نقص الجنود يدفع الجيش الأوكراني إلى تعزيز صفوفه بالسجناء - تليجراف الخليج

بات المدانون في أوكرانيا يحظون باحترام واسع على جبهات القتال، بعد أن أُتيح لهم خيار إنهاء فترات سجنهم مقابل الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة للمشاركة في الحرب الدائرة مع روسيا.

وبموجب قانون، صدر في مايو من العام الماضي، تم إطلاق سراح نحو 8600 سجين، من بينهم مدانون بجرائم خطيرة، مثل القتل، بشرط القتال إلى جانب الجيش الأوكراني في الجبهة الشرقية.

ومنذ بدء تنفيذ هذا القانون، انضم نحو 3500 محكوم خلال خمسة أشهر فقط، حتى أصبح ما يقرب من 21% من إجمالي نزلاء السجون الأوكرانية يخدمون الآن في القوات المسلحة.

وقال نائب وزير العدل الأوكراني، يفين بيكالوف، إن «الوحدات العسكرية تبدي اهتماماً خاصاً بتجنيد المدانين، حيث ينظر إليهم على أنهم يمتلكون قدرة أكبر على التكيف مع ظروف الحرب، وأقل حساسية نفسية تجاه العنف، ما يجعل المدانين بجرائم القتل من بين الأكثر طلباً».

وأضاف: «يتردد ضباط التجنيد على السجون بشكل يومي تقريباً، بل إن بعض المنشآت الإصلاحية تشهد زيارات من وحدات عسكرية عدة في يوم واحد، لجلب مسجونين لجبهة القتال».

وأوضح بيكالوف أن النسبة الأكبر من المنضمين للجيش من المحكومين تشمل مدانين بالسرقة والاحتيال (55%)، والمخدرات (11%)، والاعتداءات الجسيمة (9%)، إضافة إلى نسبة صغيرة ممن تسببوا في حوادث مرورية مميتة (6%).

نقص حاد

يأتي هذا التحول استجابة لنقص حاد في عدد الجنود على الجبهات، خصوصاً في ظل المعارك الضارية التي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من الجنود الأوكرانيين.

ورداً على هذا النقص، وقع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قانون إطلاق سراح سجناء للمشاركة بالحرب، لكن هذا التشريع لا ينطبق على المدانين بجرائم قتل متعددة، أو جرائم جنسية، أو قضايا فساد كبرى.

دوافع

وأعرب مدانون في مقابلات مع صحيفة «التايمز» عن دوافع متنوعة للانضمام إلى الجيش الأوكراني، إذ قال معظمهم إنهم يرغبون في الدفاع عن وطنهم ضد الجيش الروسي، بينما قال آخرون إن الحياة في الجيش أتاحت لهم، على الأقل، نوعاً من الحرية لا يجدونها في السجن، فيما أعرب بعضهم عن شعورهم بالخلاص الذي وجدوه من خلال القتال على الجبهات.

وقال أحد المدانين الذي التحق بجبهات القتال بعد سجنه 28 عاماً: «لا أريد أن تتذكرني عائلتي بالوضع الذي كنت عليه سابقاً، بل بما أصبحت عليه حالياً.. جندي أخدم وطني»، مشيراً إلى أنه رغم فقدان إحدى قدميه جراء انفجار لغم عندما كان في مهمة ليلية، فإنه يرفض تسريحه من الجيش.

اختيار السجناء

العملية التي تنتقل من رغبة السجين في الانضمام إلى الجيش وحتى وصوله إلى خط المواجهة، تمر بمراحل عدة، تشمل فحوصاً صحية ونفسية صارمة، ومراجعة قانونية من النيابة العامة، قبل الحصول على موافقة قضائية.

وإذا ثبتت سلامة السجين الصحية وأهليته النفسية للخدمة العسكرية من قبل لجنة عسكرية، يتم إرسال أوراقه إلى المحكمة للموافقة على إطلاق سراحه، وبعد ذلك يتم إرسال السجين إلى منشأة تدريب عسكرية لتأهيله للقتال.

