نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «دبي لرعاية النساء والأطفال» تعيد رسم ملامح الطفولة - تليجراف الخليج اليوم الخميس 19 يونيو 2025 02:36 صباحاً
في أحد أركان مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال ثمة لوحة رسم ملونة بأيدٍ صغيرة، تشبه ألوان السماء المفتوحة، مكتوب تحتها: «هنا بدأت أحلم من جديد»، ففي هذا المكان لا يقاس الأثر بعدد الملفات التي تحكي وجعاً ونجاة، بل بعدد القلوب، التي استعادت الأمل.
«كل طفل مر من هنا لم يكن مجرد حالة، بل كان مسؤولية ورسالة».
هذا ما قالته شيخة المنصوري، مديرة المؤسسة بالإنابة، التي أكدت أن المؤسسة لا تقتصر على إيواء الأطفال المعنفين، بل تسعى لتمكينهم نفسياً واجتماعياً، ليكونوا أفرادا أقوياء، وأن «المعنفين» لا يحتاجون فقط للحماية، بل إلى من يعزز قدراتهم على التعافي من آثار العنف، مضيفة: «بعضهم جاء بخوف لا يترجم بالكلمات، وآخرين بكوابيس لا تنام معهم، لتبدأ المؤسسة أولى خطوات العلاج بالاستماع إليهم، ثم يأتي دور الفريق المتخصص من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، الذي يرافق الطفل في رحلة إعادة بناء ذاته».
وأفادت بأن المؤسسة تقدم لهؤلاء الأطفال برنامج «تمكين الطفل»، والذي ينقسم إلى 3 مشاريع وهي: التعليم النظامي، التعليم غير النظامي، الدورات التعليمية والمهارية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً من أجل مستقبل مستدام.
وحول مشروع التعليم النظامي أوضحت مديرة المؤسسة بالإنابة أنه يهدف إلى إلحاق الأطفال المعرضين للعنف والإساءة والاستغلال إلى المدارس النظامية في الدولة، بغرض إعادة تأهيلهم ودمجهم مع المجتمع، وعدم حرمانهم من فرص وحق التعليم.
أما مشروع التعليم غير النظامي فقالت إنه يهدف إلى إلحاق الأطفال غير الحاملين أوراقاً ثبوتية ومستندات رسمية إلى برامج تعليمية، وإن التعليم يعتبر حقاً من حقوق الطفل بغض النظر عن ظروفه، حيث يركز هذا المشروع على تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب.
وبينت أن هذا المشروع يهدف إلى إعادة تأهيلهم ودمجهم مع المجتمع، وتنمية المهارات اللغوية والحسابية، وتطوير ذواتهم والارتقاء بها، وبناء ثقتهم بأنفسهم.
وحول مشروع الدورات التعليمية والمهارية أوضحت المنصوري أنه يهدف إلى توفير دورات وورش تنمي الجوانب التعليمية والمهارية لدى الأطفال، بغرض تحسين مستواهم التعليمي، تطوير المهارات الحركية، تطوير وغرس مهارات جديدة، استغلال وقت الفراغ بما يفيدهم.
كما أوضحت المتحدثة أن المؤسسة تدمج الأطفال في برامج تعليمية وفنية ورياضية، تصمم خصيصاً لمساعدتهم على التعافي والنمو، مؤكدة حرص المؤسسة على قياس أثر الدورات التدريبية والورش التي يتضمنها برنامج التمكين، من خلال استبيانات وتقارير تعد من قبل المدربين، كما يتم قياس مستوى رضا المتعاملين في نهاية كل عام، وذلك لضمان جودة البرامج، وتحقيق أهدافها المرجوة.
وأشارت شيخة المنصوري إلى أن التمكين ليس مجرد ورشة أو نشاط، بل عملية تبدأ من منح الطفل الإحساس بالأمان، إلى تعليمه كيف يعبر، كيف يثق، وكيف يقف مجدداً ويندمج في مجتمعه بدون آثار نفسية قد تؤثر على مستقبله.
وتابعت: «إن المؤسسة نظمت 113 ورشة ودورة تدريبية لتمكين وتأهيل الأطفال خلال الأعوام الأربعة السابقة، استفاد منها 517 طفلاً وطفلة».