قرار تاريخي.. ترامب يخطط لإلغاء شامل للعقوبات الأميركية على سوريا خلال أيام - تليجراف الخليج

افاد مسؤولان أمريكيان بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستعد لإصدار أمر تنفيذي يلغي كامل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في خطوة تعكس تعهده السابق خلال زيارته إلى الرياض برفع القيود الاقتصادية عن دمشق، في ظل جهود مستمرة من سوريا للتعافي من تداعيات الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد.

وكشف موقع "المونيتور" نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن ترامب سيوقع هذا القرار خلال الأيام المقبلة، ووصف أحد المسؤولين هذا الإجراء بأنه يمثل "إلغاءً كاملاً لهيكل العقوبات المفروضة على سوريا"، متوقعًا أن يشمل رفع مجموعة من الأوامر التنفيذية التي منعت الأميركيين من تصدير الخدمات إلى سوريا.

تخفيف تدريجي بدأ منذ مايو 2025

يأتي هذا القرار في سياق تخفيف تدريجي للعقوبات بدأته إدارة ترامب في 23 مايو 2025، حين أصدرت ترخيصًا عامًا يسمح للأميركيين بإجراء معاملات مالية مع كيانات حكومية سورية رئيسية، تشمل البنك المركزي السوري، وشركة النفط المملوكة للدولة، وشركة الطيران الوطنية السورية.

تعليق قانون قيصر وتأثيره

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعليق تطبيق "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" لمدة ستة أشهر. هذا القانون الذي أُقر عام 2020 بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، استهدف عزل نظام بشار الأسد ومسانديه عبر فرض عقوبات اقتصادية مشددة.

يُذكر أن العقوبات الأميركية على سوريا بدأت منذ عام 2011 بسبب قمع النظام السوري للاحتجاجات، ووسعها قانون قيصر في 2020، لتشمل أوامر تنفيذية صدرت عبر العقود الماضية، حرمت الأميركيين من تصدير خدمات إلى سوريا.

لقاء تاريخي وتوجهات سياسية جديدة

في تطور دبلوماسي لافت، التقى ترامب الشهر الماضي في الرياض بالرئيس السوري أحمد الشرع، في أول لقاء بين زعيمي البلدين منذ 25 عامًا. هذا اللقاء عكس توجهًا جديدًا في السياسة الأميركية نحو دمشق، وتفاهمات حول تخفيف العقوبات.

بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن تخفيف العقوبات يُعد خطوة ضرورية لـ"تجنب انهيار الحكومة السورية"، واعتبرها وسيلة لـ"منع عودة الحرب الأهلية" في سوريا.

عودة سوريا إلى النظام المالي الدولي

وفي جانب اقتصادي، أعلن محافظ البنك المركزي السوري أن سوريا ستُعاد خلال أسابيع قليلة إلى نظام "سويفت" للمدفوعات الدولية، بعد أكثر من عقد من العزلة المالية نتيجة العقوبات، ما سيُسهّل عمليات التحويلات المالية والتجارة الدولية ويعزز عودة الاقتصاد السوري إلى النشاط العالمي.

تشكل هذه التطورات مؤشرات قوية على تحوّل محتمل في العلاقات الأميركية-السورية، مع فتح آفاق جديدة لتعافي سوريا اقتصادياً وسياسياً بعد سنوات من العقوبات والعزلة الدولية.