وتستغرق عملية تدريب السجين على الأسلحة والقتال والاعتياد على جو الحرب ما بين شهر أو شهرين، لكن إذا كانت وحدة معينة تريد شخصاً بذاته لإرساله في مهمة حربية، فإن عملية التدريب قد لا تزيد على أسبوع.

ويركز ضباط التجنيد على اختيار السجناء من الطبقات المتوسطة في هرم السجون، والمعروفة باسم «الموزيكي»، لأن السلطات أدركت أن تدريب المدانين من المجرمين الذين يقاومون الانضباط بشدة وتعويدهم على الحياة العسكرية، أمر صعب، ويحول دون تعلمهم التدريبات العسكرية كي يصبحوا جنوداً جيدين، إذ لا يمكن أن يكونوا صالحين كجنود في القوات المسلحة ويمتثلوا للأوامر العسكرية التي توجه إليهم.

أما الطبقة الدنيا، التي تسمى بـ«المنبوذين»، فيجري معاملتهم على نحو سيئ وغير لائق في السجن والجيش.

تحديات

ورغم النجاح الظاهر فإن برنامج «الإفراج المشروط مقابل القتال» لم يخلُ من التحديات، فقد تم رفض طلبات نحو 1300 سجين لأسباب تراوح بين مشكلات صحية ورفض المحاكم أو تراجع السجين نفسه.

كما كُشفت بعض القضايا المثيرة للجدل، مثل خضوع قائد كتيبة مشاة للتحقيق، بتهمة صعق سجين سابق بالكهرباء أمام وحدته كإجراء تأديبي.

وقالت أمينة المظالم العسكرية، أولها ريشيتيلوفا: «تكمن مشكلة هذه القضية في أن الجندي (السجين) تم قتله لاحقاً أثناء أداء الواجب، وبالتالي لا توجد ضحية حية لاستكمال المحاكمة»، مضيفة: «من دون شهادة الضحية يدافع القائد بأن السجين لم يتعرض للصعق بالكهرباء حقاً، وأن الحادثة كانت مجرد لعبة لتحفيز الآخرين».

وفي حادثة أخرى عاد جندي سابق مدان بالقتل إلى السجن بعد قتله صديق زوجته، بينما تحاول وحدته العسكرية التوسط لإعادته إلى الجبهة.

وعلى الرغم من تلك التحديات ترى السلطات الأوكرانية أن البرنامج ناجح، بل وتعتبر أن بعض السجناء المتطوعين أظهروا أداءً أفضل من المجندين المدنيين.

وقال نائب وزير العدل الأوكراني: «إنها مبادرة جيدة ولها نتائج إيجابية، فنحن نساعد القوات المسلحة عن طريق زيادة تعدادهم الذي يتناقص خلال المعارك التي يقع فيها الكثير من القتلى، كما أن الموقع الاجتماعي للسجناء يتغير حيث يتم النظر إليهم باعتبارهم عملوا على خدمة بلادهم، بعد أن كانوا يعتبرون مجرمين مرفوضين من المجتمع». عن «التايمز»


متطوعون

 

تطلب الألوية العسكرية في أوكرانيا مزيداً من السجناء لانضمامهم إلى برنامج تدريبهم وتحويلهم إلى مقاتلين يشاركون في الحرب ضد روسيا، في ظل نقص الجنود الذي يعانيه الجيش الأوكراني، وغالباً ما يفضل قادة الجيش العمل مع متطوعين من السجناء الذين يتم تدريبهم على إطاعة الأوامر وتنفيذها على المجندين المترددين.

• 8600 سجين، بينهم مدانون بجرائم خطيرة، أطلق سراحهم بموجب برنامج «الإفراج المشروط مقابل القتال».

• انضمام السجين إلى الجيش يمرّ بمراحل عدة، تشمل فحوصاً صارمة ومراجعة قانونية من النيابة العامة.

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: نقص الجنود يدفع الجيش الأوكراني إلى تعزيز صفوفه بالسجناء - تليجراف الخليج اليوم الخميس 19 يونيو 2025 04:10 صباحاً