نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 9 ساعات.. تحدد مستقبل كل كوري جنوبي - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 10:59 مساءً
يُعد اختبار "سونونغ" رمزاً للجدية والتنافسية في نظام التعليم الكوري، ويُنظر إليه كحجر أساس يحدد مستقبل جيل كامل من الطلاب، مع تدابير صارمة لضمان نزاهته وسلامته، وإجراءات أمنية صارمة، منها تمركز قوات أمن إضافية حول مراكز الامتحان، وتوقف كامل لحركة الطيران في مطار إنتشون الدولي، وإغلاق وسائل النقل العامة في المدن التي يُجرى فيها الامتحان.
في الخميس الثالث من نوفمبر سنوياً، يتوقف الاقتصاد الكوري بأكمله ليحضر أكثر من 700 ألف طالب لاختبار القبول الجامعي، المعروف بـسونونغ (CSAT)، الذي يجري في أكثر من 1200 مركز امتحان عبر البلاد.
يُعَدّ هذا الاختبار العمود الفقري لنظام التعليم الكوري، إذ تستند إليه غالبية الجامعات (نحو 80–85% من درجات القبول) وأهميته تمتد إلى تحديد مستقبل الطلاب الأكاديمي والمهني.
إجراءات صارمة
يحظى يوم الاختبار الذي حدد له الخميس الأول من شهر نوفمبر في كل عام، بأهمية استثنائية، وتُستخدم فيه كاميرات وأجهزة كشف المعادن لضمان سير العملية بشكل نزيه وشفاف، ويُمنع دخول أي شخص غير الممتحنين أو الموظفين المعنيين، وذلك لتوفير أجواء هادئة وخالية من التشويش، طوال مدة الاختبار من الساعة 8:00 صباحاً وحتى الساعة 5:00 مساءً.
ومن الإجراءات الوقائية الإضافية التي يتم تنفيذها يوم الاختبار، منع ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، على الطالبات والمشرفات على مراكز الاختبار وفرض حظر على استخدام الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحان، مع تفتيش دقيق عند المداخل، كما يُطلب من الطلاب ارتداء ملابس محتشمة وبسيطة، مع تجنب الملابس التي تحتوي على علامات أو رموز غير مسموح، ويجري تفتيش شخصي دقيق لضمان عدم وجود أي أدوات غش أو أجهزة اتصال غير مرخصة.
يُنظر إلى "سونونغ" كأحد أقسى الاختبارات في العالم على غرار SAT، حيث يستمر لثماني ساعات مقارنة بأقل من أربع ساعات في النظام الغربي، شأنها شأن نظام الامتحانات الدخولية لدى الدول الشرقية. ورغم ذلك، أثبت هذا النظام دوره في دفع كوريا الجنوبية لتصبح من الدول المتقدمة المعروفة بأقلمتها التعليمية، لكنه أثار أسئلة حول فعاليته في اختيار المواهب المناسبة.
معيار موحد
يتضمن الاختبار الموحد وطنياً، ويُطلق عليه أيضاً اختبار "القدرات الأكاديمية" مواد مثل اللغة الكورية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، والعلوم، والاجتماعيات، حيث شهدت نسخ الاختبار منذ إنشاء نظام "سونونغ" لأول مرة في عام 1954 العديد من التعديلات ليكون معياراً موحداً لقياس قدرات الطلاب قبل دخول الجامعات، وشهدت السنوات الأولى لتطبيق الاختبار نقصاً كبيراً في عدد طلاب الجامعات الكورية الجنوبية، وذلك نظراً لقلة عدد الطلاب الذين يجتازون الاختبارات، ما جر حملة انتقادات واسعة لهذه الاختبارات؛ لأنها تؤدي إلى اختيار غير فعال للطلاب، ونتيجة لذلك تخلت الحكومة عن هذه السياسة بين عامي 1964 و1968. ومن إصدار نسخة معتمدة في عام 1994 بعد إجراء العديد من التغيرات لتناسب القدرات العامة للطلاب.