شهادة من داخل الجحيم.. أسير يروي تفاصيل مأساوية عن استشهاد محجوب علي - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شهادة من داخل الجحيم.. أسير يروي تفاصيل مأساوية عن استشهاد محجوب علي - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 10:29 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

في مشهد مؤلم يعكس قسوة الظروف التي يعاني منها المعتقلون داخل سجون مليشيا الدعم السريع، كشفت شهادات حية من أحد الأسرى السابقين عن استشهاد الموظف بإدارة التسهيلات بمطار الخرطوم الدولي، محجوب علي، نتيجة التعذيب الشديد وسوء المعاملة وندرة المياه داخل المعتقلات التي تديرها المليشيا.

استشهاد محجوب علي بعد معاناة مروعة في المعتقل

وأفادت مصادر مطلعة لـ”سونا” أن الشهيد محجوب علي كان قد اعتقلته مليشيا الدعم السريع في منتصف مايو 2023م لمجرد حيازته بطاقة عمل رسمية صادرة عن شركة مطارات السودان المحدودة، حيث جرى اقتياده إلى أحد معتقلات الهيئة التابعة للمليشيا، وظل محتجزًا في ظروف مأساوية حتى لقي حتفه متأثرًا بالعطش وسوء المعاملة والتعذيب.

شهادة أسير سابق تؤكد صمود الشهيد تحت التعذيب

وفي شهادة صادمة ومؤلمة، أكد الأستاذ منصور الطيب بابكر، عضو اتحاد أصحاب العمل السوداني، والذي كان محتجزًا مع الشهيد محجوب بنفس المعتقل طيلة شهرين، أن محجوب ضرب أروع الأمثلة في الصمود والثبات رغم شدة التعذيب ومحاولات الاستقطاب التي فشلت جميعها في النيل من موقفه الوطني.

تفاصيل الاعتقال والمعاناة اليومية

وكشف منصور أن المعتقل، الذي يقع في مقر هيئة العمليات، كان عبارة عن “جملون” مكتظ بالأسرى، تفوح منه روائح كريهة، ويعاني من تدهور بيئي خطير وغياب تام لأبسط مقومات الحياة. وأضاف أن الحشرات مثل القمل والبق كانت منتشرة بكثافة في المكان، إلى جانب وجود معتقلين من فئات عمرية مختلفة، بينهم قُصّر تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وآخرين من ذوي الاحتياجات النفسية.

كما ضم المعتقل مواطنين من مختلف أنحاء السودان، ينتمون إلى مهن مدنية وعسكرية، بمن فيهم ضباط من الأمن والاستخبارات الذين سجلوا بدورهم مواقف بطولية في وجه التعذيب المتواصل.

محاولة فاشلة لاستقطاب العسكريين للتعاون مع المليشيا

وبحسب شهادة منصور، فقد حاولت المليشيا استقطاب العسكريين المعتقلين، وعرضت عليهم العفو مقابل التعاون معها في تدريب عناصر الدعم السريع على استخدام بعض الأسلحة، وكذلك استيعابهم في صفوفها. إلا أن الجميع رفض العرض باستثناء عسكري واحد فقط قبل التعاون، بينما رفض الآخرون بكل شجاعة رغم ما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة.

الحصص المائية كانت لا تكفي للبقاء

ومن التفاصيل المأساوية التي كشف عنها منصور، أن حصة المياه اليومية كانت لتراً واحداً للفرد خلال 24 ساعة، رغم الطقس الحار، مما زاد من معاناة المعتقلين وأسهم بشكل مباشر في تدهور حالتهم الصحية، خاصة مع غياب أي رعاية طبية أو تغذية مناسبة.

ترحيل إلى معتقل أكثر سوءًا في سوبا

وفي نهاية شهادته، أوضح منصور أن الشهيد محجوب علي، إلى جانب عدد من العسكريين، تم ترحيلهم إلى معتقل أسوأ في منطقة سوبا في ذات يوم الإفراج عن منصور في يوليو 2023م، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم لاحقًا. ولم يعرف مصيرهم حتى ورد نبأ استشهاد محجوب تحت وطأة التعذيب والعطش.

رواية صادمة تسلط الضوء على جرائم المليشيا

تمثل هذه الرواية توثيقًا حيًا لجرائم وانتهاكات جسيمة تمارسها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين والأسرى، وتؤكد أن ما جرى داخل المعتقلات لم يكن استثناءً، بل نمطًا ممنهجًا من سوء المعاملة والتعذيب المفضي إلى الموت.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.