المرحلة الصعبة من سد النهضة.. خبير يطلق تصريحات صادمة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المرحلة الصعبة من سد النهضة.. خبير يطلق تصريحات صادمة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 08:03 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

في تطور جديد حول ملف سد النهضة الإثيوبي، قال خبير الموارد المائية المصري الدكتور نادر نور الدين إن المرحلة الصعبة من بناء السد قد انتهت فعليًا، متوقعًا زيادة تدفقات المياه إلى دولتي المصب مصر والسودان خلال السنوات المقبلة، في وقت تستمر فيه الخلافات السياسية والفنية بين الدول الثلاث، رغم فشل آخر جولة من المفاوضات.

2.5 مليار متر مكعب فقط لاستكمال السعة الكاملة

أكد نور الدين في تصريحات خاصة لموقع “العربية.نت” و”الحدث.نت”، أنه لم يتبق لإثيوبيا سوى 2.5 مليار متر مكعب للوصول إلى السعة التخزينية القصوى للسد، والتي تبلغ 74.5 مليار متر مكعب، لافتًا إلى أن الملء الخامس للسد اكتمل بنهاية ديسمبر 2024، ليصل حجم التخزين وقتها إلى 72 مليار متر مكعب.

لا تأثير كبير على مصر والسودان

وأوضح الخبير المصري أن الكمية المتبقية – بعد تعويض الفاقد نتيجة البخر والرشح العميق من قاع وجوانب بحيرة السد – قد تصل إلى 8 مليارات متر مكعب خلال الملء السادس، وهي كميات وصفها بـ”القليلة”، ولا تؤثر على حصة المياه المخصصة لمصر والسودان، خصوصًا إذا لم تشهد السنوات المقبلة موجات جفاف شديدة.

موسم الأمطار لم يبدأ بعد

وأشار نور الدين إلى أن موسم الأمطار في إثيوبيا لم يبدأ بعد، حيث ينطلق عادة في الأسبوع الأول من يونيو، ويبلغ ذروته خلال يوليو وأغسطس، مضيفًا أن أعمال الصب الخرساني في جسم السد كانت تُستكمل سنويًا حتى نهاية يونيو قبل اشتداد الأمطار، والتي قد تؤثر على سلامة الإنشاءات.

هل توجد عيوب فنية في جسم السد؟

رغم التقارير غير الرسمية عن وجود عيوب فنية محتملة في جسم السد، إلا أن الخبير شدد على أنه لم تصدر أي جهة علمية رسمية، سواء في إثيوبيا أو خارجيًا، تصريحات تؤكد ذلك، مؤكدًا أن الحديث عن مشاكل في التوربينات أو تأخر فتح بوابات المفيض لا يعني وجود خلل هيكلي في السد نفسه، بل قد يعكس فقط تحديات تشغيلية أو فنية جزئية.

تخوف من “السنوات العجاف”

وفي الوقت نفسه، حذر نور الدين من خطورة مواسم الجفاف والجفاف الممتد، التي قد تؤثر على إمدادات المياه لمصر والسودان، إذا أصرت إثيوبيا خلال تلك الفترات على أولوية التخزين بدلاً من تمرير المياه، مطالبًا بألا تتجاوز إثيوبيا نسبة 80% من توليد الكهرباء خلال السنوات العجاف، حفاظًا على أمن المياه لدولتي المصب.

استمرار الخلافات الثلاثية

ورغم هذه التطمينات الفنية، تستمر الخلافات السياسية والقانونية بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى. وأكدت القاهرة أن ملف سد النهضة لم يُجمد، وإنما لا يزال قيد النقاش على المستويين الفني والسياسي، وضمن التحركات الدبلوماسية النشطة في العواصم الدولية.

وكان الاجتماع الرابع والأخير من مفاوضات سد النهضة، التي انطلقت نهاية عام 2023، قد انتهى دون نتائج، حيث حمّلت مصر إثيوبيا مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم، مؤكدة أن أديس أبابا تواصل الرفض لأي حلول وسط من شأنها تأمين المصالح الثلاثية.

الموقف المصري: سد النهضة قضية “وجودية”

في هذا السياق، شدد مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان، السفير ياسر سرور، على أن ملف السد يمثل قضية وجودية بالنسبة لمصر، وهو ما يدفعها للاستمرار في التحركات الدبلوماسية لشرح الأبعاد الفنية والسياسية للمجتمع الدولي، في محاولة لحشد الدعم الدولي للتوصل إلى اتفاق منصف.

التحديات ما بعد التخزين الكامل

بحسب الخبراء، فإن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في اكتمال ملء بحيرة السد، بل في قواعد تشغيله طويلة الأجل، وطريقة تمرير المياه خلال فترات الجفاف أو الفيضان، وهي النقاط التي لا تزال محل خلاف حاد بين الدول الثلاث، خاصة مع عدم وجود آلية رقابة دولية ملزمة.

تدفقات المياه مرهونة بإرادة سياسية

يرى مراقبون أن زيادة تدفقات المياه لمصر والسودان لن تكون مجرد نتيجة فنية لإنجاز السعة التخزينية، بل ستكون مرهونة بقرارات سياسية إثيوبية تتعلق بطريقة إدارة السد ودرجة التعاون مع دول الجوار، وهي أمور لم تصل حتى الآن إلى مستوى الثقة المتبادلة.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.