نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تكامل استراتيجي بين قاذفة أمريكية جد متطورة ومقاتلات إف-16 المغربية استعدادا لأي مستجد عالمي - تليجراف الخليج اليوم السبت 24 مايو 2025 02:05 مساءً
في سابقة تعكس متانة التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، نفذت طائرة قاذفة من طراز B-52H Stratofortress، وهي واحدة من أكثر القاذفات الاستراتيجية تطورا في الترسانة الجوية الأمريكية، مهمة جوية تكاملية رفقة مقاتلات "إف-16" المغربية، وذلك في إطار مناورات "الأسد الإفريقي 2025"، والتي تعد من أكبر المناورات متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية.
والتحمت القاذفة الأمريكية، التي أقلعت من قاعدة "مورون" الجوية بإسبانيا، في الأجواء مع الطائرات المغربية في تنسيق دقيق ومحسوب يعكس جاهزية الأطقم الجوية وقدرتها على الاندماج بسلاسة في سيناريوهات متعددة، وضمن مسارح عمليات مختلفة، في خطوة تأتي ضمن ما يعرف بمهمة "راينو القوي"، التي أطلقتها قوة المهام القاذفة في أوروبا لتعزيز التموقع الاستراتيجي الأمريكي وتأكيد التزامه الثابت تجاه حلفائه في شمال إفريقيا.
وحسب ما أفاد به المقدم فينسينت نويل، قائد السرب القاذف الاستكشافي، فإن الغاية من هذه المهمة لا تقتصر على مجرد إظهار القوة، بل تتعداها إلى اختبار القدرة على التدخل السريع والحاسم متى تطلبت الظروف الدولية ذلك، حيث قال: "الجاهزية لا تعني أن تظهر فقط، بل أن تكون مستعدا للرد فورا، وبكفاءة عالية، وهذا ما نبرهن عليه من خلال تمارين ميدانية مع شركائنا الدوليين".
وتبرز هذه المناورة، بما لا يدع مجالا للشك، الدور المحوري الذي بات المغرب يضطلع به على المستوى الأمني في القارة الإفريقية، لاسيما وأن المملكة راكمت، خلال السنوات الأخيرة، خبرة معتبرة في مجال الشراكات العسكرية الدولية، ما يجعلها اليوم حليفا موثوقا في معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي.
ولا تعتبر المهمة الجوية المشتركة بين القاذفة الأميركية والمقاتلات المغربية مجرد استعراض للقوة فقط، بل هي رسالة واضحة موجهة إلى كل من يهمه الأمر؛ مفادها أن التنسيق العسكري بين واشنطن والرباط ليس ظرفيا، بل هو جزء من رؤية استراتيجية طويلة الأمد، تستشرف التحولات الجيوسياسية وتستعد لها بما يلزم من يقظة وتحرك ميداني فعّال.
وينتظر أن تتواصل مثل هذه التمارين في إطار سلسلة من المبادرات العسكرية المشتركة، التي تندرج في صلب سياسة الدفاع الإقليمي والدولي، وتعكس رغبة البلدين في التصدي لأي تهديدات محتملة قد تعصف بأمن واستقرار المنطقة.