في عيد الاستقلال: نحن من دفع ثمن الحب، وهم من قبضوه - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: في عيد الاستقلال: نحن من دفع ثمن الحب، وهم من قبضوه - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2025 11:44 صباحاً

كل عام والوطن بألف خير بمناسبة عيد الاستقلال الخامس والسبعين.

في هذا اليوم الوطني العزيز، أقول إن الوطن الذي أحببناه بصدق لم يكن حبه مجانًا، كما يتوهم البعض. لقد دفعنا ثمن هذا الحب من أعمارنا، من مستقبلنا، من زهرة شبابنا، ومن لقمة عيشنا وعيش أطفالنا.

لم نكن من أولئك الذين سلّموا إرادتهم لطبقة تغلغلت في مفاصل الدولة وسيطرت على مقدراتها.

طبقة أحكمت قبضتها على القرار، وباعت مقدرات الوطن، وأغرقته في ديون داخلية وخارجية حتى باتت أرقام المديونية عبئًا ثقيلًا يخنق كل مواطن.

اتبعت نهج الإفقار والتجويع، لا الإصلاح والتمكين، وكان هدفها تركيع الشعب لا خدمته. واجهت كل صوت حر، وحاربت كل رأي ناقد، حتى بات الحديث عن الواقع المؤلم جرمًا يُحاسب عليه صاحبه.

في عيد الاستقلال، نرفع الصوت عالياً:

نحن من دفع ثمن الحب،

وهم من قبضوا ثمنه،

لكننا، ورغم الألم، ما زلنا نحب هذا الوطن، ونحلم له بغدٍ أفضل… وطن لا تسرقه فئات، ولا تُكمم فيه الأفواه.

وأستغل هذه المناسبة الوطنية لتوجيه رسالة إلى دوائر صنع القرار، إن كانت هناك آذان صاغية:

ليكن هذا اليوم بداية لعهد جديد، يكون فيه الشعب شريكًا حقيقيًا في إدارة الدولة.

وليكن أول الغيث، الإفراج عن معتقلي الرأي في الأردن، ولنجلس جميعًا – بصفتنا أبناء هذا الوطن – على طاولة مستديرة، نتحاور، نفكر، ونتشارك الرأي بصوت عالٍ: كيف ننهض بالوطن؟ كيف نحميه من أطماع الكيان الغاصب؟ كيف نستعيد دورنا الإقليمي؟ كيف نصنع مستقبلاً يليق بنا وبأبنائنا؟

فالوطن يزدهر في استقلاله، لا حين تُرفع الرايات فقط، بل حين يكون جميع أبنائه أحراراً، لا بين معتقل وفقر وعوز.

فمتى كانت الأم تفرح وأبناؤها في ضيق؟

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.