مونديال الأندية 2025.. نسخة تغيّر وجه اللعبة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مونديال الأندية 2025.. نسخة تغيّر وجه اللعبة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 11:54 مساءً

العين.. تحدٍ جديد

الأهلي.. زعيم أفريقيا يعود للساحة العالمية

الهلال.. جراح محلية وطموحات دولية

الترجي.. من رحم المحلية إلى عرس العالمية

الوداد.. الخبرة في مواجهة الكبار

تنطلق خلال الساعات المقبلة النسخة التاريخية من بطولة كأس العالم للأندية على الأراضي الأمريكية، في أضخم نسخة عرفتها البطولة منذ انطلاقها عام 2000، فبدلاً من الشكل المصغر الذي اعتادت عليه الجماهير، تدخل المسابقة هذا العام عهداً جديداً بمشاركة 32 نادياً من مختلف قارات العالم، على مدار شهر كامل، في 12 مدينة أمريكية، وتُختتم المنافسات في 13 يوليو المقبل.

وتُقام النسخة الحالية من البطولة بنظام جديد يُنظم كل أربع سنوات، بدلاً من الشكل السابق الذي اقتصر على 7 فرق سنوياً، في تحول كبير يعكس طموح «فيفا» نحو إعادة تشكيل المشهد الكروي العالمي.. وجاءت الفكرة بمبادرة من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بهدف تقديم نسخة موسعة تمنح المسابقة طابعاً عالمياً وقيمة رياضية وتسويقية أكبر، لكن المشروع، ومنذ الإعلان عنه، أثار موجة من الانتقادات، سواء بسبب ضغط الروزنامة وتأثيره المحتمل على صحة اللاعبين، أو الاتهامات التي وُجهت لـ«فيفا» بالسعي لزيادة العوائد التجارية، خصوصاً في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة.. ورغم الجدل، مضى الاتحاد الدولي في تنفيذ رؤيته، لتصبح البطولة اختباراً حقيقياً لهذا المشروع، ومدى قدرته على إعادة تشكيل مستقبل اللعبة.

وتوزعت مباريات البطولة على 12 مدينة أمريكية جرى اختيارها بعناية، لتكون بمثابة محطات رئيسية في هذا الحدث، تحتضن مدينة ميامي حفل الافتتاح على أرض ملعب «هارد روك»، فيما تستعد نيوجيرسي لاستضافة النهائي المرتقب على ملعب «ميت لايف»، وبينهما، تمتد المنافسات إلى مدن كبرى مثل لوس أنجلوس، حيث يُقام عدد من المباريات في ملعب «روز بول» الشهير، وسياتل التي تحتضن اللقاءات على ملعب «لومن فيلد»، إلى جانب أتلانتا التي تجهز استاد «مرسيدس بنز» لاستقبال الحشود.. كما تشمل خريطة البطولة ملاعب في فيلادلفيا، أورلاندو، واشنطن، وشارلوت، ما يجعل من البطولة جولة كروية عبر أهم المدن الأمريكية.

رصد «فيفا» ميزانية ضخمة للبطولة، بلغت مليار دولار تُوزع على الأندية الـ32 المشاركة، وينال البطل 125 مليون دولار، في رقم يتجاوز مجمل جوائز النسخ السابقة بمراحل، ويحصل الفائزون في كل مرحلة من البطولة على مكافآت مالية مجزية تبلغ مليوني دولار، مقابل كل فوز في دور المجموعات، وتصل إلى 21 مليون دولار عند بلوغ نصف النهائي.

إلى جانب الطابع العالمي للبطولة، تتجه الأنظار أيضاً نحو المشاركة العربية، التي تسجل رقماً غير مسبوق هذا العام.. فمن بين الدول العشرين التي يمثلها المشاركون، يحضر العالم العربي بخمسة أندية دفعة واحدة هي العين الإماراتي، الأهلي المصري، الهلال السعودي، الوداد المغربي، والترجي التونسي.. حضور تاريخي يعكس تنامي تأثير الكرة العربية قارياً ودولياً، ويعزز طموحات جماهير هذه الفرق في تقديم عروض تليق بمكانتها.

