السيطرة، ثم ينهار كل شيء».
ومع تواصل العمليات، تعاني غزة أزمة إنسانية خانقة، وسط شحّ الوقود والغذاء وتعطل أغلب المرافق الصحية. وفي خطوة محدودة، سمحت إسرائيل بدخول شاحنة مساعدات غذائية واحدة، وُصفت بأنها «رمزية ولا تلبي 1% من حاجة السكان»، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
مفاوضات متعثرة
في الأثناء، تتواصل في الدوحة المفاوضات بين «حماس» وممثلي الولايات المتحدة ومصر وقطر، وسط أحاديث عن مقترح بتهدئة لشهرين يشمل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. إلا أن الفجوات لا تزال قائمة، بشأن انسحاب إسرائيل من شرق القطاع وضمانات عدم تجدد الحرب.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن واشنطن قدمت المقترح الجديد لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، يتضمن تبادل أسرى، ووقف مؤقت لإطلاق النار، تليه مفاوضات أوسع تشمل إعادة إعمار القطاع.
لكن على الأرض، يبقى الوضع في غزة عالقاً بين نيران التصعيد العسكري والدعوات الدولية للتهدئة، فيما يعاني المدنيون ويلات القصف والحصار والجوع.