نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «الأسد الصاعد».. رمز تحريضي للداخل الإيراني؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 12:08 صباحاً
في الصراعات والحروب، لا تختار أطرافها أسماء عملياتها العسكرية عبثاً. التسميات تحمل رسائل ودلالات. إسرائيل التي عادة تختار أسماء توراتية لعملياتها، اختارت لعمليتها الأخيرة ضد إيران اسم «الأسد الصاعد»، وتعددت التكهنات والتحليلات بشأن اختيار هذه التسمية.
ورغم أن التسمية توحي بالقوة والسيطرة، إلا أنها تحمل أيضاً بُعداً نفسياً وسياسياً، موجهاً إلى الداخل الإسرائيلي وكذلك الإيراني.
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن تسمية «الأسد الصاعد» مستوحاة من نص توراتي مقتبس من «سفر الصحراء»، وتعني ترجمته: «شعب كالأسد يقوم.. وكالليث يشرئب.. لا ينام حتى يأكل فريسته، ومن دم ضحاياه يشرب».
لكن ربما تشير إلى هوية إيران التاريخية، فإيران قبل ثورة 1979، كان علمها يتوسطه رمز «الأسد والشمس»، وهو شعار قديم يعود إلى قرون، ويعبر عن القوة الملكية والانتماء الفارسي، ويحمل دلالات مرتبطة بتاريخ الزرادشتية الإيرانية.
وبعد سقوط حكم الشاه وصعود نظام الخميني، تم التخلي عن هذا الرمز، ليُستبدل به شعار إسلامي يجسّد الأيديولوجيا الجديدة للدولة الإيرانية. ويبدو أن اختيار إسرائيل لتسمية «الأسد الصاعد» قد يكون هدفه استحضار صورة إيران القديمة، القومية، غير الدينية، وبالتالي تحريض الشعب الإيراني، وخاصة المعارضين لنظام الحكم.
وفي التسمية إذن إشارة ضمنية إلى الشعب الإيراني، وباللعب على وتر القومية الفارسية، بأنه لا يزال ممكناً أن ينهض لاستعادة ماضيه، وبالتالي فإنها قد تكون في جوهرها دعوة رمزية لـ«إحياء الأسد القومي الإيراني» في وجه نظام الحكم.
وقد تكرر في الخطاب السياسي لقادة إسرائيل أنهم لا يعتبرون الشعب الإيراني عدواً بقدر ما يعتبرون النظام القائم تهديداً. اللافت أن المعارضة الإيرانية في الخارج، لا تزال تستخدم رمز «الأسد والشمس» علماً بديلاً، وتروّج لفكرة «استعادة إيران الحقيقية». ومن هنا، ربما يجري التعويل على أن يجد اسم العملية صدى غير مباشر في هذه الأوساط.