نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لماذا يحب الرجال والنساء تقبيل الشفاه؟ أسرار علمية ونفسية وراء عادة إنسانية منذ مهد الحضارات - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 08:23 مساءً
في عالم تتنوع فيه الثقافات وتختلف فيه طقوس الحب، يظل التقبيل أحد أكثر السلوكيات البشرية غموضًا وإثارة للفضول. هذه العادة، التي تعود جذورها إلى آلاف السنين، لم تكن دومًا جزءًا من الثقافة الإنسانية، لكنها اليوم باتت تعبيرًا عالميًا عن العاطفة والارتباط؛ فما سر هذه العادة؟ ولماذا نحبها؟
التقبيل في التاريخ: طقس عاطفي قديم
منذ فجر الحضارات، وثقت النقوش والمخطوطات ممارسة التقبيل لدى شعوب كالسومريين والمصريين والفرس والإغريق، لكن هذه العادة انحسرت نسبيًا مع انتشار المسيحية، ثم عادت للظهور في القرن الحادي عشر، خصوصًا في الأدب والرومانسية الأوروبية، كما في أعمال شكسبير.
هل التقبيل غريزة أم سلوك مكتسب؟
الجدل ما يزال قائمًا. بعض العلماء يرون في التقبيل سلوكًا مكتسبًا لا يتواجد في جميع الثقافات، إذ توجد مجتمعات لا تمارس التقبيل ولا ترى فيه وسيلة للتعبير عن الحب؛ بالمقابل، هناك من يرى أن للتقبيل جذورًا بيولوجية، تعود إلى سلوك الأمهات مع أطفالهن، حيث كانت الأمهات في العصور القديمة يمضغن الطعام ويضعنه في أفواه أطفالهن، مما قد يفسر العلاقة بين التقبيل والراحة والحنان.
التقبيل من منظور علم النفس والأحياء
عند الأطفال، لا تقتصر الرضاعة على كونها وسيلة للتغذية، بل تمثل رابطًا عاطفيًا متينًا بين الأم ورضيعها. وقد تكون تجربة التقبيل استرجاعًا لا شعوريًا لتلك الذكريات العاطفية الأولى، كذلك، تشير دراسات حديثة إلى أن التقبيل لدى النساء يمكن أن يكون وسيلة لاختيار الشريك المناسب من الناحية البيولوجية، استنادًا إلى تفاعل الجهاز المناعي مع مركبات MHC في رائحة الرجل.
الرجال والنساء والتقبيل اختلاف في التوقيت والهدف
تكشف الأبحاث عن تباين في دافع التقبيل بين الجنسين، فالرجال يميلون إلى التقبيل قبل العلاقة الحميمة بغرض زيادة الإثارة، بينما تفضل النساء التقبيل بعد الممارسة لتعزيز الارتباط العاطفي وتوطيد العلاقة.
كيمياء الدماغ والتطور العاطفي
العلاقة بين التقبيل والهرمونات لا تقل إثارة، ففي بدايات العلاقات، يفرز الدماغ هرمون الدوبامين الذي يخلق إحساس "الوقوع في الحب" ويزيد من الإثارة والتعلق. أما في المراحل المتقدمة من العلاقة، فإن التقبيل يثير إفراز الأوكسيتوسين، هرمون الارتباط العاطفي، والذي يعزز الاستقرار والحميمية بين الشريكين.
التفسير الحسي الشفاه واللسان بوابتان للإحساس
من الناحية الحسية، تعد الشفاه واللسان من أكثر أجزاء الجسم امتلاءً بالنهايات العصبية، ما يجعل تجربة التقبيل مفعمة بالإحساس واللذة، لذلك فالتقبيل ليس مجرد طقس رمزي، بل تجربة حسية متكاملة تستدعي استجابة عصبية وعاطفية فريدة.
سواء أكان غريزة متجذرة أم سلوكًا مكتسبًا، فإن التقبيل يظل ظاهرة إنسانية معقدة تربط بين البيولوجيا والعاطفة والثقافة، ومع استمرار الدراسات حول هذا السلوك، يبقى التقبيل فعلًا إنسانيًا عالميًا يُترجم الحب بمختلف لغاته وأبعاده.
لماذا نحب التقبيل، فوائد التقبيل، التقبيل عند الرجال والنساء، التقبيل والهرمونات، التقبيل والعاطفة، تاريخ التقبيل، ثقافة التقبيل، الأوكسيتوسين والدوبامين، التقبيل والشفاه، التقبيل والحب،