العين

ويخوض العين، ممثل الإمارات، تحدياً كبيراً في كأس العالم للأندية، بعدما أوقعته القرعة في مجموعة قوية تضم مانشستر سيتي، يوفنتوس، والوداد المغربي.. وتنتظر «الزعيم» مهمة صعبة، لكن جماهيره تتطلع بثقة إلى ظهور مشرف ومنافسة حقيقية في هذا الحدث العالمي.

وتأهل العين إلى البطولة بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا العام الماضي، تحت قيادة المدرب هرنان كريسبو، الذي أُقيل لاحقاً، ويتولى حالياً تدريب الفريق الصربي فلاديمير إيفيتش.. وسبق لـ «الزعيم» أن شارك في البطولة بشكلها السابق، حيث بلغ نهائي نسخة 2018 قبل الخسارة أمام ريال مدريد.

الأهلي

ويخوض الأهلي المصري منافسات كأس العالم للأندية كأحد ممثلي القارة الأفريقية، في مشاركة جديدة يعزز بها رقمه القياسي كأكثر الفرق ظهوراً في تاريخ البطولة، بواقع 10 مشاركات (بما في ذلك نسخة 2025)، ويقع الفريق المصري في مجموعة قوية تضم بورتو البرتغالي وإنتر ميامي الأمريكي الذي يقوده النجم ليونيل ميسي، وبالميراس البرازيلي، في مواجهات تمزج بين الإثارة الفنية والزخم التسويقي.

ويشارك الأهلي في البطولة بصفته بطل دوري أبطال أفريقيا لعام 2023، بعد فوزه على الوداد المغربي في النهائي، ليعزز رقمه كأكثر الأندية تتويجاً باللقب القاري، برصيد 12 بطولة.

الهلال

ويشارك الهلال السعودي في كأس العالم للأندية 2025 بصفته بطل دوري أبطال آسيا 2021، وفق نظام الاتحاد الدولي الذي يمنح مقاعد لأبطال النسخ الأخيرة من البطولات القارية، ويخوض الفريق السعودي المنافسات وسط تطلعات جماهيره لاستعادة الهيبة، بعدما اكتفى هذا الموسم بكأس السوبر، وخسر نهائي كأس الملك، وودع دوري الأبطال من نصف النهائي، وأنهى الدوري في المركز الثاني خلف الاتحاد.

ويقود الهلال المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في أول تجربة تدريبية له خارج أوروبا، بعد مشوار حافل مع إنتر الإيطالي.

الترجي

ويخوض الترجي التونسي كأس العالم للأندية، بعدما حجز مقعده في البطولة عبر التصنيف القاري المعتمد من «فيفا»، والذي منح بطاقات التأهل بناءً على نتائج الأندية في المسابقات القارية خلال الفترة من 2020 إلى 2024، إلى جانب معايير التصنيف الفني والأداء العام، ويعول «عميد الأندية التونسية» على استقراره الفني وتفوقه المحلي، بعد تتويجه بلقب الدوري التونسي للمرة الثامنة في آخر تسعة مواسم، ليدخل المنافسات بثقة رغم صعوبة المجموعة التي تضم تشيلسي الإنجليزي، فلامنغو البرازيلي، ولوس أنجلوس الأمريكي.

ويعتمد الترجي في هذه النسخة على مزيج من الخبرة والشباب، في مقدمتهم يوسف بلايلي، العائد إلى صفوف الفريق بعد تجربة أوروبية وعربية طويلة، إلى جانب النيجيري أونوتشي أوغبيلو وأشرف الجبري، وهما من أبرز اكتشافات الموسم الحالي، ويقود الفريق المدرب التونسي ماهر الكنزاري، الذي تولى المهمة في مارس الماضي، ونجح في إعادة ترتيب أوراق الفريق.

الوداد

ويشارك الوداد المغربي في كأس العالم للأندية 2025 بصفته بطل دوري أبطال أفريقيا لموسم 2021 - 2022، وهي النسخة التي تُوج بها للمرة الثالثة في تاريخه، ويسعى الفريق إلى تخطي دور المجموعات مستفيداً من خبرته القارية وتاريخه الكبير، إذ يُعد النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب في المغرب، برصيد 22 لقباً في الدوري، و9 كؤوس، و3 بطولات قارية.

