رجال الحركة الوطنية الأردنية والاستقلال - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: رجال الحركة الوطنية الأردنية والاستقلال - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2025 11:44 صباحاً

 تحتفل بلدنا الحبيب في مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الاستقلال .هذا العيد الذي لم يأت من فراغ بل تطلب تحقيقه بطولات وتضحيات لجهات عدة تعاونت وتظافرت مع بعضها حتى وصلوا لأمانيهم وتطلعات شعوبهم،كانت الحركة الوطنية في مقدمة تلك الجهات كحال العديد من الدول العربية .

في هذا العيد لن استحضرالانجازات - والتطورالذي حققها الأردن، ووصل اليها على كافة الصعد بدءا من تحقيق السيادة الوطنية،مرورا بالتطورالسياسي من خلال تطويرالدستور(دستور 47) وتتويجها بصدوردستور 1952، مررا بمحطة القوات السلحة الأردنية ودورها وانجازاتها سواءعلى الصعيد الداخلي أم الخارجي - بل ساتحدث عن رجال الحركة الوطنية الذين ناضلوا وقدّموا وأبعدواوعانوا ما عانوا من أجل تحقيق الأردن لاستقلالها وصولا لأمن الأردن وسلامته.فهؤلاء الجنود المجهولون وأصحاب الأياد البيضاء عليّنا يستحقون منّا الثناء في مثل هذا اليوم . وأقل واجب من أن نقدمه لهم في يوم الاستقلال أن نمرعلى جزءا من تاريخهم العطر، نستذكرماضيهم المشّرف، وأعمالهم البطولية وتضحياتهم من أجل أن ننعم اليوم بالاستقرار.

لقد كان لهؤلاء الرجال وتلك القامات الوطنية من رجال الحركة الوطنية مساهمات واضحة وبارزة في تحقيق الكرامة والأمن والاستقرار لهذا البلد الذي نعيش فيه اليوم ونتفيء بظلاله. لقد رسم رجال الحركة الوطنية بالتعاون مع الملك المؤسسس ملامح الأردن الحديث سياسيا بدولة حديثة محصّنة بدستوروحكومة دستورية تُحاسب أمام المجلس النيابي،قادرة على اتخاذ القراربعيدا عن تدخلات الإنجليز،خالية من أي تبعية سواء كانت سياسية أم اقتصادية،فلهم منّا كل تقدير،وننحني اليوم أمام قاماتهم إجلال وعرفانا وتقديرا لدورهم وبطولاتهم، اعترافا بفضلهم الكبيرعلينا وعلى ما وصلت إليه بلادنا من انجازات،وما حققته للاجيال التي تعاقبت عليه .

كان لرجالات الحركة الوطنية من الأردنيين دوربارز في التصدي للإنجليز مطالبين بتحقيق الاستقلال للبلاد والتخلص من قيود المعاهدة الأردنية –البريطانية، سواء كان أؤلئك الرجال ممن كان يعلمون في البلاد من موظفين حكوميين،أومن خلال زعماء العشائرأوغيرهم،أم ممن كانوا خارج البلاد وخاصة في سوريا ونذكر منهم الدكنورصبحي أبوغنيمة الذي يعد من أوائل رجال الحركة الوطنية في فترة الثلاثينييات من القرن المنصرم بل يعده الكثير بأنه زعيم الحركة الوطنية،حيث كان لمواقفه أن تعرض لمضايقات من الإنجليز والحكومات المتعاقبه أجبرته على مغادرة البلاد وقيادة الحركة الوطنية من الخارج .

لقد كان كثيرمن رجال تلك الحركة من الموظفين، وكثيرا ما كانوا يتعرضون للابعاد أوالنقل من قبل الحكومة وبتوجيهات من الإنجليز وخاصة المعتمد البريطاني في البلاد الذي كان يقبض على زمام الحكم في البلاد من خلال استغلالهم ضعف رؤساء الحكومات أومن خلال مستشاريهم أو من خلال كلوب فيما بعد رئيس أركان الجيش في ذلك الوقت ومن كان قبله .

لقد كانت حهود الحركة الوطنية تصب في هدف واحد ومهم ،وهو الاستقلال ،وهذا لم يكن ليتحقق إلا من خلال تعديل المعاهدة الأردنية الموقعة مع بريطانيا عام 1928، أوالعمل على إلغاءها،فقد كانت كالاغلال تقيّد البلاد سياسيا واقتصاديا وعسكريا.وقد ناضل رجال الحركة الوطنية للوصول لمبتغاهم بوسائل شتى توزعت بين تنظيم الأحزاب أومن خلال المؤتمرات الوطنية ،أومن خلال تنظيم المسيرات والاحتجاجات التي تندد بالأجنبي وتطالب بطرده،وتطالب بالحريات التي كانت بريطانيا تعمل على تحجيمها بكل السبل،كما كان لمدرسي تلك الفترة دوركبيرفي شحن الطلبة بالقيم الوطنية والكرامة والتحرر من التبعية فكان لهم دوركبير في زيادة الوعي ،وقد كللت تلك الجهود بالاستقلال،وكان من أبروأؤلئك المدرسين : سعيد الدرة، منيف الرزاز،الشيخ بهاء الدين العابودي، حسني فريز،وحمد الفرحان،حسن البرقاوي،ومتري حمارنه وزاهي الشاعر وعبد المعم الرفاعي وغيرهم .

في هذا اليوم نستذكر رواد الاستقلال وصناعه بقيادة الملك المؤسس وهم : مصطفى وهبي التل ( عرار) شاعرالأردن، وحسين باشا الطراونة،وطاهر الجقة ( رئيس بلدية العاصمة عمان) وسليمان السودي الروسان،وعادل العظمة، وسالم باشا الهنداوي، وسالم سليمان أبو الغنم ،ونمرالحمود العربيات ،والشيخ محمد باشا الحسين العواملة، والشيخ ومحمد الحمود الخصاونة وشمس الدين سامي الشركسي ، ومحمد حجازي وسامي حجازي،أحمد التل ،وماجد العدوان،مثقال الفايز،وحديثة الخريشا ونجيب أبوالشعر،وأمين الخصاونة،علي خلقي الشرايري،وراشد الخزاعي ( زعيم جبل عجلون )،ومحمود الفتيش، والشيخ ابراهيم العبدالله العبيدات، قاسم ملحس،محمد السعد البطاينة،ومحمد السمرين خريس،وعلي نيازي التل،وسليمان النابلسي وعبدالله النمر،ومحمد عودة القرعان ومحمد المحيسن،وغيرهم المئات من يتعذر تعدادهم في هذه المقالة القصيرة.

رحم الله أؤلئك الأوائل الذين دافعوا عن الأردن واستقلاله عام 1946م ،ومن جاء بعدهم ممن تمم الاستقلال بقيادة الحسين بتعريبه الجيش عام 1956م والخلاص من المعونة البريطانية وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957م والاستعاضة عنها بالمعونة العربية،ليبدأ الأردن من بعده مسيرة الصمود في وجه المكائد العربية حتى تمكن بفضل الله والحسين بن طلال وجيشه ورجاله من التصدي لكل المتآمرين،لكنه تابع تقدمه بإصرار وعزيمة في مجالات شتى المجالات رغم كل الاعاصيرالتي واجهته.وها هي المسيرة مستمرة بنجاح في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بحنكته ورجال الأردن المخلصين.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.