«دبي للثقافة» تختتم برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة» - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «دبي للثقافة» تختتم برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة» - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 08:36 مساءً

اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي، برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة» الذي نظمته بدعم من منصة «سكة» بهدف تعزيز حضور أصحاب المواهب المحلية في المشهد الفني العالمي، وتمكينهم من الاطلاع على أبرز التجارب والممارسات الفنية اليابانية، وتبادل الأفكار مع نخبة من الفنانين المعروفين عالمياً.

ويأتي البرنامج ضمن «منحة دبي الثقافية»، المبادرة التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، في سياق التزامات «دبي للثقافة» وأولوياتها القطاعية الرامية إلى فتح الآفاق أمام المبدعين وتوفير بيئة قادرة على دعمهم وصقل مهاراتهم وإثراء خبراتهم.

وأكدت شيماء راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في «دبي للثقافة»، أن دبي نجحت في توظيف أدوات الدبلوماسية الثقافية في مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، وترسيخ مكانتها على الساحة الدولية مركزاً عالمياً للثقافة، لافتةً إلى أهمية برنامج «التبادل الإبداعي بين الإمارات واليابان» ودوره في توطيد علاقات التعاون الدولي والتبادل الفكري مع الجامعات والمعارض والمراكز الفنية من مختلف أنحاء العالم.

وقالت: «يسهم البرنامج في فتح آفاق جديدة أمام المبدعين، ويتيح لهم فرصاً عديدة للتفاعل مع التجارب الفنية العالمية، وخبرات الأكاديميين والمتخصصين والاستفادة منها في استكشاف توجهات القطاع الفني عالمياً، ما ينعكس إيجاباً على أساليبهم التعبيرية التي تبرز أصالة التراث والثقافة المحلية وتقديمهما بطريقة مبتكرة، ويعزز مساهماتهم في إثراء الحراك الفني ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق تطلعات دبي ورؤاها الطموحة الهادفة إلى ترسيخ بصمتها الثقافية على الخريطة العالمية»، وأشادت السويدي بما قدمه البرنامج للفنانين من أفكار خلاقة تسهم في تنمية قدراتهم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه يعكس جهود الهيئة في رعاية أصحاب الكفاءات المميزة واحتضانهم، وتحفيزهم على مواصلة مسيرتهم المهنية.

وشهد برنامج التبادل الإبداعي الذي امتد على مدار 10 أيام، مشاركة نخبة من الفنانين والقيمين من الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة، وهم الفنان والقيم الإماراتي الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، والمصممة والقيمة الإماراتية كاملة العلماء، والباحثة الإماراتية آمنة الزعابي، ومساعدة أمين أول في متحف اللوفر أبوظبي، والفنانة متعددة التخصصات لطيفة سعيد، والفنانة الإماراتية فاطمة آل علي، المهتمة بالذاكرة الجماعية والتاريخ الشفهي، والفنانة العنود بوخماس، أستاذة التصميم الغرافيكي في كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، والفنانة الإماراتية أسماء بالحمر، أستاذة جامعية مساعدة في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، والفنان والقيّم اللبناني أحمد مكاري، مؤسس منصة (The Workshop Dxb)، والفنانة والقيّمة البحرينية يارا أيوب.

وكجزء من البرنامج الذي أشرف عليه يوساكو إمامورا، نائب رئيس جامعة طوكيو للفنون، أستاذ برنامج الفنون العالمية، كلية الدراسات العليا للفنون الجميلة في الجامعة، بالتعاون مع المصمم والمدرس الجامعي مانابو أوزاوا، عضو الهيئة الاستشارية في معهد مارانغوني دبي، والمهندسة المعمارية والقيمة الفنية كايوكو إيمورا، مديرة مؤسسة الفنون والثقافة اليابانية، ومديرة شركة CARD للأبحاث والتطوير في الفن المعاصر، وميثاء الزعابي، مدير مشروع برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة»، قام المشاركون بجولة في معرض «إكسبو 2025 أوساكا»، زاروا خلالها الجناح الوطني لدولة الإمارات في معرض «إكسبو 2025 أوساكا» الذي يحمل شعار «من الأرض إلى الأثير»، واطلعوا على ما يقدمه من تجارب متنوعة تجمع بين الإبداع الهندسي والثراء الثقافي، وتجسد رحلة الدولة الملهمة في تطوير عمليات اكتشاف الفضاء، وإرساء مفاهيم مبتكرة لقطاع الرعاية الصحية، وتحقيق الريادة في التقنيات المستدامة ومختلف القطاعات الحيوية.

كما شاركوا في جلسة حوارية مع المعماري سو فوجیموتو، صاحب الرؤية وراء تصميم «The Grand Ring»، الحلقة الكبرى الخشبية لمعرض إكسبو 2025 في أوساكا.

وشمل البرنامج زيارة مجموعة من أهم المواقع الثقافية والفنية اليابانية في طوكيو وأوساكا والمناطق المجاورة لها، ومن بينها: متحف موري للفنون ويعد من أبرز المؤسسات اليابانية في مجال الفن المعاصر، إلى جانب عدد من صالات العرض الفنية ومن بينها غاليري تومیو كویاما، وآرتس شوغو، وغالیري إیشي تاكا.

