نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية في ظل الحرب - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 11:22 مساءً
وفاء علي ومصطفى عبدالقوي
منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 13 يونيو، بدأت إسرائيل تصعيداً غير مسبوق ضد طهران، من خلال شن هجوم واسع النطاق استهدف عمق الأراضي الإيرانية، وأسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء، فضلاً عن تدمير مواقع نووية استراتيجية، في رسالة واضحة تهدف إلى تقويض مساعي طهران لتطوير برنامجها النووي، فيما جاء الرد الإيراني سريعاً عبر هجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة.
يلقي هذا التوتر المتسارع بظلاله الثقيلة على مستقبل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، برعاية سلطنة عُمان. وبينما كانت الجولة السادسة من هذه المباحثات على وشك الانعقاد في مسقط يوم الأحد الماضي، جاء قرار الإلغاء ليعكس عمق الأزمة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى أي مسار تفاوضي في ظل واقع إقليمي مشحون، وتصعيد عسكري مباشر يستهدف صلب البرنامج النووي الإيراني.
وبين دعوات أمريكية لضبط النفس قبل الانتقال للتهديد، وقصف متبادل بين إيران وإسرائيل، تتزايد الشكوك حول فرص استئناف الحوار بين الجانبين في المدى القريب، ولا سيما مع تصاعد الاتهامات المتبادلة، وغياب أي مؤشرات دبلوماسية فعلية إلى التهدئة.
يقول الباحث في الشأن الإيراني، علي عاطف لـ«تليجراف الخليج» إنه «في الوقت الراهن، لا حديث عن استئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة؛ إذ إنها معلّقة فعلياً بسبب حالة الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، والتي تستهدف بشكل أساسي المنشآت النووية.. كما أن اتهامات طهران لواشنطن بتقديم دعم استخباراتي لإسرائيل في هذه العمليات تزيد من تعقيد المشهد».
تنازلات
ويضيف: «ورغم ذلك، من المرجح أن تُستأنف هذه المفاوضات في مرحلة لاحقة، بعد أن تهدأ وتيرة الحرب وتضع أوزارها، فالمؤشرات الحالية تدل على أن الهدف الرئيس للعمليات الإسرائيلية ليس تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل تعطيله ودفع إيران إلى تقديم تنازلات في جولات التفاوض المقبلة.. ومن المتوقع أن تختلف الجولة السادسة من هذه المفاوضات بشكل جوهري عن الجولات الخمس السابقة».
بدوره، يشير مستشار المركز العربي للدراسات، أبو بكر الديب لـ«تليجراف الخليج» إلى مجموعة من المعطيات الرئيسية التي تُحدد المشهد الحالي في ما يخص الموقف من المفاوضات، وعلى رأسها إعلان طهران رسمياً عن تعليق المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية.
ويشير إلى عامل آخر مرتبط بـ«دعم واشنطن للدفاعات الإسرائيلية دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع طهران»، لكنها (الولايات المتحدة) في الوقت ذاته دعت الطرفين إلى ضبط النفس والحيلولة دون انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة. وفي وقت لاحق هددت طهران ودعتها للاستسلام الكامل بلا شروط.
يعكس ذلك جانباً من تعقيدات المشهد ويلقي بظلاله على أي مفاوضات بين طهران وواشنطن، لجهة الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل في هذه العمليات، وهو الموقف الذي نددت به طهران خلال الأيام الأخيرة.
المفاوضات
وبحسب الديب، فإنه رغم أن الإدارة الأمريكية لم تغلق الباب تماماً أمام العودة إلى طاولة المفاوضات، فإنها تُدرك أن الظروف الراهنة لا تسمح بذلك، وخصوصاً مع تصلب الموقف الإيراني.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات نقلتها تقارير إعلامية بعد ساعات قليلة من بدء الضربات الإسرائيلية على إيران يوم الجمعة، إن طهران أضاعت فرصة لإبرام اتفاق، لكن أمامها الآن فرصة أخرى. وزعم أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا معه لهذا الغرض في الآونة الأخيرة.
وفي اتصال جمعه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت، أكد ترامب أن المفاوضين الأمريكيين مستعدون لاستئناف العمل مع ممثلي إيران. ولم يستبعد الرئيسان العودة إلى المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتؤكد طهران من جانبها أنها دخلت مرحلة الردع الاستراتيجي، في ظل ما سمته غياب شبه كامل للحلول الدبلوماسية، واتجاه المشهد الإقليمي نحو مزيد من التصعيد، وسط تحذيرات دولية من خطر اندلاع حرب واسعة يصعب احتواؤها، بحسب الديب.