العفن المنزلي .. عامل خفي وراء أمراض الرئة المزمنة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: العفن المنزلي .. عامل خفي وراء أمراض الرئة المزمنة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 22 مايو 2025 01:26 صباحاً

تليجراف الخليج - كشفت دراسة حديثة أن العفن المنزلي قد يكون سببا غير مرئي ولكنه خطير في الإصابة بأمراض رئوية حادة، أبرزها التهاب الرئة التحسسي (حالة مناعية مزمنة قد تؤدي إلى تليف الرئة).

وتوصل فريق من الباحثين من المركز الطبي بجامعة "تكساس ساوث ويسترن" إلى أن واحدة من كل 4 حالات مسجلة بهذا المرض يمكن ربطها مباشرة بالتعرض للعفن داخل المنازل.

وفي الدراسة، حلّل الفريق بيانات 231 مريضا شخّصوا بالتهاب الرئة التحسسي في مركز طبي بمدينة دالاس بين عامي 2011 و2019.

وأفادت الدراسة بأن 54 مريضا من العينة معظمهم في أوائل الستينيات من العمر تعرضوا للعفن المنزلي المزمن، و90% منهم أُصيبوا بتليّف رئوي، بينما احتاج نحو 41% إلى العلاج بالأكسجين.

وأوضح الباحثون أن العفن يجد بيئة مثالية للنمو في أماكن تسرّب المياه، مثل الحمامات وغرف النوم ووحدات التكييف، خاصة في المنازل القديمة أو غير المجهزة لمواجهة تغيّرات المناخ، كالفيضانات أو الرطوبة العالية.

واستند التشخيص إلى مراجعة متخصصة شملت: تصويرا مقطعيا عالي الدقة وتحليلا لخلايا الرئة بعد غسل القصبات وخزعات نسيجية واستبيانا دقيقا حول التعرض البيئي أعده أطباء مختصون. وتم التأكد من إزالة العفن عندما أُزيلت المواد الملوثة أو تم إصلاح التسرب، أو عند انتقال المريض إلى سكن آخر.

وأظهرت الدراسة أن 5 من أصل 41 مريضا توقفوا عن التعرض للعفن شهدوا تحسنا في السعة الحيوية الزفيرية القسرية بأكثر من 10% خلال 4 أشهر فقط، بما في ذلك 4 مرضى مصابين بتليّف رئوي، وهي فئة تُعتبر عادة أقل استجابة للعلاج. ولم يُسجل أي تدهور في الحالة بعد إزالة مصدر العفن.

كما بلغ متوسط البقاء دون الحاجة إلى زراعة رئة نحو 97.7 شهرا، وهو معدل يماثل من تعرضوا لعوامل بيئية أخرى مثل العفن الخارجي أو مستضدات الطيور.

ويرتبط العفن المنزلي أيضا بأمراض مثل الربو والتهاب الجيوب الأنفية المزمن والحساسية الفطرية الرئوية. إلا أن تشخيص هذه الحالات لا يزال صعبا، بسبب غياب أدوات اختبار معتمدة أو سجل دقيق لحالات التعرض البيئي.

وحذّر الباحثون من تجاهل تأثير العفن داخل المنازل، واعتبروه سببا يمكن الوقاية منه، داعين الأطباء إلى أخذ ظروف السكن بعين الاعتبار عند تقييم مرضى الجهاز التنفسي، لا سيما مع تصاعد الفيضانات والرطوبة بسبب تغيّر المناخ.

نشرت نتائج الدراسة في مجلة PLOS ONE.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.