سيدة وعشيقها يتخلصان من زوجها بفرشوط بقنا - تليجراف الخليج

نجحت أجهزة الأمن بمحافظة قنا، في كشف ملابسات واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الشارع الصعيدي، والتي بدأت تفاصيلها بالعثور على جثة مجهولة الهوية ملقاة بجوار ترعة قرب كوبري فرشوط، وبها آثار نحر وطعنات متعددة، في مشهد أكد منذ اللحظة الأولى وجود شبهة جنائية تقف وراء الحادث.

وبالانتقال والفحص، تبين أن الجثة لرجل في الأربعينات من العمر، لا يحمل أي أوراق إثبات شخصية، ما زاد من صعوبة مهمة رجال المباحث في تحديد هويته والوقوف على ملابسات الواقعة. وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى فرشوط المركزي تحت تصرف النيابة العامة، فيما تولت الأجهزة الأمنية عملية جمع المعلومات والتحريات.

أسفرت جهود ضباط مباحث مركز شرطة فرشوط، بقيادة قطاع الأمن العام، عن تحديد هوية المجني عليه، وتبين أنه من مركز أبوتشت شمال قنا، وله معلومات جنائية مسجلة. وكشفت التحريات أن المجني عليه كان على خلافات متكررة مع زوجته منذ فترة، الأمر الذي شكل نقطة انطلاق للوصول إلى خيوط الجريمة.

وبعد تتبع العلاقات الاجتماعية والاتصالات الخاصة بالمجني عليه، توصل فريق البحث إلى خطة محكمة أعدتها زوجته بالاتفاق مع زوج شقيقتها – "عديل المجني عليه" – بغرض التخلص منه نهائيًا. حيث قام المتهمان باستدراجه إلى مركز فرشوط بحجة الذهاب لطبيب للكشف على الزوجة، وأثناء الرحلة، وفي مكان معزول عن أعين الناس، أقدما على تنفيذ جريمتهما بدم بارد.

وتضمنت تفاصيل الجريمة قيام أحد المتهمين بذبح المجني عليه من رقبته باستخدام سلاح أبيض، ثم طعنه عدة مرات بالجسد، للتأكد من مفارقته الحياة، قبل أن يقوما بإلقاء الجثة قرب الترعة المجاورة للكوبري، اعتقادًا بأن التخلص من الجثمان في ذلك الموقع سيبعد عنهما الشبهات.

إلا أن التحريات الدقيقة والموسعة التي أجرتها الأجهزة الأمنية، نجحت في فك شفرة الواقعة، وضبط المتورطين بعد مداهمة منزلهما، حيث تم القبض على الزوجة المتهمة، وزوج شقيقتها، واقتيادهما إلى مركز الشرطة، تمهيدًا لعرضهما على النيابة العامة التي تولت التحقيق في القضية.

وتُعد هذه الجريمة نموذجًا صارخًا لما قد تؤول إليه الخلافات الأسرية عندما تتحول إلى كراهية مميتة، وتدفع أصحابها للتخطيط لقتل أقرب الناس إليهم، ما يؤكد أهمية التدخل المبكر لحل النزاعات الأسرية قبل أن تتطور إلى مآسٍ إنسانية وجنائية بهذا الشكل البشع.