هبوط الذهب إلى 3338 دولارًا مع تراجع الإقبال وسط تهدئة تجارية أمريكية أوروبية - تليجراف الخليج

شهدت أسعار الذهب تراجعًا واضحًا اليوم الثلاثاء، حيث انخفضت إلى مستوى 3338 دولارًا للأوقية، مدفوعة بانخفاض الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ويعزى هذا الانخفاض إلى تصاعد الآمال بتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ما قلل من حدة المخاوف التي كانت تسيطر على الأسواق العالمية خلال الأسابيع الأخيرة.

الاتحاد الأوروبي يسعى لتجنب مواجهة جمركية مع واشنطن

وجاء هذا التراجع في أسعار الذهب في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي عن تسريع خطوات التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، في مسعى لتفادي نشوب حرب تجارية عبر الأطلسي. وقد ساهم هذا الإعلان في تهدئة الأسواق، لا سيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة خمسين في المئة على المنتجات الأوروبية اعتبارًا من بداية يونيو، وهو الموعد الذي تم تأجيله إلى التاسع من يوليو، لمنح المفاوضات فرصة إضافية.

استمرار الحذر في الأسواق رغم التحسن النسبي

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال حالة من الترقب والحذر تهيمن على المستثمرين في الأسواق العالمية، في ظل استمرار عدد من العوامل المؤثرة. من أبرز تلك العوامل اتساع فجوة العجز في الموازنة الأمريكية، واستمرار التوترات الجيوسياسية في مناطق متوترة مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا، ما قد يعيد الطلب على الذهب كأداة تحوط إلى الواجهة في أي لحظة.

الذهب يفقد جاذبيته مؤقتًا لصالح الأصول المخاطِرة

مع هذا التحسن المؤقت في المزاج الاستثماري العالمي، اتجه العديد من المستثمرين نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة والمخاطر الأعلى، في حين تراجع الطلب على الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا. ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه على المدى القصير إذا ما حافظت المفاوضات الأمريكية الأوروبية على وتيرتها الإيجابية، مع بقاء أعين الأسواق مفتوحة على مستجدات المشهد الجيوسياسي والاقتصادي العالمي.

ترقب لبيانات التضخم الأمريكية كمحدد رئيسي للمسار المقبل

تنتظر الأسواق العالمية صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة المقبل، وهي بيانات تعتبرها الأسواق مؤشرًا حيويًا لتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة. وقد يكون لهذه البيانات تأثير مباشر على أسعار الذهب، إذ إن أي دلالة على استمرار التضخم المرتفع قد تدفع المجلس لتشديد السياسة النقدية، وهو ما قد يؤثر سلبًا أو إيجابًا على المعدن الأصفر وفقًا لحركة الدولار الأمريكي.