الميتفورمين تحت المجهر .. هل نعرف أخيرًا كيف يخفض سكر الدم؟ - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الميتفورمين تحت المجهر .. هل نعرف أخيرًا كيف يخفض سكر الدم؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 12:05 صباحاً

منذ أكثر من ثلاثة عقود، وُصف دواء الميتفورمين لملايين المرضى حول العالم لعلاج داء السكري من النوع الثاني، لكن رغم فعاليته المثبتة، ظلت آلية عمله الكاملة غامضة إلى حد كبير، اليوم، تُسلط دراسة جديدة الضوء على جانب غير متوقع: قد لا يكون الكبد وحده هو محور تأثير الميتفورمين، بل الأمعاء أيضًا.

تحويل الجلوكوز إلى غذاء للبكتيريا النافعة

تشير النتائج إلى أن الميتفورمين يحفّز الجسم على إفراز الجلوكوز من مجرى الدم إلى الأمعاء، حيث تتغذى عليه بكتيريا الأمعاء، محوّلة إياه إلى مركبات كيميائية تُساهم في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهاب، هذا الاكتشاف قد يفسر جزءًا مهمًا من التأثير العلاجي للدواء، ويمنح العلماء منظورًا جديدًا في محاربة السكري.

تفاصيل الدراسة

اعتمد الباحثون على تحليل بيانات خمسة مرضى مصابين بداء السكري، إلى جانب تجارب على الفئران، أظهرت النتائج أن تناول الميتفورمين ضاعف تقريبًا كمية الجلوكوز التي تُفرز في الأمعاء، ما يشير إلى أن الجسم يستخدم آلية بديلة للتحكم بنسبة السكر في الدم.

عند دخول الجلوكوز إلى الأمعاء، يُحفّز نمو أنواع معينة من البكتيريا التي تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة، وهي مركبات ترتبط بتحسين الحاجز المعوي، تقليل الالتهاب، وتعزيز الاستجابة للإنسولين.

الجلوكوز الثقيل.. وسيلة لتتبع المسار

لفهم كيف يتحول الجلوكوز في الأمعاء، استخدم الباحثون جلوكوزًا معدّلًا يحتوي على نظير ثقيل من الكربون، ما سمح بتتبع حركة الكربون داخل الجسم، أظهرت التحاليل أن البكتيريا حولت الجلوكوز إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة تحتوي على هذا الكربون الثقيل، في إشارة مباشرة إلى مشاركة البكتيريا المعوية في فعالية الميتفورمين.

ليس مجرد خفض مباشر للسكر

وفقًا للباحثين، فإن خفض نسبة السكر في الدم لا يتم فقط عبر تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد أو تحسين استجابة الخلايا للإنسولين، بل أيضًا من خلال التأثير على البيئة المعوية، البكتيريا المفيدة تساهم بدور مزدوج: تقليل الالتهاب وزيادة حساسية الأنسولين.

قيود الدراسة وأسئلتها المفتوحة

رغم أهمية النتائج، تعاني الدراسة من بعض القيود، أبرزها صغر العينة البشرية (فقط خمسة أشخاص)، وتفاوت الجرعات، إضافة إلى إجراء تجارب القوارض على ذكور فقط، ما يطرح تساؤلات حول تأثير الجنس والعمر والأنظمة الغذائية المختلفة على نتائج الدواء.

وبينما تشير البيانات إلى ارتباط بين تناول الميتفورمين وزيادة الأحماض الدهنية المفيدة، لم يتم التحقق من مدى تأثير هذه الزيادة على صحة الأمعاء والفئران بشكل عام.

ما التالي؟

الدكتور واترو أوغاوا، قائد الفريق البحثي من جامعة كوبي اليابانية، أكد أنهم يعملون على دراسة بشرية موسعة لتحليل تأثيرات الميتفورمين بشكل أشمل، ويتوقع أن تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة في تطوير علاجات تعتمد على تعديل الميكروبيوم المعوي، كما أن النتائج تطرح احتمالات مستقبلية لعلاج السكري بطريقة تستهدف التوازن البكتيري في الأمعاء، إما عبر تغذية البكتيريا النافعة أو تصميم أدوية تُفعّل هذه المسارات البيولوجية.

الميتفورمين لم يعد مجرد دواء كلاسيكي لخفض السكر، بل تحول إلى بوابة لفهم العلاقة المعقدة بين الأمعاء والدماغ والهرمونات، قد يكون مفتاح السيطرة على السكري مختبئًا في الميكروبيوم، ومع استمرار الأبحاث، قد نشهد في المستقبل القريب ثورة علاجية تعتمد على تعديل البيئة المعوية.

الميتفورمين، علاج السكري، الجلوكوز في الأمعاء، بكتيريا الأمعاء، الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، الميكروبيوم، خفض سكر الدم، دواء الميتفورمين، التمثيل الغذائي، الالتهاب المزمن، تحسين الإنسولين، البحث العلمي في السكري، ميكانيكية عمل الميتفورمين، علاج مقاومة الإنسولين، الدراسات اليابانية