كوزمين والشارقة .. وداع جماهيري وتقدير إداري - تليجراف الخليج

في مشهدٍ يجمع بين الوداع والامتنان، يخوض المدرب الروماني أولاريو كوزمين مباراته الأخيرة مع نادي الشارقة مساء اليوم أمام الوصل، ضمن الجولة الختامية من دوري أدنوك للمحترفين، ليُسدل الستار على واحدة من أنجح فتراته التدريبية في الكرة الإماراتية، امتدت لأربع سنوات، استقبلت خلالها خزائن الفريق 5 ألقاب محلية وقارية.

ومنذ أن تولى كوزمين دفة القيادة الفنية للشارقة في سبتمبر 2021، قاد الفريق إلى مستويات تنافسية عالية ونجح في غرس شخصية البطل في نفوس لاعبيه، ورغم أن لقب الدوري بقي مستعصياً، إلا أن الرصيد الكلي من البطولات يعكس حجم النجاح الذي حققه المدرب المخضرم.

وإلى جانب هذه الألقاب، قاد كوزمين الشارقة لنهائيين إضافيين على الأقل، وحافظ على تواجد الفريق في المربع الذهبي للدوري في معظم فترات إشرافه، بالإضافة إلى مشاركات خارجية مشرفة في دوري أبطال آسيا.

ورغم هذا السجل الذهبي، ظل لقب الدوري الحلم الوحيد الذي استعصى على كوزمين مع الشارقة، حيث حلّ الفريق في مركز الوصافة في موسم 2022 - 2023، وكان منافساً قوياً في مواسم أخرى، لكن فقدان النقاط في اللحظات الحاسمة حال دون التتويج باللقب الأغلى محلياً في عهده.

ومن المتوقع أن يحظى كوزمين بوداع خاص من جماهير الشارقة في ملعب الفريق، إذ تسعى إدارة النادي لتكريم الرجل الذي أعاد الفريق إلى منصات التتويج، وأرسى قواعد الاستقرار الفني.

وعبّرت الإدارة في تصريحات سابقة عن شكرها وامتنانها للمدرب، مؤكدة أن العلاقة ستبقى قائمة على الاحترام والتقدير.

ينهي أولاريو كوزمين رحلته مع الشارقة وقد ترك بصمة لا تُمحى، ليس فقط في البطولات، بل في الأداء، والشخصية التي أضافها للفريق، ومع انتقاله إلى مهمة وطنية جديدة، يُنتظر أن يمتد تأثيره إلى ساحة أوسع، حيث يقود طموحات الكرة الإماراتية على مستوى المنتخبات.

وسيبدأ الروماني كوزمين مباشرة مهمته الجديدة كمدرب لمنتخب الإمارات الأول، وهو الدور الذي طالما طُرح اسمه له، خصوصاً في ظل معرفته العميقة بكرة القدم الإماراتية، وخبرته الطويلة مع أنديتها ومنتخباتها.

وسيكون التحدي الجديد فرصة لكوزمين لقيادة «الأبيض» نحو مرحلة بناء جديدة، تتطلب انضباطاً تكتيكياً وشخصية قيادية صارمة، وهما من أبرز سماته الفنية.