نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سيدات الوصل للكرة الطائرة.. مسيرة تتحدث لغة البطولات - تليجراف الخليج اليوم السبت 7 يونيو 2025 09:45 صباحاً
في قلب «زعبيل»، حيث تنبض الحياة الرياضية في نادي الوصل، لا تتوقف الإنجازات عند حدود المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى الصالات، حيث يبرز الفريق النسائي في لعبة الكرة الطائرة، الذي أثبت حضوره وتميّزه عبر سنوات طويلة من العطاء، في مكانٍ اعتاد أن يكون مصنعاً للبطلات، تقف سيدات الوصل للكرة الطائرة شامخات، يحملن شعار النادي بشغف وانتماء، ويتقاسمن الطموح نفسه: «أن نكون دائماً في القمة».
في هذا التقرير، ترصد «تليجراف الخليج» مشوار الفريق خلال الفترة الأخيرة، وتفتح نافذة على كواليس الروح الجماعية، وأحلام التتويج، والخطط الطموحة للمواسم المقبلة، من المدربة القديرة يسرية شجيع التي رافقت جيلاً بعد جيل، إلى اللاعبات الشابات اللواتي وُلدن في أحضان الشعار الأصفر، وصولاً إلى دعم الإدارة، تبرز ملامح منظومة رياضية تعمل بصمت، وتؤمن أن التفوّق لا يتحقق بالحظ، بل بالإخلاص والانتماء. هنا، تُروى التفاصيل على لسان من صنعن الحكاية، في تصريحات لـ«تليجراف الخليج» لتصل مباشرة إلى قلب القارئ.
خطى ثابتة
منذ أكثر من عقدين، تمضي المدربة يسرية شجيع بخطى ثابتة في قيادة فريق سيدات الوصل للكرة الطائرة، حيث بدأت كمساعدة مدرب منذ عام 2004، قبل أن تتولى مسؤولية الفريق الأول إلى جانب فريق الشابات منذ عام 2006، في مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات والتحديات.
أكدت شجيع أن الفريق حصد بطولة الدوري أكثر من 14 مرة تحت قيادتها، وفي المواسم التي لم يتوَّج فيها الفريق باللقب، كان دائم الحضور على منصات التتويج ضمن المراكز الثلاثة الأولى، وأضافت: «حققنا بطولة العرب التي تُنظَّم في الشارقة كل عامين، وفزنا بها ثلاث مرات، أما دوري الشابات، فقد أُقيم لمدة 7 سنوات، واستطعنا خلالها الفوز باللقب في 5 مواسم»، وتشير شجيع إلى أن معظم لاعبات منتخب الإمارات للسيدات في الكرة الطائرة ينتمين إلى صفوف فريق الوصل، ما يعكس حجم العمل القاعدي الذي يُبذل داخل النادي.
وعن تقييمها لأداء الفريق هذا الموسم، قالت: «كنا حاضرين في النهائيات، لكن للأسف تعرضت ألينا أفضل لاعبة في الفريق لإصابة خلال المرحلة الحاسمة، ما أثر على النتائج بشكل واضح»، وأشارت إلى أن الفريق يمر حالياً بمرحلة إحلال وتجديد، بعد غياب أكثر من خمس لاعبات من صاحبات الخبرة، نتيجة الاعتزال أو ظروف الزواج والأمومة.
وأوضحت شجيع أن إدارة الفريق وضعت خطة مدروسة للمرحلة المقبلة، قائلة: «بدأنا منذ عامين بالاعتماد على مجموعة من الشابات المتميزات، لدينا حالياً لاعبات من مواليد 2010 و2011 ضمن قائمة الفريق، وسيتم تصعيدهن للمشاركة مع الفريق الأول اعتباراً من الموسم المقبل»، وأضافت: «كرة الطائرة لعبة تراكمية، تعتمد على الخبرة والسنوات، لذا نركز على بناء المهارات الأساسية ووضع برنامج بدني خاص لكل لاعبة للوصول إلى القوة والجاهزية المطلوبة، خاصة أن اللعبة تعتمد على القفز والقوة في آنٍ واحد».
