نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ثنية شحمة الأذن… هل تنبئ بمشكلات خطيرة في القلب؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 5 يونيو 2025 09:50 صباحاً
قد تكون طية صغيرة في شحمة أذنك مؤشرا مبكرا على خطر الإصابة بأمراض قلبية خطيرة، وفقا لما أظهرته مجموعة من الدراسات الطبية على مدى عقود.
ورغم أن معظم الناس لا يلاحظون تفاصيل آذانهم عند الوقوف أمام المرآة، فإن تلك الطية الدقيقة، المعروفة طبيا باسم "ثنية شحمة الأذن القطرية" أو (DELC)، تستحق اهتماما أكبر مما نتصور.
ملاحظة طبية غريبة تحوّلت إلى علامة سريرية
بدأ كل شيء في سبعينات القرن الماضي عندما لاحظ الدكتور ساندرز تي فرانك، اختصاصي أمراض الرئة من ولاية كونيتيكت، وجود ثنية مميزة في شحمة أذن 20 مريضا كان يعالجهم من الذبحة الصدرية. وقد أثارت هذه الملاحظة فضوله، مما دفعه للربط بين هذه العلامة الخارجية البسيطة وبين مشكلات القلب، فأُطلق على هذه الطية لاحقا اسم "علامة فرانك"، وفقا لموقع ladbible.
تمتد هذه الثنية عادة من أعلى شحمة الأذن باتجاه طرفها السفلي، ويُعتقد أنها تتكون نتيجة فقدان الألياف المرنة في الجلد. ورغم بساطتها الظاهرة، إلا أن وجودها بات يُنظر إليه كمؤشر محتمل على ضعف الدورة الدموية، وربما وجود أمراض قلبية كامنة.
العلاقة بين الأذن والقلب
تشير بعض التفسيرات إلى أن الأذنين والقلب يشتركان في شبكة إمداد دموي دقيقة، وخاصة من خلال الشرايين الطرفية، وإذا تعرض تدفق الدم إلى الأذنين للضعف، فقد يكون ذلك انعكاسا لما يحدث في القلب نفسه.
دراسات طبية عديدة دعمت هذا الربط، ففي عام 2013، خلص بحث علمي إلى وجود علاقة واضحة بين ثنية شحمة الأذن وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية، مثل انسداد الشرايين التاجية والنوبات القلبية، وفي 2016، وُصفت هذه الثنية بأنها أداة بسيطة ومحتملة للكشف المبكر عن مرض الشريان التاجي، وإن بقيت الحاجة إلى مزيد من الدراسة قائمة.
وفي عام 2017، اتضح أن هذه الثنية قد تكون مرتبطة كذلك بخطر الإصابة بالسكتات الدماغية، ما يعزز فرضية أن "علامة فرانك" ليست مجرد صدفة جلدية.
مؤشرات بيولوجية تدعم النظرية
دراسات لاحقة أضافت مزيدا من الأدلة، ففي عام 2021، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم ثنية في شحمة الأذن ويعانون من أمراض القلب لديهم مستويات منخفضة من هرمونات مثل الأدروبين والإيريسين، والتي تلعب دورا في حماية الشرايين، كما أظهرت دراسة أخرى انخفاضا في هرمون Klotho، المرتبط بإبطاء الشيخوخة، لدى نفس الفئة.
أما أحدث الأبحاث، والتي نُشرت في عام 2024، فقد ربطت بين وجود ثنية شحمة الأذن وارتفاع خطر الإصابة بالرجفان الأذيني لدى مرضى الشريان التاجي، وهو اضطراب قلبي يزيد من احتمالات الإصابة بمضاعفات خطيرة.
تحذير... وليس حكما نهائيا
رغم كل هذه المؤشرات، يحذر الخبراء من التسرع في الاستنتاج. فكما يؤكد البروفيسور تيم تشيكو، أستاذ أمراض القلب في جامعة شيفيلد: "وجود ثنية في شحمة الأذن لا يعني بالضرورة أنك ستُصاب بأزمة قلبية، لكنها دعوة للتأمل في صحتك العامة".
ويضيف: "أمراض القلب لا تقتصر على القلب وحده، بل تؤثر على الأوعية الدموية في الجسم كافة، بما في ذلك الدماغ والكليتان، وحتى قد تسهم في ظهور الخرف".
من هنا، يُنصح كل من يلاحظ هذه الطية أن يأخذ صحته القلبية على محمل الجد، لا بالخوف، بل بالوقاية من خلال الامتناع عن التدخين، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن.
رغم أن "علامة فرانك" ليست أداة تشخيصية قاطعة، إلا أن تراكم الأدلة يدعو إلى النظر إليها كإشارة تستحق الانتباه، فإذا لاحظت وجود هذه الطية في أذنك، فربما حان الوقت لفحص قلبك، قبل أن ينبّهك بأعراض أكثر قسوة.