نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قتال بلا دخان.. تطورات الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل اليوم السبت 21 يونيو 2025 01:29 صباحاً
تتسارع وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل، ليس فقط على مستوى الضربات العسكرية المتبادلة، بل أيضًا في ساحة الحرب السيبرانية التي باتت تشكل جبهة مركزية في النزاع.
وقد كشفت تقارير متعددة من وكالة بلومبرغ الإخبارية الأمريكية عن لجوء الطرفين إلى أساليب إلكترونية متقدمة لتعطيل البنية التحتية، واستهداف المؤسسات المالية، وحتى استغلال كاميرات المراقبة الخاصة لجمع معلومات استخباراتية ميدانية حساسة.
إيران تخترق كاميرات المراقبة في إسرائيل
في تطور غير مسبوق، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن إيران نجحت في اختراق كاميرات مراقبة خاصة داخل إسرائيل، في محاولة لجمع معلومات آنية عن مواقع سقوط الصواريخ وتحسين دقة الضربات المستقبلية.
وأوضح رفائيل فرانكو، النائب السابق لرئيس هيئة السايبر الوطنية الإسرائيلية، أن محاولات الاختراق تكررت منذ بدء الهجمات الصاروخية الأخيرة على تل أبيب، داعيًا المواطنين إلى فصل كاميراتهم أو تأمينها عبر تغيير كلمات المرور، وتفعيل المصادقة الثنائية.
وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان اختراقات مماثلة نفذتها حركة حماس قبيل هجوم 7 أكتوبر 2023، حين استُخدمت كاميرات خاصة لرصد تحركات مدنية وعسكرية. كما أفادت تقارير استخباراتية باستخدام روسيا كاميرات المراقبة خلال الحرب على أوكرانيا لأغراض مشابهة.
وتشير التقديرات إلى أن آلاف الكاميرات في إسرائيل ما زالت تعمل بكلمات مرور افتراضية، مما يجعلها هدفًا سهلًا للهجمات. وفي هذا السياق، قالت هيئة السايبر الإسرائيلية إنها رصدت محاولات اختراق جديدة خلال الأيام الماضية، خاصةً في المناطق الحدودية والمواقع الحساسة.
القطاع المالي الإيراني ضحية هجوم سيبراني واسع
على الجبهة المقابلة، أعلنت جماعة اختراق موالية لإسرائيل تُعرف باسم “سبارو المفترس” مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني أدى إلى تعطّل واسع في الخدمات المصرفية داخل إيران، مستهدفًا على وجه الخصوص مصرف “سبه” الذي يُتهم باستخدامه للالتفاف على العقوبات الدولية.
وبحسب بيان نشرته الجماعة عبر “تيليجرام” و”إكس”، فقد زعمت تدمير بيانات المصرف، دون رد رسمي من السلطات الإيرانية على هذه الادعاءات.
ويأتي الهجوم في سياق موجة تصعيد رقمي متسارع، إذ أفادت وكالة “فارس” أن إيران تعرضت لأكثر من 6,700 هجوم من نوع حجب الخدمة (DDoS) خلال ثلاثة أيام فقط، ما دفع الحكومة إلى فرض قيود مؤقتة على الإنترنت لمحاولة تقليص الأضرار.
وتُعدّ “سبارو المفترس” من أبرز الجماعات الإلكترونية التي نفذت عمليات مؤثرة ضد إيران منذ عام 2021، منها اختراق شبكة السكك الحديدية، وهجوم على مصنع فولاذ أدى إلى انسكاب المعدن المنصهر، فضلًا عن استهداف منظومات الدفع في محطات الوقود.
ويرى خبراء الأمن أن هجمات هذه الجماعة لا تهدف فقط إلى الإرباك التقني، بل تسعى كذلك إلى إحداث أثر نفسي وتضخيم إعلامي، إذ تُنشر تفاصيل العمليات بنحو استعراضي لتعزيز الانطباع بالاختراق العميق.
إيران تلجأ إلى حجب شامل للاتصالات… و”ستارلينك” تدخل على الخط
وفي خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة، أعلنت الحكومة الإيرانية انقطاعًا شاملًا ومؤقتًا للإنترنت وخدمات الهاتف في عموم البلاد، مبررة القرار بضرورة التصدي لهجمات إسرائيلية تستهدف البنية التحتية الحيوية. وأظهرت بيانات من شركة “Cloudflare” انخفاضًا في حركة الإنترنت تجاوز 90% منذ بدء الحجب.
وأكدت وزارة الاتصالات الإيرانية أن الإجراء مؤقت، ويهدف إلى حماية شبكات الدولة من “العدو المعتدي”، في حين أفاد المواطنون بأن المكالمات المحلية فقط ما زالت ممكنة، مع انقطاع تام عن العالم الخارجي. ويعيد هذا الحجب إلى الأذهان ما حدث خلال احتجاجات نوفمبر 2019، حين لجأت السلطات إلى قطع شامل للإنترنت لمنع التنسيق بين المتظاهرين.
وفي المقابل، أعلن إيلون ماسك أن أقمار “ستارلينك” بدأت ببث خدماتها فوق إيران، مما قد يتيح لبعض المناطق الوصول مجددًا إلى الإنترنت في ظل تلك القيود، خاصةً بعد استخدام طهران هذه الظروف لحظر تطبيق “واتساب”، بزعم تسريبه البيانات لصالح إسرائيل، لكن شركة ميتا، مالكة التطبيق، نفت تلك الادعاءات، ووصفتها بأنها ذريعة لحظر وسائل الاتصال الآمن في وقتٍ حساس.
تصعيد متبادل ومستقبل رقمي قاتم
ويأتي كل ذلك في أعقاب هجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية أسفر عن مقتل قيادات رفيعة، تبعه رد إيراني عنيف بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وقد خلّفت تلك الاشتباكات عشرات القتلى ومئات الجرحى في الجانبين حتى الآن.
ويُظهر هذا التصعيد الأخير أن الحرب بين إيران وإسرائيل لم تعد تقتصر على ساحات المعركة التقليدية، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي، حيث تُستخدم التكنولوجيا كسلاح إستراتيجي يوازي الصواريخ والطائرات من ناحية التأثير. ومع تزايد الاعتماد على الأنظمة المتصلة بالإنترنت، يبدو أن ساحات الحرب المستقبلية قد تُحدّد بمن يتحكّم في البيانات أولًا، لا بمن يمتلك أكبر ترسانة حربية.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.