واختتمت المدربة حديثها بالكشف عن أهداف واضحة للموسم الجديد، مؤكدة أن «بطولة الدوري تأتي في مقدمة الطموحات، إلى جانب المنافسة على البطولة العربية، والعمل على تجهيز كادر يستطيع حسم البطولات»، كما أعربت عن أملها في عودة بطولة الشابات التي توقفت منذ جائحة كورونا، مؤكدة أهمية هذه الفئة في مستقبل اللعبة.
وبخبرة تمتد لأكثر من عشرين عاماً، تُعد كليثم المنصوري، قائدة فريق سيدات الوصل، واحدة من الركائز الأساسية للفريق وصاحبة حضور مؤثر داخل الملعب وخارجه.. بدأت رحلتها مع الرياضة منذ سن مبكرة، من خلال المشاركة في أنشطة المدارس، ثم انضمت إلى فريق وزارة التربية والتعليم، قبل أن تلتحق رسمياً بفريق سيدات الوصل في عام 2002 بدعوة من الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم، المشرفة على فريق الكرة الطائرة للسيدات بنادي الوصل، لتبدأ رحلة من الانتماء والولاء.
وفي تصريحاتها، وصفت كليثم أداء الفريق هذا الموسم بأنه «ممتاز»، مشيدة بروح العمل الجماعي والدعم المتبادل بين اللاعبات والجهاز الفني، واستحضرت إحدى اللحظات المؤثرة قائلة: «في مباراة الدور الأول أمام الشارقة، كنّا متقدمات بشوطين مقابل لا شيء، ثم انقلبت النتيجة لصالح الشارقة بثلاثة أشواط مقابل شوطين، رغم أدائنا القوي في البداية.. كانت لحظة صعبة، لكنها منحتنا دروساً كبيرة».
وعن الفارق الذي تلمسه كلاعبة داخل نادي الوصل، أوضحت كليثم أن «التميّز الحقيقي يكمن في روح التعاون والمحبة بين اللاعبات، إضافة إلى دعم الجهاز الإداري والطاقم الطبي»، وأضافت: «يكفي وجود الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم بيننا، فهي داعم حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
ولا تقتصر طموحات كليثم على الفوز في المباريات، بل تتطلع أيضاً إلى تطوير نفسها على المستوى الشخصي، قائلة: «أطمح إلى مواصلة المشوار مع الفريق بهدف المنافسة على لقب الدوري في الموسم المقبل، كما أسعى للالتحاق بدورات تدريبية في مجال اللياقة البدنية، وأفكر مستقبلاً في التخصص بمجال تدريب كرة الطائرة».
بداية حقيقية
وتبرز حصة البلوشي كإحدى الركائز الثابتة داخل الملعب وخارجه، ومنذ أن انضمت إلى صفوف النادي في موسم 2007 - 2008، بدأت رحلتها التي تحولت من تجربة عابرة في المراهقة إلى شغف دائم، ارتبط فيها اسمها بالوفاء والالتزام، كما قالت في حديثها لـ«تليجراف الخليج»: «صارت اللعبة بالنسبة لي شغفاً وطموحاً وتعلّقاً شديداً».
ورغم مرور أكثر من 19 عاماً على حصة في ملاعب الطائرة، لا تزال تتذكر أول مباراة خاضتها مع الفريق الأول، حين منحتها المدربة يسرية شجيع الفرصة وهي لا تزال لاعبة مبتدئة، ووصفت تلك اللحظة قائلة: «كانت مباراة لا تُنسى، لأنها شكّلت بدايتي الحقيقية».
وأضافت: «جميع لحظاتي مع فريق سيدات الوصل عزيزة على قلبي، وأعتز بكل البطولات التي حققتها منذ انطلاقي، لكن الفضل الأكبر في مسيرتي يعود إلى المدربة يسرية شجيع لما قدمته لي من تدريب وثقة، وإلى الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم على دعمها اللامحدود، الذي جعلني أشعر بالانتماء الحقيقي إلى عائلة الوصل».
