الجيش الموريتاني يُمهل ميليشيات البوليساريو ساعات معدودة لإخلاء منطقة حدودية.. ورسائل ضمنية تُربك حسابات الجبهة - تليجراف الخليج

في خطوة تحمل دلالات سياسية وأمنية لافتة، أمرت دورية تابعة للجيش الموريتاني عناصر من جبهة البوليساريو بإخلاء منطقة "البريكة" الحدودية، التي كانت تستغلها ميليشيات الجبهة الانفصالية منذ مدة، وذلك تمهيداً لتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة ومحظورة.

وحسب معطيات متطابقة تداولها نشطاء مقربون من الجبهة الانفصالية يوم الإثنين 19 ماي الجاري، فإن عناصر الجيش الموريتاني أبلغوا بشكل مباشر ميليشيات البوليساريو بضرورة الانسحاب الفوري من هذه المنطقة الواقعة على تخوم الأراضي الموريتانية.

ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث تُقرأ هذه الخطوة الموريتانية من طرف مراقبين على أنها إشارة واضحة إلى تغيّر محتمل في طريقة تعامل نواكشوط مع تحركات الجبهة داخل المناطق الحدودية، وربما رغبة في تقليص نفوذها هناك، في سياق إقليمي يزداد توتراً بين المغرب والبوليساريو.

وتُعد منطقة "البريكة" من النقط الحساسة التي تستغلها الجبهة خارج مراقبة الأمم المتحدة، وقد سبق أن شكلت محط جدل بسبب الأنشطة المشبوهة لعناصر البوليساريو، والتي تعتبرها الرباط تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

وقد أثار القرار الموريتاني تساؤلات واسعة حول ما إذا كان يعكس تحوّلاً استراتيجياً في موقف نواكشوط تجاه الجبهة الانفصالية، أم أنه مجرد إجراء عسكري داخلي لحماية الحدود من أي انفلاتات محتملة. وفي جميع الأحوال، فإن هذه الرسالة العسكرية الموجهة للبوليساريو تحمل مؤشرات مقلقة للجبهة، التي باتت تجد نفسها في عزلة متزايدة على مختلف الجبهات.