نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشعر.. جسر ثقافي إماراتي بين أفريقيا والعالم العربي - تليجراف الخليج اليوم السبت 7 يونيو 2025 11:19 مساءً
أكد منسقو ملتقيات الشعر في أفريقيا أن دعم الشارقة المتواصل للأنشطة الأدبية في القارة أسهم في إحداث نقلة نوعية في المشهد الثقافي الأفريقي، من خلال مشاريع ثقافية رائدة، أعادت للغة العربية وللشعر العربي حضورهما القوي في الحياة العامة، وفتحت آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي بين المبدعين الأفارقة والعالم العربي، وأجمع هؤلاء أن الشارقة أصبحت ديوان العرب في حفظها التراث الثقافي العربي، ودعم ركائزه التاريخية، ففي وقت يشهد فيه الشعر العربي عزلة في بعض البلدان الأفريقية جاءت مبادرات الشارقة برؤية ثقافية استشرافية، لتعيد الاعتبار للأدب العربي بوصفه وعاء للهوية، وأداة للحوار، ومنصة للتعبير الإنساني.
وأشار المنسقون إلى أن هذه الرؤية المتمثلة بملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسهمت في تأسيس مرحلة ثقافية جديدة في أفريقيا، ما منح مئات الشعراء فرصاً للظهور، والتوثيق، والنشر، ضمن مشاريع متكاملة، ترعاها وتشرف على تنفيذها دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية محلية في كل بلد.
وتحدث المنسقون في تسع دول أفريقية، هي: مالي، وتشاد، وغينيا، والنيجر، ونيجيريا، وجنوب السودان، ونيجيريا، وبنين، وساحل العاج، عن آخر الاستعدادات للدورة الرابعة، التي ستنطلق أولى فعالياتها بدءاً من الشهر الحالي، وذلك من حيث عدد الشعراء، والفعاليات الثقافية المصاحبة للملتقيات.
إحياء اللغة
وأكد د. عبد القادر إدريس ميغا، منسق ملتقى الشعر العربي في جمهورية مالي، إن مبادرة الشارقة لدعم الشعر العربي في أفريقيا تعد من المبادرات الرائدة، التي تعكس رؤية حضارية واسعة لصاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم الثقافة العربية أينما وُجدت، موضحاً بأن المشروع لم يكن مجرد تظاهرة شعرية، بل أصبح منصة حقيقية لإحياء اللغة العربية في بيئات ناطقة بها تاريخياً، كما أسهم في تعزيز مكانة الشعر بوصفه رافعة ثقافية، مشيراً إلى أن الملتقيات أحدثت في مالي نشاطاً ثقافياً غير مسبوق، وأعادت الاعتبار للأدب العربي في بلد يتقاطع فيه العمق الأفريقي بالتراث العربي الإسلامي.
بلورة وتجدد
ولفت د. أحمد أبو الفتح عثمان، منسق ملتقى الشعر العربي في تشاد، إلى أن رعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا تمثل نموذجاً ناصعاً للتكامل الثقافي العربي، وتؤكد الدور الريادي الذي تضطلع به الشارقة، بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم الثقافة واللغة العربية على امتداد الجغرافيا الناطقة بالعربية وخارجها.
تشجيع عميق
وقال د. كبا عمران، منسق الشعر العربي في غينيا: «نشعر أن الشعر العربي الأفريقي بدأ يتنفس بأريحية جديدة، لأنه يستشعر بتقدير خارجي وشرف كبير من بلد عربي، ومن حاكم له مكانته في العالم العربي هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو تشجيع عميق لهذا الشعر، الذي ظل غائباً لمدة طويلة في الساحة الثقافية الأفريقية».
وكشف عن أن الدورة الرابعة ستضم كثيراً من الشعراء الجدد الذين يريدون المشاركة، موضحاً أن المشاركة كانت تقتصر على شعراء منطقة العاصمة، أما الآن يشارك فيشارك شعراء من جميع أقاليم غينيا، بل يأتي إليها من خارج غينيا الراغبون في المشاركة.
