نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كيف أفلت الصاروخ الإيراني الذي اصاب بدقة هدف... - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 02:43 مساءً
في تطور ميداني لافت، أعلنت إيران اليوم عن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل، مستخدمة صاروخاً واحداً فقط نجح في إصابة هدفه بدقة، دون أن تتمكن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وعلى رأسها “القبة الحديدية”، من اعتراضه.
بحسب مصادر متعددة، فقد سقط الصاروخ في منطقة تضم منشآت تكنولوجية ومكاتب لشركات كبرى، من بينها مكتب يُعتقد أنه تابع لشركة “مايكروسوفت”، التي تتهمها طهران بالتعاون الاستخباراتي مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في العمليات الجارية ضد قطاع غزة. ورغم أن الضربة لم تسفر عن سقوط ضحايا، فإنها تسببت بأضرار مادية وحرائق، وتركت تساؤلات عميقة حول فاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
ما نوع الصاروخ؟ ولماذا لم يُعترض؟
رغم عدم صدور إعلان رسمي من إيران حول نوع الصاروخ المستخدم، ترجّح التحليلات أنه أحد طرازين متقدمين:
إما “قاسم بصير”، وهو صاروخ باليستي دقيق متوسط المدى يتمتع بقدرة على المناورة وتوجيه ذكي،
أو “فتّاح”، وهو صاروخ فرط صوتي تبلغ سرعته ما بين 13 إلى 15 ماخ، وتُصمم خصيصًا لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المعقدة.
وهنا يُطرح السؤال: كيف تمكن هذا الصاروخ من الإفلات من أنظمة الدفاع الإسرائيلية التي لطالما تغنّى بها الجيش الإسرائيلي كخط الدفاع الأول؟
ثغرات محتملة في “القبة الحديدية”
وفق خبراء عسكريين، تعاني منظومة “القبة الحديدية” من عدة نقاط ضعف تجعلها عاجزة – أو على الأقل محدودة – في التعامل مع أنواع معينة من الصواريخ:
1. غير مصممة للصواريخ الفرط صوتية:
تم تصميم القبة الحديدية لاعتراض صواريخ قصيرة المدى ذات مسار ثابت. أما الصواريخ الفرط صوتية، التي تغير مسارها أثناء الطيران وتسير بسرعات تتجاوز قدرة الرادارات على التتبع، فهي تمثل تحديًا كبيرًا للمنظومة.
2. صعوبة التعامل مع الصواريخ ذات التوجيه المتقدم:
إذا كان الصاروخ مزودًا بنظام توجيه بصري أو يعمل عبر بصمة إلكترونية فريدة، فإنه يمكن أن يراوغ أنظمة التشويش والتشويش المعاكس.
3. زاوية الهجوم والمسار المنخفض:
من المحتمل أن يكون الصاروخ قد استخدم زاوية دخول منخفضة أو مسارًا خارج المدى المعتاد للرادارات الدفاعية، ما جعل رصده متأخرًا وغير قابل للاعتراض في الوقت المناسب.
4. احتمالية استخدام تشويش إلكتروني محدود:
في حالات متقدمة، يمكن استخدام موجات تشويش مؤقتة على الأنظمة الدفاعية لتشويش الاستجابة، وهو أمر تتقنه إيران حسب تقديرات غربية.
هل كانت الضربة اختبارًا أكثر من كونها هجومًا؟
اللافت أن إيران اكتفت بإطلاق صاروخ واحد فقط، وهو ما يعتبر سلوكًا غير نمطي في هجمات باليستية من هذا النوع. ويفسر محللون ذلك بأنه اختبار ميداني لقدرة الصواريخ الإيرانية على اختراق الدفاعات، وليس بالضرورة بداية تصعيد واسع. ويُعد نجاح هذا الصاروخ – من حيث الدقة وعدم الاعتراض – مؤشرًا استراتيجيًا مهمًا قد يؤثر على قواعد الاشتباك مستقبلاً.
صدمة دفاعية لإسرائيل
تُعد هذه الحادثة صفعة معنوية للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية، التي طالما اعتبرت نفسها الأكثر تطورًا في الشرق الأوسط، وركّزت دعايتها على “حصانة العمق الإسرائيلي”. ومع تصاعد تهديد الصواريخ الإيرانية الدقيقة، لا سيما تلك القادرة على التخفي والمناورة والسرعة الهائلة، يُجبر الجيش الإسرائيلي على إعادة تقييم بنيته الدفاعية، وربما تسريع مشاريع منظومات اعتراض أكثر تطورًا، مثل الليزر أو الدفاعات الفضائية.
خلاصة
صاروخ واحد فقط، لكن رسالته وصلت: الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تعد عصية على الاختراق. وبينما قد تكون الضربة محدودة تكتيكيًا، فإن تأثيرها السياسي والعسكري يبدو أكبر من حجمها المباشر، خاصة أنها تسلط الضوء على تغير موازين القوى في سماء المنطقة، وتفتح الباب أمام سباق تقني جديد في عالم الصواريخ والدفاعات.