شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: شحادة: نعيش في زمن من التحولات العميقة وعلينا أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية - تليجراف الخليج ليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 09:33 صباحاً
اشار وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة إلى "أننا نعيش في زمن من التّحوُّلات العميقة، يقودها الذكاء الاصطناعي. ولم تَعُدْ هذهِ الثّورةُ التكنولوجيّةُ خياراً، بل واقعاً يَفرِضُ نفسَهُ على أنظمتِنا التربويّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ"، مشيرا الى ان "لهذا السبب أُنشئت في لبنان وزارةُ الدولةِ لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتعهدت الحكومة ببيانها الوزاري بأن تصبحَ حقيبةً وزاريةً مستقلة لا وزارة دولة فحسب، من شأنِها مواكبةِ التطوراتِ التكنولوجية، وهذا ما أكده رئيس الحكومة نواف سلام في دولة الإمارات العربية المتّحدة الأسبوع الفائت".
ورأى شحادة في حديث لـ "نداء الوطن" أنّ "الذكاء الاصطناعيّ يساعد في تخصيصِ التّعلُّمِ وَفقَ حاجاتِ كلِّ طالبٍ، ويُخفِّفُ الأعباءَ الإداريّةَ عن المُعلّمينَ، ويُسهِّلُ وصولَ التّعليمِ إلى شرائحَ أوسعَ، ولا سيّما لذوي الاحتياجاتِ الخاصّةِ. كما يُوفّرُ أدواتٍ مُتقدِّمةً لرَصدِ الأداءِ وتقديمِ مراجعةٍ دقيقةٍ تُسهمُ في تطويرِ العمليّةِ التعليميّةِ".
ولفت إلى ضرورة "إعدادِ جيلٍ يمتلكُ الأدواتِ اللازمةَ لعصرٍ جديدٍ، جيل يَفهمُ البياناتِ ويُحلِّلُها، جيل يَعي أهميّةَ الأخلاقِ في استخدامِ التكنولوجيا، جيل مُدرِك لتحدِّياتِ الانحيازِ، وللتّأثيرِ المجتمعيِّ للذكاءِ الاصطناعيِّ،جيل يَصنَعُ التكنولوجيا، لا يَستهلكُها فقط".
واوضح أنّ "هذا التحوّل الرقمي يعصف بالعالم أجمع ولا سيّما بالبلدان المحيطة بلبنان، ومن أبرز الأمثلة ما أعلنتْهُ حكومةُ دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتّحدةِ، باعتمادِ الذكاءِ الاصطناعيِّ كمادّةٍ إلزاميّةٍ من الروضةِ وحتّى الصّفِّ الثاني عشرَ، بدءاً من العامِ الدراسيِّ 2025 – 2026"، مشدّداً على أنّ "اللبناني يبقى رائداً في مجال التكنولوجيا، إذ يسافر حوالى سبعمئة مهندس شهريًّا إلى الدول العربيّة لإعادة برمجة برامجها التكنولوجيّة".
وشدد على "أنّنا في المُقابلِ، نُواجِهُ تحدِّياتٍ عدّةً. أولاها عدمُ توفّرِ إمكانيةِ الوصولِ إلى التّكنولوجيا للجميع بشكل متساوٍ، ما قد يُعمِّقُ الفجوةَ بين الطّبقاتِ الاجتماعيّةِ. كذلك، فإنّ معظمَ التّطبيقاتِ تُطوَّرُ في بيئاتٍ ثقافيّةٍ مختلفةٍ، ما قد ينتجُ عنها انحيازات في المحتوى والتوجه. وهنا تَبرزُ الحاجةُ لأن نكونَ مُنتجينَ ومُطوِّرينَ، لا فقط مُستَهلِكينَ، عبر بناءِ حلولٍ مبنيّةٍ على ثقافتِنا وقِيَمِنا".
واضاف، "لا يَقِلّ خطرُ الخصوصيّةِ أهميّةً، إذ يُنتِجُ استخدامُ الذكاءِ الاصطناعيِّ قواعدَ بياناتٍ ضخمةً، قد تتعرّضُ للقرصنةِ، ممّا يَستدعي تَعزيزَ البُنيةِ التحتيّةِ للأمنِ السيبرانيّ"، موضحاً أنّ "الإفراطَ في الاعتمادِ على هذهِ التّقنيات قد يُقَلِّلُ من التّفاعلِ الإنسانيِّ داخلَ الصفِّ، وهو عنصرٌ أساسيٌّ في التّربيةِ، ومن أولوياتِ الوزارة اليوم وضعُ التشريعاتِ والقوانينِ والآلياتِ لحماية خصوصيةِ البياناتِ والمعلومات، وتمكّن لبنانَ من الحصولِ على أمنٍ سيبرانيّ فعّالٍ".
واكد انه "علينا أن نتعاملَ مع الذكاءِ الاصطناعيِّ بوعيٍ ومسؤوليّةٍ، واضعينَ ضوابطَ أخلاقيّةً وتشريعيّةً تَضمَنُ بقاءَ الإنسانِ في قلبِ التّطوّرِ، لا على هامشِهِ، ولا يكونُ الإنسانُ وخصوصاً الطالب ضحيّتَه".