نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أمريكا وإسرائيل.. خلاف حقيقي أم ضبط سياسي؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 24 مايو 2025 04:46 صباحاً
هل حقاً ثمة خلاف حقيقي بين أمريكا وإسرائيل؟.. السؤال لا يطرح في تل أبيب، حيث تتناول كل ألوان الطيف السياسي يمينه ويساره هذه الخلافات، وسط تفاعلات عن مدى جديتها، وتحذيرات من مخاطرها على مستقبل التحالف الاستراتيجي الإسرائيلي الأمريكي.
إنه سؤال مطروح وبشدة في الأوساط السياسية العربية، ليس من قبيل نظرية المؤامرة التي يتهم العرب بتبنيها، وإنما بموجب التجارب البعيدة والقريبة التي تؤكد في كل مرة أن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، وفق مراقبين، ما هي إلا سجالات تكتيكية، ولا تخرج عن توزيع أدوار وهي بالمحصلة سحابة صيف عابرة، ولا يمكن أن تهز أسس الصرح الاستراتيجي المتين بينهما.
العلاقة بين أمريكا وإسرائيل تتسع وتضيق، تتعمق وتخفت، لكن الروابط السياسية بينهما تظل أقوى من أي روابط أخرى، بينما علاقات البلدين تبقى نموذجاً لأقوى علاقة بين أي دولتين في العالم، وأسمى من أن تشوبها أزمة طارئة، نشبت فقط لأن إسرائيل ترفض في المرحلة الراهنة .
وفي خضم الحرب على غزة، منح الأولوية لجهود السلام مع الفلسطينيين، وتريد المواجهة وتسعى إليها، بينما تجتهد الإدارة الأمريكية لتصفير الحروب والابتعاد عن أجواء التصعيد، وعليه، فالخلاف بين الطرفين هو خلاف أولويات وجدول أعمال فقط.
خلاف أم خداع؟
وربما ستظل آثار أقدام الخلافات هذه مبعثرة على قارعة الطريق من واشنطن إلى تل أبيب، التي لم يزرها ترامب في جولته إلى الشرق الأوسط، بعد أيام من إلغاء وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، زيارته إلى إسرائيل، وهذه لهجة لم تعهدها تل أبيب من واشنطن، ما يؤشر على أن الخلافات حقيقية.
ويرى مراقبون أن هذه خلافات عابرة وإن شابها بعض الجفاف، إذ وفق القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، فالخلاف القائم هو بين أمريكا ونتانياهو، وليس بين أمريكا وإسرائيل، فالموقف الأمريكي ثابت وراسخ تجاه إسرائيل، على حد تعبيره.
يقول البرغوثي: «يبدو ترامب حريصاً على مستقبل إسرائيل أكثر من نتانياهو، وثمة تباين في المواقف والرؤى تجاه ملفات المنطقة، وتبعاً لذلك فلن يعول الفلسطينيون على هذه الخلافات الأقرب إلى الخديعة، والعلاقات الباردة بين واشنطن وتل أبيب ستعود إلى ما كانت عليه، بحكم المصالح المشتركة والعلاقات الاستراتيحية التي تربطهما».
أي مصلحة لنتانياهو؟
وجلي أن حكومة نتانياهو لن تقف مكتوفة الأيدي حيال المواقف الأمريكية الجديدة، فنتانياهو قال إنه سيواجه اليمن وإيران لوحده، وهو يملك سلاح تحريك اللوبي اليهودي في أمريكا، وحتى الكونغرس الأمريكي الموالي بشدة لإسرائيل، وإن لم يستعمل هذه الأسلحة بعد.
ولأن مصلحة نتانياهو تكمن في المجابهة، فهو يسعى لإشعال الحرائق في الحدائق الخلفية لإيران، من خلال الاستمرار في ضرب نفوذها في اليمن، بهدف جر طهران إلى التصعيد، حتى وإن وضع نفسه في موقف حرج مع ترامب.
ولا يعكس الخلاف بين أمريكا وإسرائيل تراجعاً عن التحالف الإستراتيجي، لكن ثمة تشابه سياسات بين ترامب وبوش الأب في رفض الخضوع للابتزاز الإسرائيلي، وضبط تل أبيب وفق المصالح الأمريكية، من خلال الضغط السياسي، هكذا تقول قراءة التاريخ بين البلدين.
وهكذا أيضاً يقول الكاتب والمحلل السياسي مهند عبدالحميد، موضحاً: «الخلاف لا يمس جوهر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، لكنه يعكس تعارضاً في الأولويات بين نتانياهو وترامب، الأول يتبنى سياسة تصعيد الحرب في غزة، وتسخين الأجواء في المنطقة، وهذا لا ينسجم مع رؤية ترامب».