نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نجاح المغرب في توزيع المساعدات الغذائية داخل غزة يعري عنتريات منظمي قافلة "الصمود" الجزائرية/التونسية - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 04:21 مساءً
أثبت المغرب مرة أخرى ـ بالفعل وليس بالشعارات ـ أنه لا يتوانى في القيام بواجبه الإنساني والتضامني تجاه القضية الفلسطينية، بعيدا عن الضوضاء الإعلامية والصراخ الأيديولوجي، حيث نجحت وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت إشراف مباشر من العاهل المغربي محمد السادس، في إيصال وتوزيع مساعدات غذائية مباشرة على أسر فلسطينية داخل قطاع غزة يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، في وقت لا تزال فيه قافلة "الصمود" التي انطلقت من تونس وتضم مشاركين من مختلف الدول المغاربية، تجوب الصحارى وتكتفي بتصوير "فيديوهات الطريق" و"سيلفيات الحناجر الثورية"، دون أن تصل حتى إلى بوابة معبر رفح المصري.
ولم يكن ما جرى في غزة، برعاية المغرب، مجرد شحنة غذائية عابرة، بل فعل ميداني مدروس ومحسوب سياسيا وإنسانيا، حيث تم توزيع 500 سلة غذائية بشكل منظم وهادئ، عبر جمعية فلسطينية موثوقة تعمل على الأرض، وبدون أي ضجيج أو استعراض، كما لم تكن هناك حاجة لرفع الشعارات ولا التهجم على الأنظمة، بل فقط حضور فعلي لصالح العائلات المحتاجة، تحت الشمس الحارقة وتحت القصف، ليثبت المغرب بهذا أن الكفاءة في نصرة القضية ليست بالميكروفونات، بل بالفعل الملموس.
وفي مقابل هذا الفعل المغربي العملي، تكشفت على جانب آخر مظاهر التوظيف السياسي والانزلاق الأيديولوجي داخل "قافلة الصمود"، التي فرض عليها التوقف في أكثر من محطة، ولا تزال تترنح تحت ضغط التنسيق البيروقراطي، وإجراءات عبور الحدود، وتضارب الأجندات، والأدهى من ذلك كله، أن إحدى صور القافلة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي كشفت عن خريطة مبتورة للمغرب مطبوعة على سيارة أحد المشاركين، ما أعاد للسطح أسئلة مشروعة حول نوايا بعض منظمي القافلة، وخصوصا الجزائريين، تجاه وحدة المغرب الترابية، ما جعل هذه القافلة تبدو كحملة ضمنية لتبييض خطاب انفصالي على حساب المأساة الفلسطينية.
وإذا علمنا أن من بين الأهداف غير المعلنة ـ حسب متداولين مقربين من المطبخ السياسي المغاربي ـ هو إحراج النظام المصري وجره إلى مربع الحرج الشعبي، خصوصا بعد انسحاب القاهرة من المناورات العسكرية الأخيرة التي كانت مقررة في الجزائر، بسبب مشاركة عناصر من "البوليساريو"، فإن الصورة تزداد وضوحا، ويتأكد أن القافلة ليست بريئة بالكامل من حسابات إقليمية ضيقة، بعضها يستهدف مصر، وبعضها الآخر يهمش الدور المغربي لصالح شعارات متضخمة في الشكل، فارغة في المحتوى.
ويكشف فعل المغرب الإنساني في غزة، دون تغطية إعلامية مسيسة أو رسائل استفزازية لأي طرف، عن نضج مقاربته للقضية الفلسطينية، القائمة على الدعم المباشر، الإنساني، الفعال، والغير انتهازي، مقابل فقدان "قوافل العنتريات" لبريقها حين تصطدم بالواقع، حيث تنكشف أوراقها أمام الرأي العام المغاربي والعربي، الذي بدأ يميز بين من يعمل من أجل فلسطين، ومن يوظف فلسطين من أجل أجندات مشبوهة.