ولا يقتصر دور حصة على كونها لاعبة، بل تجمع بين مسؤولياتها كأم لطفلتين، وموظفة في شرطة دبي، ورياضية ملتزمة.. ووصفت هذا التحدي بقولها: «كان أكبر تحدٍّ بالنسبة لي هو كيفية التوفيق بين جميع جوانب حياتي، لكن بفضل الله، ودعم عائلتي وفريقي وزوجي، استطعت أن أكون قدوة لبناتي، وأمهّد لهن الطريق لدخول المجال الرياضي». أما عن أجواء الفريق هذا الموسم، فأكدت أن سر النجاح ينطلق من الداخل، قائلة: «نحن في فريق سيدات الوصل نعتبر أنفسنا عائلة قبل أن نكون فريقاً».
واختتمت حصة حديثها بطموح واضح وثقة كبيرة، قائلة: «الموسم المقبل سيكون نقطة تحول للفريق، وطموحاتنا دائماً لا تعرف الحدود، نطمح إلى المركز الأول،ونسعى لتحقيق ذلك بالأخذ بالأسباب، كما علمتنا الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم».
على الرغم من أن انضمامها إلى فريق سيدات الوصل جاء في عام 2020، إلا أن مروة خالد استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة واضحة في صفوف «الفهود»، كونها لاعبة متميزة، وأيضاً واحدة من عشاق القلعة الصفراء منذ الطفولة.. وقالت: «أنا من مشجعي نادي الوصل، وكانت أمنيتي أن ألعب مع فريق السيدات».
مروة، البالغة من العمر 35 عاماً، وأم لطفلين، بدأت مشوارها الرياضي منذ أيام الدراسة، حيث كانت تمارس مختلف الألعاب، لكن الكرة الطائرة كانت الأقرب إلى قلبها، ومنها انطلقت، لعبت سابقاً في صفوف نادي شباب الأهلي، لكن بعد إلغاء الألعاب الجماعية للسيدات هناك، وجدت ضالتها في الوصل، لتبدأ تجربة وصفتها بـ«المميزة جداً».
وأضافت: «كل مباراة أخوضها وأنا أرتدي قميص الوصل، أفكر أولاً بالشعار الذي أرتديه، وأسعى لأن أكون على قدر هذه المسؤولية». أما عن اللحظات المميزة، فتذكرت مروة تتويج فريقها بلقب دوري السيدات عام 2023، إضافة إلى اختيارها لتمثيل منتخب الإمارات للسيدات عام 2019، وهو ما منحها دفعة قوية للاستمرار على نفس المستوى.
وعن القدوة التي أثّرت في مسيرتها، قالت: «الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم قدوتي وملهمتي، ودائماً تشجعني وتعطيني الحافز لأقدم أفضل ما لدي».
وتطمح مروة لأن تقود فريقها إلى منصات التتويج في البطولات العربية، مؤكدة: «أسعى لاكتساب مزيد من الخبرة، وأهدف إلى المساهمة في نجاح الفريق، سواء بالأداء أو من خلال دعم زميلاتي داخل الملعب». ومنذ أن كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وجدت أمل البلوشي شغفها الحقيقي في ملاعب الكرة الطائرة.
وأكدت أمل أن النادي لم يبخل عليها بشيء، قائلة: «جميع المتطلبات متوفرة بالنسبة لي كلاعبة، وذلك بفضل جهود الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم»، وشدّدت على أن وجود هذه البيئة الداعمة كان عاملاً أساسياً في استمراريتها وتحقيقها للتوازن المطلوب.
وعن أجواء الفريق هذا الموسم، أوضحت أمل أن العلاقة بين اللاعبات لا تقتصر على حدود الملعب، بل تتجاوزها إلى روابط إنسانية وثيقة». أما بشأن طموحاتها المستقبلية، فأكدت أن حلمها يمتد إلى تمثيل المنتخب الإماراتي، قائلة: «أتمنى أن تُنظّم تجمعات منتظمة للمنتخب، لأن لدينا كفاءات عالية من اللاعبات القادرات على استعادة إنجازات الماضي»، وأضافت: «كما أتطلع إلى اهتمام أكبر من الاتحاد بالكرة الطائرة النسائية على مستوى الأندية».