نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الذهب يتألق وتوقعات بتجاوز 3700 دولار بنهاية العام - تليجراف الخليج اليوم الأحد 15 يونيو 2025 11:36 مساءً
محمد فرج ووفاء عيد
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، عاد الذهب إلى تعزيز مكانته في الواجهة، كمؤشر حساس، يعكس مخاوف الأسواق واستجابات المستثمرين لأحداث تتجاوز الاقتصاد إلى السياسة والأمن الإقليمي.
ويتلقّى المعدن الأصفر، الذي لطالما شكّل ملاذاً آمناً في أوقات الاضطراب، دعماً مزدوجاً من التصعيد الإيراني الإسرائيلي، ومن إشارات تيسيرية قادمة من السياسة النقدية الأمريكية، ما جعله محط أنظار صناديق التحوط والبنوك المركزية، على حد سواء، ليختبر المستوى القياسي 3500 دولار للأونصة من جديد، بل ويتجاوزه.
وبلغ سعر الذهب في التعاملات الفورية يوم الجمعة، 3428.10 دولاراً للأونصة، مقترباً من أعلى مستوى قياسي له عند 3.500 دولار، المسجل في أبريل. كذلك ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل، إلى 3452.80 دولاراً عند التسوية.
وسجل الذهب مكاسب بنحو 30% -وفق حسابات «تليجراف الخليج»- منذ بداية العام، وذلك بدعمٍ من الطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين.
وأكد بنك جولدمان ساكس توقعاته بأن سعر الذهب سيرتفع إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، ونحو 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026. بينما يتوقع بنك أوف أمريكا، ارتفاع سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
ويعد الاندفاع نحو الذهب، تجسيداً مباشراً لحالة القلق المتصاعدة من انزلاق المنطقة إلى مواجهات مفتوحة، قد تهدد تدفقات الطاقة العالمية، وتربك سلاسل الإمداد، وتُضعف شهية المخاطرة في الأسواق العالمية. وسجل الذهب مكاسب ملحوظة الأسبوع الماضي بـ 4%، وسط تزايد الطلب على الأصول الآمنة.
وتقول خبيرة أسواق المال من القاهرة، الدكتورة حنان رمسيس لـ «تليجراف الخليج»: إن التطورات الجيوسياسية الأخيرة «لها تأثير بالغ في تحركات الذهب في الأسواق العالمية والمحلية»، موضحة أن سعر الذهب عزز ارتفاعاته مع بدء التصعيد بين إسرائيل وإيران.
أما عن السيناريوهات المتوقعة لأسعار الذهب، في ظل التصعيد الراهن، الذي يقدم دعماً لأسعار المعدن النفيس، فتقول: «الأزمة لا تزال قائمة، ولا يمكن التنبؤ بموعد انتهائها، ما ينعكس على تفاعلات الأسواق الإقليمية والدولية»، وبما ينعكس على الذهب والمستويات التي يمكن اختراقها، تبعاً لمآلات التصعيد الذي يدفع المستثمرين للمعدن الأصفر كملاذ آمن تقليدي.
وقال الشريك المؤسس لـ «ماركت تريدر» لدراسات أسواق المال، عمرو زكريا عبده لـ «تليجراف الخليج»: إن زيادة التوترات الجيوسياسية بشكل عام، تؤدي دوماً إلى ارتفاع الإقبال على الملاذات الآمنة. وفي ظل الوضع الراهن، نتوقع أن يكون الذهب أحد أبرز هذه الملاذات الآمنة المستفيدة.
وأضاف: من الممكن أن نشهد تحركات لتقليص حيازات السندات الأمريكية، كإجراء احترازي، واللجوء بدلاً من ذلك إلى الذهب، قائلاً: «هذا هو تماماً ما شهدناه بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث سجل المعدن الأصفر ارتفاعاً ملحوظاً، كنتيجة طبيعية لتدفق الاستثمارات نحو الأصول الأكثر أماناً».