وخلال الجولة التقى أعضاء الوفد مع یایُوي كوماتسو، مدير المتحف الوطني للفن الحديث بطوكيو، وزاروا «ملحق متحف بولا» واستكشفوا ما يتضمنه من معارض فردية لفنانين يابانيين مثل ھیراكو سوزوكي، وتجولوا في متحف الفنون (MOA) الواقع في مدينة أتامي بمحافظة شیزوكا ويضم نحو 3500 عمل فني.

وتعرفوا على منصة «سايت ديزاين 21_21»، من تصميم المعماري الياباني الشهير تاداو أندو.، واستكشفوا أبرز مبادرات مؤسسة أوداوارا للفنون التي أسسها هيروشي سوجيموتو، وتقع في موقع ساحلي خلاب ينسجم مع الطبيعة ويُبرز مرور الزمن وحركة الشمس.

وشمل برنامج الزيارة جامعة طوكيو للفنون، ومعرض الفن المعاصر (SCAI The Bathhouse) الواقع في حي یاناكا، واستوديو «تاكرام» المتخصص في دمج التصميم والتكنولوجيا والأعمال، ومقر شركة «كاريموكو» المتخصصة في صناعة الأثاث في اليابان.

وزار الوفد مساحة الصُناع المتقدمة «ألترا فاكتوري»، واستوديو الأنيمي (A-1 Pictures)، واطلعوا على مجموعة من الأعمال الفنية والتركيبات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الفن والتكنولوجيا والطبيعية التي يعرضها «تيم لاب»، إلى جانب أبرز تصاميم علامة الأزياء اليابانية (CFCL)، واختتمت الجولة بزيارة متحف یایوي كوساما حيث التقوا بأكيرا تاتيهاتا.

وفي هذا السياق، وصف الفنان والقيم الفني الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم البرنامج بـ«تجربة ثرية».

وقال: «أتاح لنا البرنامج إمكانية استكشاف المشهد الثقافي الياباني والتعرف على تفاصيله، وهو ما أضاف بعداً مهماً للحوار الفكري مع اليابان»، بينما لفتت الفنانة أسماء بالحمر إلى أن البرنامج شكّل مصدر إلهام لها، بفضل ما حمله من فرص مكّنَتها وبقية أعضاء الوفد من اكتشاف جماليات الروابط الثقافية بين البلدين.

وقالت: «تتميّز المدن التي قمنا بزيارتها بتاريخ عريق وتصاميم معمارية فريدة، مثّلت نافذة للاطلاع على المشهد الياباني واكتشاف رؤى جديدة في مجالات الفنون والتصميم».

ومن جهتها، أوضحت المصممة والقيمة الفنية كاملة العلماء أن البرنامج أتاح فرصة التعرّف على رؤى جديدة في مجالات الفنون والعمارة والتصميم، إضافة إلى التفاعل مع نخبة من الموهوبين والممارسين والأكاديميين وتبادل الأفكار معهم حول أحدث التوجّهات الفنية والممارسات الإبداعية.

فيما أشار الفنان أحمد مكاري إلى أن البرنامج أتاح له لقاء فنانين يابانيين، والتأمّل في سُبل تحقيق التوازن بين الجماليات المعاصرة والموروث الثقافي، واستكشاف آليات دمج الهوية الإقليمية والمحلية ضمن أطر فنية حديثة.

ولفتت القيمة الفنية يارا أيوب إلى أن البرنامج ساهم في إثراء مخزونها المعرفي وفتح أمامها آفاقاً جديدة للتفكير في طُرق فريدة لتقديم أعمالها ومعارضها الفنية.

وقالت: «كل حوار ولقاء وزيارة شكّل تجربة ثرية أضافت لي الكثير، بفضل ما حملته من نصائح وأفكار نوعية ومؤثرة».

أما الباحثة والقيمة الفنية آمنة الزعابي، فقالت: «شكّل البرنامج رحلة تحوّلية تمزج بين الفن وبساطة التقاليد اليابانية وعمقها الجمالي، وساعدتني الجولات في اكتشاف حوار عميق بين الإرث الثقافي والتعبير المعاصر، ما ساهم في تعزيز فهمي للسرديات الإبداعية».

كما عبّرت الفنانة فاطمة آل علي عن سعادتها بزيارة الاستوديوهات الفنية والاطلاع على ممارسات وتجارب مجموعة من الفنانين اليابانيين، مؤكدة أهمية اللقاءات التي جمعتها بعدد من مديري المؤسسات الثقافية في اليابان.

بدورها، أكدت المصممة العنود بوخماس أن البرنامج عزّز إيمانها بأهمية دور التصميم كوسيلة للتواصل بين المجتمعات.

وقالت: «شكّلت هذه التجربة فرصة لبناء شبكات إبداعية مستدامة، قادرة على منحنا أفكاراً نوعية جديدة يمكن تطبيقها في قاعات الدراسة».

في حين نوّهت الفنانة لطيفة سعيد إلى أن «دبي للثقافة» نجحت عبر البرنامج في توفير بيئة محفّزة على اكتشاف تجارب ثقافية وفنية فريدة والاستفادة منها في إثراء المشهد الإبداعي المحلي.

وقالت: «يمثّل البرنامج الثقافي فرصة حقيقية للتعلّم من تجارب الآخرين، وهو ما ينعكس إيجاباً على تطوّر قدراتنا ومهاراتنا وتشجيعنا على تنميتها والارتقاء بها».