كورونا يعود من بوابة نيمبوس.. هل نحن على أعتاب كارثة جديدة؟ - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كورونا يعود من بوابة نيمبوس.. هل نحن على أعتاب كارثة جديدة؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 11:14 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

في تطور جديد أثار قلق الأوساط الطبية، حذّر علماء بريطانيون من أن متحورًا جديدًا من فيروس كورونا يُدعى “نيمبوس” قد يطلق موجة جديدة من الإصابات خلال فصل الصيف، وسط مؤشرات مقلقة على انتشاره السريع وقدرته العالية على العدوى.

وبحسب ما أفادت به وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، فإن نسبة الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 ارتفعت إلى أعلى مستوى لها هذا العام، بزيادة بلغت 97% مقارنة بشهر مارس الماضي. هذا التصاعد المفاجئ يضع السلطات الصحية في حالة تأهب قصوى، خاصة أن المتحور الجديد يُظهر خصائص قد تمكنه من تجاوز المناعة المكتسبة.

متحور نيمبوس يطلق موجة إصابات صاعدة

العلماء في المملكة المتحدة أكدوا أن متحور “نيمبوس” – والذي يُعرف علميًا باسم NB.1.8.1 – يتمتع بقدرة ملحوظة على الانتشار بسرعة كبيرة، مما يجعله خطرًا حقيقًا على الصحة العامة، خصوصًا في ظل تراجع فعالية المناعة الجماعية، سواء المكتسبة من اللقاحات أو من الإصابات السابقة.

وأشار الخبراء إلى أن متحور نيمبوس قد يكون وراء الارتفاع الحاد في عدد الإصابات المرصودة حاليًا، لا سيما في إنجلترا، حيث تم فريق التحرير 13 حالة مؤكدة، بالإضافة إلى إرسال 25 عينة من هذا المتحور إلى قاعدة البيانات الدولية الخاصة بكوفيد.

ورغم أن هذه الأرقام تبدو منخفضة، إلا أن التراجع الكبير في حجم الفحوصات منذ انتهاء ذروة الجائحة يجعل من المرجح أن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير.

إصابات قاتلة رغم التراجع الظاهري

تشير البيانات الرسمية إلى أن الفيروس لا يزال يُشكل تهديدًا للفئات الأكثر ضعفًا، حيث كان كوفيد-19 سببًا مباشرًا في وفاة أكثر من 300 شخص في إنجلترا خلال شهر مايو فقط، وهو ما يعيد إلى الواجهة مخاوف استمرار تداعيات الجائحة حتى بعد انحسارها الظاهري.

وحاليًا، يُشكّل متحور نيمبوس نحو 10.7% من إجمالي الإصابات المسجلة بكوفيد على مستوى العالم، بعدما كانت نسبته لا تتجاوز 2.5% قبل شهر، وفقًا لما أكدته منظمة الصحة العالمية.

“تحت المراقبة”.. هل يترقى نيمبوس إلى “متحور مقلق”؟

وصنفت هيئة الأمم المتحدة المتحور الجديد على أنه “متحور تحت المراقبة”، ما يعني أن هناك احتمالية لترقيته إلى مستوى “متحور مقلق” في حال توافرت الأدلة على أنه يُسبب تهديدًا أكبر للصحة العامة.

وصرّح الخبراء أن اللقاحات الحالية، والتي جرى تعديلها سابقًا لمواجهة سلالات أوميكرون، ربما لن تكون فعالة بشكل كافٍ ضد نيمبوس. ومع ذلك، لا توجد حتى الآن مؤشرات على أن المتحور الجديد يُسبب أعراضًا مختلفة عن السلالات السابقة، والتي تشمل التعب، الحمى، آلام العضلات، والتهاب الحلق.

مؤشرات وبائية مقلقة في إنجلترا

كشفت أحدث بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية، حتى الأول من يونيو، أن 6.1% من الأشخاص الذين خضعوا لفحوصات كوفيد جاءت نتائجهم إيجابية، وهو الرقم الأعلى خلال عام 2025. وتمثل هذه النسبة ارتفاعًا بنسبة 7% عن الأسبوع الذي سبقه، وقفزة هائلة بنسبة 97% عن مارس الماضي.

هذا التصاعد الحاد يُعد دليلاً على تصاعد موجة إصابات قد تكون مرتبطة مباشرة بانتشار متحور نيمبوس في المجتمع البريطاني، وربما عالميًا.

دعوات لتجديد التطعيمات للفئات الضعيفة

في ضوء هذه التطورات، دعت جاياتري أميرثالينغام، نائبة مدير وكالة الأمن الصحي البريطانية، إلى ضرورة مراقبة متحور نيمبوس عن كثب، مؤكدة أن المنظمة تتابع جميع البيانات المتعلقة بسلالات سارس-كوف-2 داخليًا وخارجيًا.

وأشارت إلى أن المتحور الجديد يُظهر نموًا واضحًا ضمن إجمالي الإصابات المسجلة عالميًا، رغم أن الأعداد المؤكدة في بريطانيا ما تزال منخفضة.

وطبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فإن الفئات التي تشمل من هم فوق 75 عامًا، وسكان دور الرعاية والعاملين فيها، والأشخاص ضعيفي المناعة، لا يزال من حقهم الحصول على جرعات تعزيزية من لقاح كوفيد مجانًا.

وبحسب الإحصائيات، فإن من تلقوا الجرعة المعززة خلال حملة التطعيم الربيعية كانوا أقل عرضة بنسبة 45% لدخول المستشفيات بسبب كوفيد مقارنة بغير المطعمين.

نيمبوس والتحديات الفيروسية في الصيف

العالم الفيروسي لورنس يونغ من جامعة ورك، أكد أن نيمبوس يحمل القدرة على دفع موجة جديدة من الإصابات، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التجمعات الاجتماعية خلال الصيف.

وقال في مقابلة مع صحيفة “The i Paper”: “من المتوقع أن ترتفع أعداد الإصابات خلال الشهرين المقبلين، وربما تبدأ الزيادة خلال هذا الشهر أو في يوليو، إلا أن تحديد مدى هذه الموجة لا يزال صعبًا.”

وأوضح يونغ أن المناعة الجماعية بدأت في التراجع، ومع أن فيروسات الجهاز التنفسي عادة ما تنحسر في الطقس الحار، فإن فيروس كورونا – بخلاف الإنفلونزا – ما يزال قادرًا على الانتشار حتى في الطقس الحار والرطب.

وأضاف أن الدراسات المخبرية تشير إلى أن نيمبوس يتمتع بقدرة أعلى على إصابة الخلايا البشرية مقارنة بالسلالات السابقة، وقد يمتلك ميزة في التهرب من دفاعات الجهاز المناعي، مما يزيد من سرعة انتشاره.

ورغم كل ذلك، لا توجد أدلة على أن هذا المتحور يُسبب أعراضًا أشد أو وفيات أكثر من السلالات السابقة.

نيمبوس.. سلالة متفرعة من أوميكرون

يُذكر أن متحور “نيمبوس” يُعد أحد المتفرعات عن سلالة أوميكرون، المعروفة بسرعة انتشارها وقدرتها العالية على العدوى، وقد ساهم بالفعل في موجة إصابات متزايدة في دول مثل الصين وسنغافورة وهونغ كونغ.

ويثير انتشاره المتسارع مخاوف من عودة القيود الوقائية، خاصة في الدول ذات الأنظمة الصحية الهشة، أو تلك التي لم تشهد حملات تطعيم ناجحة في الفترة الأخيرة.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.