ويقود الوداد فنياً المدرب محمد أمين بنهاشم، الذي تولى المهمة مؤخراً خلفاً لرولاني موكوينا، ويعول بنهاشم على أسماء بارزة مثل المدافع جمال حركاس، الذي يتميز بثباته التكتيكي وقدرته على قيادة الخط الخلفي، إلى جانب الجناح الهولندي محمد رايحي، هداف الفريق هذا الموسم، والذي يُعتبر نقطة القوة الأبرز في الهجوم بفضل سرعته ومهارته.

تتزامن مواعيد منافسات كأس العالم للأندية مع بطولة أمم أوروبا للسيدات التي تحتضنها سويسرا في يوليو المقبل، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثير المونديال على التغطية الإعلامية والمتابعة الجماهيرية لبطولة قارية للسيدات تأتي في توقيت يشهد تطوراً متسارعاً في مكانة كرة القدم النسائية على الساحة العالمية، وبرر «فيفا» التداخل الزمني باختلاف التوقيت بين الولايات المتحدة وسويسرا، معتبراً أن تأثيره سيكون محدوداً، لكن خبراء إعلاميين يرون أن تداخل المباريات قد ينعكس سلباً على حضور ومتابعة بطولة السيدات.

أبطال مرتقبون

ووسط الزخم الإعلامي المصاحب لانطلاق كأس العالم للأندية، برز تقرير موسع نشره موقع «ذا أثلتيك» البريطاني، استعرض خلاله قائمة تضم 50 لاعباً يتوقع تألقهم في البطولة، وتم تقسيم الأسماء إلى أربع فئات، وهي أساطير، ونجوم الصف الأول، وركائز مؤثرة، ومواهب صاعدة، لتقديم صورة شاملة عن ملامح النجوم المشاركين من أصحاب الخبرة الكبيرة إلى الوجوه الجديدة.

وبرز في فئة «الأساطير»، وهم اللاعبون الذين بلغوا ذروة المجد في مسيرتهم الكروية ويملكون سجلاً حافلاً بالألقاب والخبرات، كل من ليونيل ميسي ولويس سواريز (إنتر ميامي الأمريكي)، سيرخيو راموس (مونتيري المكسيكي)، أنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد الإسباني)، إدينسون كافاني (بوكا جونيورز الأرجنتيني)، وتياغو سيلفا (فلومينينسي البرازيلي)، الذي يُعد أكبر لاعبي البطولة سناً بعمر 40 عاماً.

وضمت فئة «نجوم الصف الأول»، وهي مجموعة تضم أبرز الوجوه اللامعة على ساحة كرة القدم العالمية حالياً، أسماءً من العيار الثقيل مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور (ريال مدريد الإسباني)، إيرلينغ هالاند (مانشستر سيتي الإنجليزي)، وهاري كين (بايرن ميونيخ الألماني).

وفي المقابل، حضرت الفرق العربية من خلال فئة «اللاعبين المحوريين»، وهم اللاعبون الذين يمثلون عناصر أساسية لا غنى عنها في تشكيلات فرقهم، وضمت هذه الفئة إمام عاشور (الأهلي المصري)، لابا كودجو (العين)، ومحمد رايحي (الوداد المغربي).

أما فئة «الجيل الجديد»، فتضم مجموعة من المواهب الصاعدة التي بدأت تفرض نفسها على الساحة، ويتوقع لها مستقبل كبير في السنوات المقبلة، مثل إستيفاو ويليان (بالميراس البرازيلي)، الذي سينتقل قريباً إلى تشيلسي، ورايان شرقي (مانشستر سيتي الإنجليزي)، وجوب بيلينغهام (بوروسيا دورتموند الألماني)، شقيق نجم ريال مدريد جود بيلينغهام.

وتدخل كرة القدم العالمية منعطفاً جديداً مع انطلاق كأس العالم للأندية 2025، التي تحولت من بطولة تقليدية إلى تجربة استثنائية تعكس ملامح مرحلة انتقالية في شكل اللعبة، تنظيماً وتسويقاً وتنافساً.. وتأتي هذه النسخة وسط جدل واسع حول ضغط المباريات، وحقوق البث، ومدى قدرة «فيفا» على تقديم منتج رياضي يستحق المشاهدة والمتابعة، وتواجه الأندية العربية بدورها اختباراً حقيقياً في هذا المحفل الكبير، وسط تحديات ضخمة، ما يضعها أمام فرصة ذهبية لتأكيد حضورها القاري والدولي، وكتابة فصول جديدة في سجل الكرة العربية على المسرح العالمي.