نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار - تليجراف الخليج ليوم الأحد 8 يونيو 2025 12:49 صباحاً
دمشق-تليجراف الخليج
بعد عقدٍ من معاناة النزوح في مخيم الركبان، انتهت تلك الحقبة برحيل العائلات التي لجأت إليه، بعدما كان لسنواتٍ ملاذًا لها من بطش النظام البائد.
هذه الخطوة ليست مجرد تفكيك لمجموعة من الخيام والمرافق البسيطة، بل هي نقطة تحول في ملف النازحين الذين عانوا سنوات طويلة من الحصار والجوع وانعدام الخدمات الأساسية.
أنشئ مخيم الركبان في عام 2014 في قلب البادية السورية، على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث لجأ إليه عشرات الآلاف من السوريين بعد أن أجبرتهم آلة حرب النظام البائد على الفرار من ديارهم، وفي ذروة أزمته، احتضن المخيم أكثر من مئة ألف شخص، ولكن ظروفه المأساوية جعلته أحد أسوأ أماكن اللجوء في العالم وفقاً لمنظمات حقوقية دولية.
ومع الحصار الخانق والمفروض من النظام السابق، لم يكن يتوفر الحد الأدنى من مقومات الحياة في المخيم، وانتشرت الأمراض وسوء التغذية، ما أدى إلى حالات وفاة كان بالإمكان تفاديها لو توفرت الرعاية الطبية.
ولم تقتصر مأساة النازحين في مخيم الركبان على قلة الغذاء والدواء، بل واجهوا عزلة تامة بسبب الحصار الذي فرضه النظام البائد بمساعدة روسيا.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة مراراً أن المخيم كان محاصراً، وأن إدخال المساعدات الإنسانية إليه كان شبه مستحيل لسنوات.
ورغم مناشدات المنظمات الدولية، بقي الوضع على حاله، حتى بدأت موجات النزوح التدريجية بحثاً عن أماكن أكثر أمناً وملاءمة للحياة.
ومع انتصار ثورة الشعب السوري في الثامن من كانون الأول الماضي وتحرر سوريا من قبضة النظام البائد، بدأ سكان المخيم بالعودة إلى المناطق التي نزحوا منها قبل أكثر من عقد، العودة لم تكن مجرد استرجاع للمنازل والأراضي، بل كانت استرجاعاً للحياة نفسها، حيث بدأت العائلات في إعادة بناء ما دمرته حرب النظام البائد، وسط تنسيق بين وجهاء العشائر والمجالس المحلية التي تشكلت حديثاً بعد التحرير.
تفكيك مخيم الركبان لم يكن مجرد إزالة للخيام والملاجئ المؤقتة، بل هو بداية لإنهاء حقبة مأساوية من النزوح القسري الذي فرضته سنوات الحرب، السوريون الذين لا يزالون يعيشون في مخيمات أخرى داخل البلاد وخارجها يرون في هذه الخطوة بصيص أمل نحو إغلاق ملف النزوح بالكامل، وعودة الجميع إلى ديارهم.
ومع التزام الدولة السورية بوضع جميع إمكانياتها لإعادة إعمار المناطق المتضررة، يبدو أن هذه الصفحة المظلمة من تاريخ سوريا الحديث بدأت تُطوى أخيراً، ليفتح السوريون فصلاً جديداً عنوانه العودة والاستقرار والحياة بحرية وكرامة.