وأشار إلى أنه بفضل الملتقى ارتفعت ثقة بعض الشعراء بأنفسهم وبقريحتهم الأدبية، وخاصة أن بعضهم كانوا في تجربتهم الأولى، مؤكداً أن هذه الملتقيات غرست في نفوس الشعراء طموحات عالية، ويقظة ثقافية بصدى كبير.
تجليات جمالية
وقال د. آمدو علي إبراهيم، المنسق الثقافي في النيجر: «إن الشارقة عاصمة ثقافية ما زالت تحتفي بصدى الشعر على مدار الأعوام بسعي جميل من صاحب السمو حاكم الشارقة. ولا ريب في أن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا كانت رحلة أدبية موفقة منذ خطوتها الأولى. يتجلى ذلك في الأثر الكبير، الذي راكمته الملتقيات في أفريقيا منذ انطلاقها في دورتها الأولى إلى يومنا الحاضر، وهي اليوم تزداد حضوراً وامتداداً معلنة بذلك تميزها في الحقل الثقافي والأدبي في البلاد».
إثراء وتمكين
وأوضح د. عمر آدم منسق، ملتقى الشعر العربي في نيجيريا، بأن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا، بتوجيهات كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، أسهم في إثراء المشهد الثقافي في القارة بشكل كبير. ومن خلال ملتقيات الشعر العربي عززت الشارقة تقديراً أعمق للغة العربية وتقاليدها الأدبية في مختلف الدول الأفريقية، بالإضافة إلى أن هذا الدعم والرعاية مكنت الكثير من الشعراء من تطوير أدواتهم الشعرية والارتقاء بنصوصهم، متجاوزين الأساليب التقليدية نحو آفاق الحداثة والتجديد، بما يواكب الحراك المعاصر في المشهد الشعري العالمي.
خارج الحدود
واعتبر د. بامبا ايسياكا، منسق ملتقى الشعر العربي في ساحل العاج، أن المشروع الثقافي الذي ترعاه الشارقة يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، ويعمل على تمكين المبدعين الحقيقيين أينما وجدوا، من خلال الرعاية المستدامة، والانفتاح على الأصوات الجديدة، والتكامل بين الفعل الإبداعي والنقدي.
وأشار إلى أن مبادرة ملتقيات العربي في أفريقيا تمثل نموذجاً يُحتذى في التعاون الثقافي، وتؤكد أن الشعر ما زال يحتفظ بقدرته على بناء الجسور، وإعادة تشكيل الوعي.
امتداد ثقافي
وأكد د. محمد ماج رياك، منسق ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان، بأن دعم ورعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا يمثل امتداداً لرؤية ثقافية عربية شاملة تؤمن الإبداع وتعدد تجلياته، ويسهم في إعادة الاعتبار للكلمة الشعرية أداة للتعبير عن الهوية والذاكرة الجمعية، مبرزاً أن الملتقيات الشعرية، التي نُظمت بدعم من الشارقة شكلت إضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي.
وأضاف حول الدورة الرابعة من الملتقى: «لقد حرصنا هذا العام على توسيع دائرة المشاركة لتشمل أصواتاً شعرية من مختلف الأجيال والمدارس، إضافة إلى حضور لافت من جمهور نوعي ومتذوق، أما الفعاليات المصاحبة فستشمل ندوات نقدية وورشاً أدبية ولقاءات حوارية، تعزز من تفاعل الجمهور مع الشعراء».
حراك ملموس
ورأى د. محمد الهادي سال، منسق ملتقى الشعر العربي في السنغال، أن رعاية الشارقة للشعر العربي في أفريقيا تعد مبادرة رائدة تعكس إيماناً حقيقياً بقيمة الكلمة ودورها في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، موضحاً أن هذه الرعاية لم تكن مجرد دعم مادي، بل كانت بمثابة دفعة معنوية كبيرة للثقافة المحلية، وأسهمت في إعادة الاعتبار للشعر العربي.
وقال د. إبراهيم أوغبون، منسق ملتقى الشعر العربي في بنين: «لا يمكن الحديث عن راهن الشعر العربي في أفريقيا دون التوقف عند الدور اللافت الذي تلعبه الشارقة، من خلال مبادراتها الثقافية الهادفة إلى دعم الكلمة، وتكريس حضورها في الفضاء العام.